إعلان

حامل في الشهر السادس.. القصة الكاملة لضحية حادث الدهس بالإسكندرية (فيديو وصور)

11:31 ص الأربعاء 13 فبراير 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد عامر:

في شقة متواضعة بمساكن الكيلو 26 غربي الإسكندرية، جلست "أسماء" و"كريم" يتذكران ليلة زفافهما التي مر عليها 7 أشهر، لم ينسيا خلالها اختيار اسم لطفلتهما التي ينتظران موعد ولادتها بفارغ الصبر.

"نسميها نغم".. تقول أسماء، بينما فضل "كريم" أن تحمل الطفلة الأولى له اسم والدته.. خلاص موافقة تبقى في شهادة الميلاد مريم بس أناديها نغم".. يتذكر الزوج كلمات زوجته بينما يحملها وجنينها في نعش إلى مدافن الأسرة.

الميكروباص الطائش

لم يكن السبت الماضي، يوما عاديا في حياة أسرة "الحاج محمد حسنين" بعدما لقيت ابنتهما الحامل "أسماء" ذات الـ 27 ربيعًا مصرعها دهسا أسفل ميكروباص طائش بشارع متفرع من شارع الإسناوي تقاطع الأمير لؤلؤ بمنطقة الورديان.

قضت "أسماء" ليلة الجمعة في منزل والدتها لتذهب في اليوم التالي بصحبة شقيقتها لزيارة الطبيب بمستشفى خاص مجاور لها، لإجراء فحص دوري بأشعة السونار للاطمئنان على صحة الجنين الذي بلغ عمره 6 أشهر تقريبا.

جهاز "السونار" معطل

لم تحزن "أسماء" لعدم رؤيتها جنينها بعدما أخبرتها المستشفى أن جهاز السونار معطل، دون أن تدري أنها كانت فرصتها الأخيرة لإلقاء نظرة عليه، فعملها قبل الزواج في مهنة الخياطة بمصنع ملابس بالمنطقة الحرة بالعامرية علمها الصبر والتأني.

في طريق عودتها من المستشفى، الساعة الخامسة مساء، اصطحبت "أسماء" نجل شقيقتها "محمد" لشراء حلوى من "السوبر ماركت"، بينما تركت والدته رفقة زوجها بمحل أحذية، بعدما التقيا صدفة.

في غمضة عين

"هناك كان الموت ينتظرها".. يتذكر شقيقها "أحمد" ما دار لحظات الحادث التي رصدتها كاميرات المراقبة، ويضيف، "أسماء كانت واقفة في الشارع قدام السوبر ماركت مع أختي وجوزها وابنها، وعلى الجهة التانية كان فيه ميكروباص بيتصلح، السواق كان بيجرب الميكروباص بعد ما الميكانيكي خلص شغله واتحرك بسرعة كبيرة دهسها وماتت في غمضة عين".

يبكي شقيق الضحية بينما يتذكر لحظة رفض الإسعاف نقل شقيقته للمستشفى، قائلا "فضلنا ربع ساعة نتحايل عليهم وقالوا أنها توفت والنبض متوقف، الاصطدام كان جامد جسدها اعتصر بين اكصدام الميكروباص والرصيف".

وأشار إلى أن صرخات المارة وتوسلاتنا جعلتهم يعدلون عن رأيهم وقاموا بنقل "أسماء" إلى مستشفى القباري العام، ليؤكدوا وفاتها، ولحق بها جنينها بعد دقائق عقب محاولات عديدة لإنقاذه.

ويؤكد "أحمد" أن الميكروباص لم يكن موجودًا في ورشة لإصلاح سيارات بل كان يجري إصلاحه على أحد جانبي الشارع الذي يزيد عرضه على 20 مترا.

كاميرات المراقبة

ما ذكره شقيق الضحية، وحرر في المحضر رقم 3357 لسنة 2019 بقسم شرطة مينا البصل، رصدته كاميرات المراقبة بأحد المحال، ليلقي ضباط المباحث القبض على المدعو "م.ص" 33 سنة، سائق الميكروباص، والميكانيكي، 40 سنة.

وقررت نيابة مينا البصل حبس المتهمين 15 يومًا على ذمة التحقيقات بتهمة القتل الخطأ، وأمرت بدفن جثة المتوفاة بعد انتهاء إجراءات التشريح، وطلب تحريات المباحث.

مناشدة

"عايزين حق أختي مش في الآخر تبقى قتل بالخطأ، حرام تموت وطفلتها اللي ماشفتش الدنيا".. بهذه الكلمات اختتم شقيق الضحية حديثه لـ"مصراوي"، مناشدًا أحد المحامين بالتطوع في القضية لعدم امتلاكهم المال.

فيديو قد يعجبك: