إعلان

مطلوب بالخليج.. قصة المحصول الأغلى في السويس

07:19 م الأحد 06 سبتمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


السويس - حسام الدين أحمد:

تنبت في مارس وأبريل من كل عام زهور أشجار المانجو في أراضي المزارعين بريف السويس، الممتد لمسافة 30 كيلومتر شمالي المحافظة، وتنتظر على أشجارها التي تنمو بعد 4 أشهر ويتضاعف حجمها حتى تبلغ ثمارها مرحلة النضج.

رغم صغر المساحة المزروعة بالفاكهة الاستوائية مقارنة بمحافظات الدلتا، إلا أن التربة الصحراوية الخصبة، خاصة القريبة من المجرى الملاحي للقناة، تنتج ثمارًا عالية الجودة، يقبل على شرائها المصدرين بأعلى الأسعار.

"القرية مساحتها 1600 فدان منها 1000 مزروعة مانجو"؛ يقول المهندس الزراعي فكري الضو رئيس جمعية قرية الرائد، أكبر القرى المنتجة للمانجو الفاخرة وهي الأنواع التي تباع بسعر مرتفع وتلقى طلبًا للتصدير.
وفي قرية محمد كُريم المجاورة لها تزيد المساحة المزروعة عن ذلك، لكنها تضم أنواعًا بين البلدي والفاخر.

وأوضح المهندس فكري أن مشكلة نقص المياه التي بدأت قبل بضع سنين في قريتي محمد كريم ومحمد عبده المجاورتين له، دفعت قاطنيها لزراعة المانجو لتحل مكان المحاصيل الموسمية مثل القمح والبرسيم، كون تلك الأشجار تتحمل العطش وتحتاج للري مرة واحدة صيفًا.

بلدي وأجنبي

في الأعوام الخمس الماضية توسع المزارعين في زراعة أصناف شتلات المانجو المستوردة من الخارج، والتي دخلت مصر في حقبة الثمانينيات، مثل الكيت والكنت والناعومي، وكمبورس، والجلوك.

"الأنواع دي شجرها صغير وحجم الثمرة كبير 3 منها توزن كيلو، وتقام المرض أكثر"؛ يعدد "الضو" مميزات أشجار الأنواع الأوروبية أو كما يطلقون عليها الأجنبي.

وتضم الأنواع البلدي المزروعة في القرى: الزبدة والسكري، والعويس وألفونس، والصديقة، وهي مانجو إفريقية، ومنتشرة في السودان.

"التجار بينزلوا القرى يشوفوا المحصول على الشجر ويتفقوا مع المزارع، وكلها بتكون تصدير"؛ يقول الضو.

واستثنى رئيس جمعية الرائد المانجو السكري، لأن قشرتها الخفيفة تجعلها لا تتحمل التخزين والشحن في البرادات للتصدير.

تبدأ الأشجار البلدي في الإنتاج في شهر يوليو كل عام وحتى شهر سبتمبر، بينما الأصناف الأجنبية تبدأ في الإنتاج منتصف أغسطس وتستمر حتى شهر نوفمبر.

وكشف "الضو" أن دولة الهند تعتبر من أكبر الدول في إنتاج المانجو، إلا أن المصدرين يقبلون على سحب كميات كبيرة من تجار المانجو في مصر وتصديرها للخليج العربي، إذ تتميز بطعمها وقلة الملوحة فيها خاصة المانجو العويس.

الأكثر طلبًا

واستطرد أن كل أنواع المانجو تحتوي على كمية من الأملاح يمكن للمتذوق أن يشعر بها، باستثناء المانجو العويس والفص منها فهي من أعلى الأنواع والأكثر طلبًا للتصدير بسبب طعمها حلو المذاق، وقلة الأملاح فيها مقارنة بباقي الأنواع، لذلك تباع في مصر بسعر مرتفع في موسم المانجو بمتوسط 40 جنيهًا للدرجة الممتاز وتزن 3 حبات منها 1 كيلو جرام.

ويصل سعر حبات المانجو الفص إلى 80 جنيهًا في بداية الموسم، وتنخفض إلى 60 بعد فترة، وثمرتها صغيرة تقارب حجم البيضة، وبذرتها صغيرة، ويكشف أن الفص ليس نوع تنتجه شجرة بعينها، وإنما هي حبات تنمو في أعلى فرع بالشجرة وعددها لا يتجاوز 15 حبة، وحجمها صغير لا تزيد عن 100 جرام وتنضج بهذا الحجم، لكن أفضلها تلك التي تسقط من أعلى شجر العويس.

ويتحدث المحاسب محمد مصطفى، سكرتير جمعية قرية محمد كُريم، عن محصول المانجو بالقرية، ويقول إن العدد أكبر من المزارعين تحول الى زراعة شتلات المانجو الألفونس، وهي ذات قيمة مرتفعة ومتوسط وزن الثمرة الواحدة 300 جرام، ويمكن لحقل على مساحة 5 أفدنة أن يدر محصول قيمته تصل إلى 250 ألف جنيه يحصل عليها المزارع من التاجر، فذلك النوع مرغوب في دول الخليج.

وتختلف كمية المحصول في كل شجرة، فيقول مصطفى إن الفصائل الأجنبي تزرع بفواصل 2 متر بين كل شجرة وأخرى، ويمكن للفدان أن يستوعب 150 شجرة منها، وتعطي الشجرة التي يزيد عمرها عن 5 أعوام محصول يتراوح بين 100 إلى 150 كيلو، وجمع محصولها سهل وفي متناول اليد بسبب ارتفاعها الذي لا يتجاوز 3 أمتار.

أما الأصناف البلدي، فإنها تزرع بفواصل أكبر إذ يمكن لـ 85 شجرة فقط أن تغطي مساحة فدان، ويصل إنتاج الشجرة الواحد البالغة والتي تتجاوز 10 سنوات 300 كيلو مثل السكري، أما أشجار الزبدة والسنار، والناعومي الكبيرة ذات اللون الأصفر و"بخد أحمر"، فإنتاج الشجرة يصل إلى نصف طن.

وبعض أشجار الزبدة تنتج محصول يزن 700 كيلو عندما تتجاوز 10 سنوات، ومع زيادة عمر الشجرة يزداد ارتفاعها حتى 12 مترًا.

السقط أفضل

ويجمع محصول المانجو بطريقتين، الأولى وهي الكمر إذ يجري جمع الفاكهة خضراء تكاد تكون صلبة، بعد جنيها من الشجر بواسطة أعواد طويلة تصل للثمرة، وعن طريق رص الثمر في الكراتين وتغليفها بأوراق تستكمل نضجها.

أما الطريقة الثانية فهي السقط، إذ تترك الثمار على الشجر لتكمل نضجها وتتحول للون الأصفر، وتسقط بعد تمام النضج وهي الأفضل وتعطي مانجو أطيب طعمًا من التي نضجت بالكمر.

العفن الهبابي

"كنا زمان نصرف الربع على جنينة المانجه ونلاقي الربح ثلاث أضعاف"؛ يتحدث سامي عبد الملك، مزارع بقرية محمد عبده، ويقول إن نفقات زراعة المانجو ارتفعت وقل الإنتاج في السنوات الأخيرة في مصر بشكل عام وبسبب الأمراض التي تصيب الشجر والثمر وأسوأها هو العنف الهبابي.

وأوضح أن ذلك المرض يقضي على الثمرة بمجرد ظهورها في فصل الربيع، وحين تكبر تتحول للون الأسود وتتعفن رغم صلابتها، وينفق المزارعين أموالاً كثيرة لعلاج الأشجار المصابة.

دورة الرعاية

وأشار المزارع السويسي إلى أن دورة رعاية المانجو البلدي تبدأ في نهاية سبتمبر كل عام وحتى منتصف أكتوبر، إذ تقلم الشجرة وترش الأطراف المقلمة بمبيد يحميها من وصول الحشرات إليها، وتبدأ دورة خدمة أساسية بالسماد البلدي ثم السماد سوبر فوسفات، وتمنع المياه عن الأشجار الكبيرة من شهر ديسمبر حتى فبراير، وتسمى فترة صيام.

ومع بشائر الثمر في مارس يبدأ المزارعين في الخدمة الطارئة لمقاومة العفن باستخدام مبيدات ومغذيات للشجر تقاوم ذلك المرض.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان