إعلان

ضريح "أبو مسلم".. مقصد الصوفية والمغاربة في الشرقية

01:48 م الجمعة 24 مايو 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الشرقية – فاطمة الديب

على بعد أمتار من قرية "أبو مسلم" التابعة لمركز ومدينة أبو حماد بمحافظة الشرقية، يقع ضريح الشيخ "أبو مسلم العراقي"، والذي شيد في نهاية العصر الأيوبي؛ إذ مر عليه 5 قرون جعلته مُدرجًا بالقرار الوزاري رقم 140 لسنة 1989 ميلادية، حيث يخضع لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983، وهو القانون المُعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010.

تاريخ الضريح مليء بالقصص؛ منها أنه واحدًا من أقدم الأضرحة الموجودة بمحافظة الشرقية وأشهرها على الإطلاق، حتى بات بمثابة المقصد الذي يتردد عليه آلاف المواطنين من قرى ومراكز المحافظات، فيما شهد زيارات كثيرة للمتصوفين والمغاربة للاحتفال بمولد صاحب الضريح والتبرك به، قبل أن يتم إلغاء المناسبة منذ 8 سنوات لدواعٍ أمنية، إلا أن مريديه من المتصوفين والمغاربة لا يزالوا يترددون كعادتهم كل عام، بحسب ما أكده الدكتور مصطفى شوقي، مدير قطاع التفتيش على الآثار الإسلامية والقبطية لـ "مصراوي".

من جانبه، يقول صبحي محمد، أحد أهالي قرية "أبو مسلم" إن القرية كانت تشهد كل عام آلاف المواطنين بأرض "الشيخ أبو مسلم" للاحتفال بمولده، حيث كانوا ينصبون الخيام ويعلقون الأنوار بها، ويقيمون بها 7 ليالي تشهد خلالهم حلقات ذكر وابتهلات دينية، فيما كان بين الحضور باعة جائلين و"أراجوز" وفقرات ترفيهية، مثل "الساحر" و"المراجيح" و"السيرك".

صبحي أشار لـ"مصراوي" إلى أن الزوار كانوا يقومون في الليلة السابعة والأخيرة من ليالي المولد بنحر الأضاحي وطهى الطعام وفك الخيام والرحيل بعد حلقات الذكر والعشاء

ويشبه ضريح "أبو مسلم" إلى حد كبير الأضرحة الأيوبية، مثل ضريح "الخلفاء العباسيين" وقبة الصالح "نجم الدين أيوب" وقبة "شجرة الدر" وذلك من حيث التصميم المعماري، وكذا شكل المقرنصات الموجودة في أركان المربع التي تقوم فوقه دائرة القبة.

وأضاف الدكتور مصطفى شوقي، مدير قطاع التفتيش على الآثار الإسلامية والقبطية بالشرقية، أن الضريح يتكون من مربع يبلغ طول ضلعه 6 أمتار من الداخل، في كل ركن من أركانه مقرنص كبير بداخله ست عقود متدرجة، حيث يبدأ كل عقد عند القاعدة من قمة ثلاث مقرنصات صغيرة هرمية الشكل، وهي مقرنصات تشبه مقرنصات العصر الأيوبي، ما يرجح أن الضريح القائم يرجع إلى عصر الملك الصالح نجم الدين.

وتعتبر مقرنصات الضريح فريدة في نوعها من حيث ترتيبها، إلا أنها شوهت بالألوان الزيتية التي طلي بها الضريح بقصد التكريم بطبيعة الحال، فيما يعلو المربع رقبة مثمنة بها ست عشرة نافذة ثمانية منها مفتوحة، والأخرى مغلقة، وملحق بالقبة من جهتها الشمالية الشرقية مسجد جديد حل محل المسجد القديم، أقامته وزارة الأوقاف، ويتكون المسجد من مستطيل تقسمه ثلاثة صفوف من البوائك إلى أربع أروقة موازية لحائط القبلة، وتتكون كل بائكة من ثلاثة عقود مدببة تقوم على عمودين وأكتاف حائطية، وفي الرواق الثاني من جهة القبلة توجد فتحة "شخشيخة" تقوم على رقبة مثمنة للتهوية، وللمسجد ثلاثة أبواب في كل ضلع من أضلاع المسجد باب فيما عدا حائط القبلة.

وشدد مدير قطاع التفتيش على الآثار الإسلامية والقبطية بالشرقية، على أنه يوجد بالضريح مكتب للآثار يضم 4 مفتشين من الآثار و6 أفراد أمن، بالإضافة إلى فني زراعة وإثنين إداريين للحفاظ على الضريح، منوهًا بأنه تم ترميم الضريح مرتين.

وبين المتداول عن نسب الضريح وصاحبه، أنه يعود إلى الشيخ سليم أبي مسلم يقال، والذي ينتهى نسبه إلى جعفر الصادق رضى الله عنه، واسمه سليم وكنيته أبو مسلم بن يوسف الهمذاني العراقى، حيث ولد بالعرق وجاء إلى مصر، ورؤى روية فى المنام فتنبأ منها بغزو التتار واتجه إلى مصر سنة 610 هجريًا واتخذ من المكان الذى كان به لإقامته، والذي عرف على اسمه قرية "أبو مسلم"، حيث تطوع في الجيش في المصرى لمحاربة التتار، وكان يلقى الخطب الدينية ويسقى الجنود بالمياه أثناء المعارك، حتى فارق الحياة فى أحد المعارك عن عمر 115 عامًا، فى عهد الملك الصالح أيوب، والذي حزن عليه كثيرًا لكونه كان المقربين إليه، ودفنه في مكان إقامته بالقرية.

فيديو قد يعجبك: