إعلان

من حكايات"أمي الأوزة" إلى سفاح طنطا.. كيف قاد الخيال محمود علام إلى الإعدام؟

03:38 م الأحد 14 أبريل 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الغربية- مروة شاهين:

فتح سفاح الجيزة الباب للبحث مجددًا في تاريخ جرائم القتل، وتحديدا التي كانت النساءضحاياها، فرغم شهرة قضية ريا وسكينة إلا أن "قصة السفاح محمود علام" الذي تزامن معها وألقى الأمن القبض عليه قبلهن بأشهر كانت هي الأغرب.

سفاح طنطا:

لقبت الصحف المصرية القاتل محمود علام بسفاح طنطا، عاصمة محافظة الغربية، غرابة القصة ليس في طريقة تنفيذها ولا عدد الضحايا وحسب، ولكن في طريقة الاستدراج والتخلص منهن وحرق الجثث في فرن من الطين داخل منزله.

في التحقيقات اعترف السفاح المصري، أنه اقتبس تلك الطريقة من السفاح الفرنسي الشهير "هنري ديزيريه لاندرو" الشهير باسم لاندرو سفاح باريس، قضى لاندرو نحو عامين في جلسات المحاكمة بتهمة قتل 11 سيدة، قبل أن تجد الشرطة دليل على جرائمه، وكانت أخباره تملأ الصحف العالمية، تنشر قصته وكيف تأثر بقصة الرجل ذو اللحية الزرقاء.

حكايات أمي الأوزة

يزخر الأدب الفرنسي بمئات الروايات والحكايات، من أكثرها انتشارا ومبيعا إلى الآن كتاب "حكايات أمي الأوزة" هي واحدة من كلاسيكيات الأدب الموجه للنشء، تضم تلك الحكايات 9 قصص للأديب الفرنسي شارل بيرو "1628_1703"، يتفق أغلب كتاب قصص الأطفال أن حكايات أميرات ديزني مستوحاة من حكايات ماما وزة، لكن قصة الرجل ذو اللحية الزرقاء كانت مختلفة عن الثمانية الأخرى، وهي بمثابة المصدر الأٌصلي للسفاحين لاندرو الفرنسي وعلام المصري.

أرمل يبحث عن زوجة

تقول القصة إن رجل بلحية زرقاء كان يسكن في قصر كبير مهيب، نشر إعلان في الصحف والدوريات الفرنسية، يخبر العامة فيه أنه أرمل ويبحث عن زوجة، استطاع بأسلوبه ولباقته خلاله أن يستدرج ابنه جاره، حتى تغاضت عن لحيته الزرقاء ووافقت على الزواج منه.

غرفة مغلقة

داخل القصر دو الـ 50 غرفة، كانت غرفة بعينها مغلقة ولا تفتح، هم الرجل بالسفر وسلم مفاتيح جميع الغرف لزوجته، من بينها مفتاح صغير عَمد الرجل أن يخبرها ان ذلك المفتاح هو لتلك الغرفة وأن عليها ألا تستخدمه ولا تفتح الغرفة ولا تدخلها.

قتل الفضول تفكير الزوجة، همت بفتح الغرفة، رأت جثثا لسيدات مقطعة الأوصال ورؤوس مفصولة ومعلقة، هرعت وأغلقت الغرفة، علمت السر وراء اختفاء الزوجات اللاتي سبقنها، أرادت الخروج من القصر والعودة لأهلها إلا أنها فوجئت بحضور الزوج القاتل، وأدركت أن مصيرها سيكون الغرفة ذاتها.

يحكي شارل بيرو في كتابة، أن أشقاء الزوجة الصغيرة كانوا على موعد لزيارتها، استجارت بهم، تمكنوا من الزوج وأمسكوا من يده السكين التي أراد أن يقتل بها أختهم فقضوا عليه، وتخلصوا من جثته في تلك الغرفة وفروا من القصر.

ثري أرمل

كانت طريقة محمود علام في استدراج ضحايا بغوايتهن وإيقاعهن في غرامة، بالتظاهر أنه ثري ومن الأعيان صاحب العزب ومئات الأفدنة، أرمل يبحث عن زوجة يستدرج الأرامل مرات وبائعات الهوى مرات أخرى بماله المزعوم.

في كتابه "رجال ريا وسكينة" للكاتب الصحفي صلاح عيسى، يخبرنا أن محمود علام، اعترف أمام جهات التحقيق، أنه وباقي أفراد عصابته التي ضمت 11 فردًا تولوا غواية النساء واقتيادهن إلى ثلاثة منازل بمدينة طنطا، لممارسة الرزيلة معهن.

ويضيف الكاتب أن العصابة كانت تقتل النساء وتسرق ما بحوزتهن من مصاغ ونقود وحتى الملابس، ثم يقتسموا تلك الغنائم على أفراد التشكيل بالكامل، وتعددت بلاغات اختفاء النساء وتتبع رجال الأمن لخط سيرهن، ذكرت ذويهن اسم محمود علام في أكثر من واقعة، ليجري القبض عليه وإحالته للمحاكمة في جنايات طنطا، وصدر فيها ضده حكم بالاعدام شنقاً بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، ووجهت له المحكمة تهمة قتل 11 سيدة.

وأثناء جلسات المحاكمة قرر علام الخروج عن صمته والاعتراف بكافة التفاصيل والإرشاد عن أفراد العصابة، وطرق التخلص من الجثث على طريقة السفاح الفرنسي لاندرو بعد هوسه به، إذ كان يتابع كغيره من المصريين قصته في الصحف، وقرر أن يسير على خطواته في استدراج السيدات وسرقتهن وقتلهن، وفي عام 1922 صدر الحكم بإعدام محمود علام شنقا.

فيديو قد يعجبك: