إعلان

ادعين كذبًا اعتداء "سفاح السويس" عليهن.. السجن عام لـ3 فتيات

07:26 م الأربعاء 09 يناير 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس - حسام الدين أحمد:

أصدرت محكمة جنح الطفل في السويس، حكمها في قضية ادعاء 3 فتيات قاصرات إصابتهن على يد شخص مجهول، بجروح سطحية، وقضت المحكمة بحبسهن عام بتهم إزعاج السلطات، وتكدير السلم العام، كما قضت بحبس كل منهن شهر بتهمة حيازة سلاح أبيض.

استخدمت الفتيات الثلاثة انتشار أخبار وشائعات وحكايات "سفاح السويس" الذي يعتدي على البنات في شوارع المدينة، واحدة من أجل النجاة من عقوبة أمها بعد تأخرها خارج المنزل في حفل زفاف صاحبتها، والأخرى من أجل المزاح وثالثتهن أرادت الشهرة.

كانت نيابة الطفل، باشرت التحقيق في الوقائع الثلاث التي وقعت في الأسبوع الثالث من نوفمبر الماضي، عقب انتشار روايات تفيد تعرّض فتيات في السويس للإصابة بآلات حادة على يد مجهولين، وقررت النيابة بعد إخلاء سبيلهن إحالة الوقائع إلى محكمة جنح الطفل، ووجهت للمتهمات التهم سالفة الذكر وعاقبتهن المحكمة عليها.

ربما لو كانت الوقائع الثلاث في ظروف مختلفة، لما نالت ذلك الاهتمام، أو وصلت إلى ساحة المحكمة، إلا أن وقع القضية كان مختلفًا عما سواها، نظرًا لارتباطها بوقائع نفذها أفراد العصابة المعروفة إعلاميًا بسفاح السويس، والتي ألقت الشرطة القبض عليهم، قبل شهر ونصف، وتعمدت المتهمات الثلاث تلفيق روايات والادعاء كذبًا بتعرضهن للإصابة على يد مجهولين، وإثارة الخوف في نفوس المواطنين.

مشرط في المطعم

أول المتهمات هي "م. ع. ش." 17 سنة، طالبة بالثانوية العامة، والتي ادعت مهاجمة شخص مجهول لها خلال سيرها بشارع الجلاء في السويس، وانتشرت روايتها المسجلة في مقطع فيديو على "فيسبوك" بعد أن قالت إن "السفاح" كما وصفته باغتها خلال سيرها بالطريق.

في مقطع الفيديو المنشور لها، اتهمت الطالبة رجال الشرطة بالتقصير في عملهم، وأنهم يولون غلق مراكز الدروس الخصوصية عن تأمين المواطنين في الشوارع، كما حذرت الفتيات من النزول للشارع خوفًا عليهم من ذلك السفاح.

ومباحث السويس فرغت تسجيلات الكاميرات، فكشفت كذب روايتها وبمناقشتها أقرت أنها جرحت نفسها، فأحالتها للنيابة متهمة وليس مجني عليها.

داخل مجمع نيابات السويس، اعترفت المتهمة بالحقيقة، قائلة "اشتريت مشرط من الصيدلية، ودخلت الحمام في مطعم بأول شارع التحرير، وجرحت نفسي".

وأضافت الطالبة في تحقيقات النيابة أن دافعها في ذلك، كان المزاح مع أصدقائها وأسرتها، والذين نشروا الخبر على صفحاتهم على "فيسبوك" موضحة أنه عقب ذلك سجل معها إعلاميون فيديو انتشر بقوة على موقع "فيسبوك"، وحقق لها شهرة واسعة، ولم يعد بمقدورها الرجوع عما قالته أمامهم.

الشهرة

أما المتهمة الثانية، فعادت إلى منزلها وعلى قميصها آثار دماء، وادعت أن سببها جرح سببه لها شخص يستقل دراجة نارية وفر هاربًا، فصوّر والدها ذراعها المصاب، وآثار الدماء على ملابسها، ونشرها على "فيسبوك" بمنشور قال فيه: "بنتي السفاح طعنها" وذكر أن الواقعة كانت أمام محل شهير للإكسسوار بحي السويس.

وأثناء مناقشة الشرطة للمتهمة "م. أ." 17 سنة، قالت إنها كانت تسير بالطريق، وفوجئت بإصابتها في ذراعها، وذكرت أنها كانت تضع السماعات في أذنها وتستمع إلى أغاني، ولم تدري ما حدث لها أثناء سيرها بالطريق.

إلا أن فحص كاميرات المراقبة التي تسجل كل ما يمر في الشارع، لم تظهر أي وقائع تعدٍ على أي شخص، وبمناقشة الأب ادعى أن ابنته لم تكتشف الجرح إلا عندما عادت إلى المنزل، ولم ترى الدماء على قميصها إلا بعد وصولها ولا تعلم أين أصيبت بالجرح.

معاينة الجرح بمعرفة مفتش الصحة، وآثار القطع والدماء على ملابس الطالبة، أظهرت أن الجرح أطول من القطع في الملابس، كما أنه ظهر كخطين متلاصقين، وفي مكان مختلف عما جاء في آثار الدماء في الملابس، ما يعني أن الطالبة جُرحت ثم ارتدت الملابس وبها القطع.

في تحقيقات النيابة أنكرت أنها ذكرت أن شخص مجهول أصابها، وأشارت إلى أنها فوجئت بالجرح عقب عودتها من المدرسة لم تعرف سببه، إلا أن تحريات الأمن، والتي أكدتها تحقيقات النيابة كشفت أن المتهمة أحدثت إصابتها بنفسها بغرض الشهرة.

حفل زفاف

بينما كان دافع المتهمة الثالثة، "م. أ." حضور حفل زفاف صديقتها دون نيل عقاب من والدتها التي أمرتها بالعودة للمنزل، كانت المتهمة الحاصلة على الشهادة الإعدادية، ولم تكمل تعليمها، خرجت مساء الجمعة 23 نوفمبر، لحضور تدريب في أحد المراكز الخاصة، طلبت من والدتها عقب علمها بإلغاء التدريب السماح لها بحضور حفل زفاف صديقتها.

رفضت الأم طلبها خوفًا عليها من مخاطر الطريق عند عودتها متأخرة، لم تستجب المتهمة وتوجهت لحضور الفرح، وقبل عودتها للمنزل لجأت إلى حيلة لتنجو من عقاب والدتها، بعد شيوع الحديث عن "سفاح البنات" في المدينة.

عادت الطفلة لأمها بعد الحادية عشر ليلًا، وهي تبكي وتدعي أن شخصًا مجهولًا أصابها بآلة حادة في يدها وهرب بجوار موقف خط الألبان بحي السويس، فرافقتها للمستشفى لعلاجها ثم توجهت لقسم السويس لتحرير محضر بتلك الواقعة التي صدقتها الأم.

وفي قسم السويس ناقش ضباط المباحث المتهمة، وانتقلت قوة للموقف لسؤال الشهود العيان، لكن الشهود أنكروا رؤيتهم لما ادعت المتهمة حدوثه، التقرير الطبي أيضًا أفاد أن زاوية الجرح تتنافي مع روايتها بأن المتهم باغتها من الخلف، فضلًا عما سجلته كاميرات المراقبة، والتي أظهرت المتهمة تخرج من خلف سيارة ميكروباص كانت متوقفة، وهي مصابة، بعد أن لجأت إليها كساتر.

بإحالة المتهمة للنيابة، اعترفت تفصيليا انها اشترت شفرة حلاقة وجرحت زراعها الأيمن، فقررت النيابة إخلاء سبيل المتهمة القاصر بضمان محل إقامتها، وأمرت بإخطار لجنة حماية الطفولة ومديرية التضامن الاجتماعي لإعداد تقرير عن حالة الطفلة، واتخاذ الإجراءات القانونية معها.

فيديو قد يعجبك: