بالصور - "هنا القرنة".. محاكاة التماثيل الفرعونية بـ"أنامل تعزف على الألباستر"

الأقصر – محمد محروس:

ظل الحاج فتحي القرني عاكفًا على حجره الصلب يحركه بأنامله الصغيرة الخشنة إلى أن حوّله إلى قطعة فنية غاية في الجمال تحاكي تماثيل الفراعنة والتحف المصرية القديمة.

وبعد أن وقفت حداثة التكنولوجيا عاجزة أمام فن نحت الألباستر الذي ورثه أهالي مدينة القرنة غرب الأقصر عن أجدادهم الفراعنة،رغم أن الأدوات المستخدمة في تجسيد التماثيل من خامه، بدائية لا تزيد عن "مبرد ودبورة ومدقاق وأزميل ومنشار".

وتحت مظلة هذا الفن تحول سكان قرية القرنة بأكملها إلى صناعه بالفطرة في ظاهرة ربما تكون نادرة على مستوى العالم بأسره.
وازدهرت في الشهور الأخيرة مهنة صناعة التحف والتماثيل المقلدة في مدينة الأقصر بعد تعافي الحركة السياحية التي شهدت ركودا طوال السنوات الثمانية الماضية.

أشرف محمد صاحب معرض وورشة لصناعة الألباستر بالبر الغربي يشير إلى أن صناعة الألباستر تعافت نسبياً مع عودة الحركة السياحية للمدينة ولكن هناك بعض المعوقات التي لا زالت نواجه المهنة منها عدم التسويق الجيد للمنتجات .
يضيف أشرف اتجهت مؤخرًا أنا وبعض محبي صناعة الألباستر للترويج لمنتجاتها عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

ويتابع أشرف:"الرئيس السيسى كان أول من تحدث عن الاهتمام بالحرف اليدوية، لكن يجب أن يكون الدعم الذى يقدم من الدولة بشكل أكبر".
يستدرك أشرف :" نتمنى إضافة هذا التراث إلى منظمة اليونسكو وخصوصا أنها أضافت أخيرا التحطيب و الأراجوز ونحن نحاول وتطرق كل الأبواب لمحاولة إضافة صناعة الألباستر اليدوى وخصوصا أنه مرتبط بحياة المصرى القديم إلى منظمة اليونسكو لحفظه من العبث والإندثار".
بكري عبدالجليل نقيب العاملين بالبازارات السياحية بالأقصر يقول :" يوجد بالقرنة ما يزيد على مائتي مصنع وورشة لتصنيع تحف وتماثيل الألباستر فضلا عن الورش المنزلية والعديد من المعارض والمحلات التي تبيع للسياح يعمل بها نحو خمسة آلاف عامل ".
وتعد أحجار المرمر والجرانيت الأسود والبازلت والرخام أبرز المواد المستخدمة في صناعة الألباستر حيث يتم جلبها من محافظات المنيا وبني سويف وأسوان.
وتستغرق صناعة قطعة الألباستر من أسبوع إلي ثلاث أسابيع حيث أنها تمر بثلاث مراحل: الأولى مرحلة التقطيع، والثانية: مرحلة الخراطة، والثالثة والأخيرة: مرحلة التشطيب، والتي يجري فيها صقل وتلميع القطعة. وتتخلل المراحل الثلاث عمليات حفر ولف بالقماش، ووضع الخامة تحت الشمس أوحرقها داخل الفرن.