إعلان

"إيما بيبي يحتضن زوجته".. حكاية أول تمثال لحاكم الواحات قبل 4 آلاف سنة

12:59 م الجمعة 27 سبتمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

تزخر أرض مصر بالعديد من الموروثات التاريخية التي تحمل في باطنها عبق حقبات ضربت في أعماق التاريخ قبل آلاف السنين، ومنها منطقة الواحات في محافظة الادي الجديد، بما لها من خصوصية شديدة تميزها حتى يومنا هذا.

"مصراوي" رصد قطعة فنية من تاريخ الوطن، تجسد شخصية "إيما بيبي" حاكم الواحات في عصر الدولة القديمة والتي يعود تاريخها إلى الأسرة السادسة في الدولة القديمة في الفترة من 2400-2250 قبل الميلاد، ويمثله تمثال مصنوع من حجر جيري مع زوجته.

مدير متحف آثار الوادي الجديد، الأثري طارق القلعي، أكد أن تمثال يجسد شخصية حاكم المنطقة مع زوجته، ويحمل في مجمله 3 دلالات، الأول سياسي والثاني اجتماعي والثالث فني، حيث إن التمثال عثر عليه داخل مقبرته والتي جرى نقلها لمقر متحف الآثار بمدينة الخارجة بمعرفة المتخصصين.

وأضاف، أن التمثال يعود للحاكم "إيما بيبي" وكان يحكم المنطقة خلال عصر الأسرة السادسة في الدولة القديمة، وتعني كلمة " إيما" باللغة القديمة الشخص العظيم أو القيم بينما "بيبي" فهو نسبة للملك "بيبي الثاني" الذي حكم مصر خلال عصر الأسرة السادسة القديمة، لمدة 90 سنة، فنسب نفسه، لهذا الملك حبًا وتقديرًا له، ويظهر الحاكم جالسًا بجواره زوجته "نفر نسوت"، وتعني السيدة الجميلة.

وتابع "القلعي" عُثر على هذا التمثال خلال عمل بعثة فرنسية كانت تعمل في منطقة بلاط بالمحافظة خلال السنوات الأخيرة.

ولفت إلى أن التمثال له مدلول اجتماعي وهو تجسيد مدى عمق العلاقة بين الرجل المصري القديم وزوجته، فيظهر في التمثال بوضوح مدى احترام وتقدير حاكم الواحات من خلال وضع يده خلف ظهرها واحتضانه لها بطريقة تعبر عن الاحتواء والاحترام لها كسيدة وكزوجة وهو أكبر دليل علي أن تقدير المرأة واحترامها في مصر منذ قدم التاريخ، وهو ما دفعنا في المتحف للمشاركة به في معرض التعاون الأثري المصري الأوروبي، وكتب عن هذا التمثال عدة أبحاث ومقالات فرنسية كأهمية سياسية واجتماعية من حيث احترام المرأة في التاريخ المصري القديم.

وأكد "القلعي"، أن التمثال دارت حوله عدة دراسات أثرية وجرى تنظيم ندوات علمية حوله من حيث المدلول السياسي، نظرًا لأنه لحاكم الواحات وبه "خرطوش" وهو مجسم يخص الملوك فقط، فكيف كان حاكم الواحات ضمن حكام الدولة القديمة والذي كان يتبع إقليم مصر الثامن في هذه الفترة ويسمي قديما "إقليم سني"، أن يضع اسمه داخل خرطوش ملكي، وهو ما أثار جدلية أثرية، وهل كان ذلك نظرًا لبعده عن الدولة المركزية، فنصب نفسه ملكًا علي المنطقة، ولكن بعض العلماء فسر وضع اسم "إيما" خارج الخرطوش، بينما وضع اسم "بيبي" داخله وهو اسم ملك من ملوك الأسرة الثانية.

وتابع: "مدخل المقبرة جرى نقله من منطقة بلاط بالمحافظة إلى داخل متحف الآثار بالخارجة، وهو عبارة عن مسلتين صغيرتين ومدخل ولوح تقديم القرابين خلف المدخل، ومصنوعة من الحجر الجيري، وعليها كلمات باللغة المصرية القديمة، أبرزها كلمة "حيقا"، وتعني حاكم "الواحات".

كما يضم المتحف قطعة أثرية، تخص حكام الواحات وهي عبارة عن إناء على شكل قوقع وله مقبض للامساك به، ومصنوع من المرمر أو "الألبستر"، ومنقوش عليها خرطوش ملكي ورسم لقرد، ويستخدم الإناء لوضع العطور، حيث كانت العطور عبارة عن مواد دهنية تحفظ داخل آواني خاصة.

وأشار إلى، أن هناك أواني مصنوعة من المرمر جرى تجميعها داخل صندوق زجاجي عثر عليه داخل المقبرة، وكانت هذه الأدوات تستخدم في الاحتفالات الرسمية والطقوس الدينية، وأشهرها احتفال عيد "حيب سد" وهو العيد الثلاثيني لتتويج الملك بيبي الثاني ملك الأسرة الثانية والذي كان يحكم البلاد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان