إعلان

منها قصة خطبة ابن الملك مينا.. "اللبخة" تحكي تاريخ واحة الخارجة (صور)

07:26 م الثلاثاء 08 يناير 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الوادي الجديد – محمد الباريسي:


تقع منطقة اللبخة شمال واحة الخارجة بالقرب من الطريق الواصل مع محافظة أسيوط، وتمثل إحدى أهم المناطق الأثرية التي تجمع بين الحضارتين الرومانية والفرعونية.

تضم 5 مواقع في داخلها تمثل التاريخ القديم للواحة، وتبعد 43 كيلو مترًا عن مدينة الخارجة إلى الغرب من عزبة "طليب"، حيث كانت مساكن أهل العزبة قديمًا في الخمسينيات من القرن الماضي، سميت باللبخة نسبة إلى أشجار اللبخة المنتشرة بها، وهي أشجار لها فوائد طبية عديدة.

يؤكد منصور عثمان، مدير منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بمركز الخارجة بالوادي الجديد، أن "اللبخة" كانت منطقة اللبخة الأثرية ملتقى طرق التجارة بين الشمال ودرب الأربعين بالجنوب ومنها الي السودان، تصلح أن تكون محمية طبيعية لما بها من أشجار قديمة وفريدة من نوعها، ويعود تاريخ المنطقة ما بين القرنين الثاني والخامس الميلادي وتبلغ مساحتها بعناصرها الأثرية حوالي 4 كيلو متر من الشمال إلى الجنوب وحوالي 1,5 كيلو متر من الشرق إلى الغرب.

أضاف "منصور" أن المنطقة بها بقايا قلعة ومعبد ومقابر أثرية أوشكت على الانهيار، ومنطقة اللبخة تحكي تاريخ أكثر من عصر، ومن القصص الطريفة التي سجلها المكان إن الملك مينا، كان له ابن، أراد أن يخطب له ابنة ملك الواحات، فطلب منه ملك الواحات أن يقوم بتوصيل المياه من الواحات الخارجة لتلك المنطقة نظيرًا لمهر إبنته، وبالفعل جرى توصيل 12 قناة تمر بمناور أسفل الصخور ولا يزال هناك بئر توجد بها مياه حتى الآن.

ولفت إلى أن المنطقة تضم مجموعة كبيرة من المباني والعناصر الأثرية حيث أنها تحتوى معبدين" الشمالي" والمعبد "الجنوبي"، إضافة إلى قلعة وحصن كبير، ومقصورة أحد الأثرياء من العصر الروماني ويدعى "بيريس" الذي ربما كان حاكمًا للمنطقة أو أحد النبلاء، كذلك جبانة كبيرة محفورة في الصخر من نوع المقابر الصخرية المنتشرة في العصر الروماني.

وتابع قائلا: "إن المنطقة بها العديد من خطوط المياه التى تجرى تحت الأرض بواسطة قنوات محفورة فى الصخري تسمى المناور وهى أكثر من منور وأكثر من خط يصل عددهم حوالي 14 خط منهم ما قد أغلق بفعل الأتربة والهواء والعوامل المناخية بالمنطقة، ومنهم مازال قائم حتى يعمل ويجري تطهيره حتى الآن.

من جهته قال عبد العزيز خضر، مدير عام شئون المناطق الأثرية بالوادي الجديد، إن المنطقة بها 5 مناطق شهيرة هي " المناور – القلعة أو الحصن- المعبد الجنوبي- المعبد الشمالي- مقصورة بيرس"، وكل منطقة لها حكاية وتاريخ.

المناور:-

يؤكد عبد العزيز خضر، مدير عام شئون المناطق الأثرية بالوادي الجديد، أن المناور تمثل طريقة الري الرئيسية فى فترة العصر الرومانى الذين كانوا بارعين فى حفرها وتطهيرها من اجل انشاء شبكة رى على مستوى كبير وفعال للزراعة عليه بمساحات شاسعة، وفكرة المناور فى الأساس ترجع الى العصر الفارسي، ثم ازدهرت بقوة فى العصر الرومانى نظرا لطبيعة الاحتلال واستغلال أراضى الصحراء الغربية كمصدر دخل وجلب للضرائب كما نعرف عنها انها سله الغذاء للإمبراطورية الرومانية.

أضاف "عبدالعزيز" أن كلمة المناور من النور لكى يرى الفلاح مسيرة وتقدم الماء فى القنوات الموجودة أسفل الأرض ويستطيع متابعتها ومعرفة الجزء المسدود وتطهيره، هدفها الأساسي هو توفير الماء وعدم هدر من خلال حفر قنوات فى الصخر وعبور المياه خلال تلك الصخور وهى صخور رملية لها قدرة على الاحتفاظ بالمياه، "فكرة الخزان الجوفي التى تعتمد عليه الواحات فى المياه الجوفية"، تلك الصخور تحفظ الماء فى بطنها ولا تسمح بنفاذه.

القلعة أو الحصن:

يقول الأثري بهجت أحمد إبراهيم، مدير منطقة الآثار بمركز الخارجة الأسبق، إن هذه القلعة هى أساس المنطقة وهى قلعة وحصن للحامية الرومانية المقيمة فى المنطقة حيث أن منطقة اللبخة تعتبر منطقة تلاقى طرق القوافل التجارية قديما على طريق درب عين أمور الواصل بين شمال الخارجة ومنطقة عين أم الدبادب، ثم عين أمور ومنها إلى الداخلة والفرافرة.

أكد بهجت، أن القلعة مكونة من أكثر من طابق ولكن طوابقها مهدمة الآن من الدخل ولها أربع أبراج كبرى ظاهرة من الخارج تلك الطوابق كانت تحتوى على غرف وأماكن للحراسات والجنود الرومان فى المنطقة وكذلك أماكن وغرف لحفظ المواد الغذائية وخلافة يمكن رؤيتها حتى الآن من الداخل.

لفت إلى أن القلعة بها بئر للماء للاحتماء بها في حالة الهجوم من قبل الغزاة على الواحة والمنطقة قديما بفعل المرتزقة من الليبيين والنوبيين، ويحيط بالقلعة من أعلى مكان كممشى للجنود وفتحات لصب الزيت والماء المغلي من أعلى على رؤؤس الأعداء وضربهم بالسهام والرماح.

المعبد الجنوبى:-

يؤكد "بهجت" أن المعبد يقع شمال القلعة وهو لا يوجد من سوى بقايا أرضية وكان مزخرفا ومطليا بالجص "نوع من المحارة القديمة" ومحوره شرقي غربي على محور واحد ويتخلله غرب على الجانبين إلى نهاية المبنى.

مقصورة بيريس:-

يقول بهجت أحمد إبراهيم، مدير منطقة الآثار بمركز الخارجة الأسبق، إن "بيريس"، هو أحد النبلاء المحليين في المنطقة وطبقًا للنصوص فإنها تشير إلى أنه جرى تأليهه، وترجع هذه المقبرة إلى القرن الثاني الميلادي، وقد تطورت في شكلها وطرازها المعماري من مقصورة بسيطة إلى مقصورة ذات غرف عديدة تتفرع من المحور وتم عمل حفائر في تلك المقبرة عام 1991م وأسفرت عن عناصر معمارية رائعة من قباب وحوائط مزخرفة.

أكد بهجت، العثور على بعض القطع الأثرية داخل المقبرة مثل تمثال للمعبود حورس الصقر كذلك بعض الاوانى الفخارية ومسارج " جمع سراج أي مصباح" ومباخر وكذلك قطع معدنية، وهى محفوظة الآن بمتحف آثار الوادي الجديد بمدينة الخارجة.

المعبد الشمالي:-

أشار بهجت إلى أن المعبد يقع إلى الشمال من المعبد الجنوبي بمسافة كبيرة جدًا، على ربوة مرتفعة وبقايا ظاهرة إلى حد كبير بخلاف المعبد الجنوبي.

فيديو قد يعجبك: