إعلان

"ضحية النخوة" دفع حياته ثمنًا لحماية فتاة من التحرش.. وأقاربه: كان يرعى شقيقته الضريرة

02:12 م الجمعة 25 يناير 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الفيوم – حسين فتحي:
رحل من قريته في الفيوم تاركًا خلفه شقيقته الضريرة وابنته، باحثًا عن مصدر رزق جديد في قاهرة المعز، طامعًا أن يوفر جنيهات قليلة يسد بها حاجات أسرته الصغيرة بعد طلاقه، وحينما عاد كان محمولًا لمثواه الأخير، ملتحفًا بثوب الرجولة والشهامة وصار حديث الناس.. إنه سيد طه العدوي، "شهيد النخوة" في المعادي.

هناك في قرية "العدوي" بالقرب من مركز أبشواي بالفيوم، "مصراوي" دخلت قرية "سيد" الذي قضى نحبه بعد دفاعه عن فتاة لا يعرفها ضد متحرش حاول اغتصابها في منطقة المعادي، ونقلت الصورة كاملة.

في منزل بسيط لأسرة الراحل تجلس شقيقته "رضا" راضية بقضاء ربها، متشحة بالسواد، لا تبكي إلا حرقة على فراق شقيق كان الأخ والأب بعد رحيل والده، تحاول انتزاع الكلمات لتروي ما حدث.
"مات اللي كان بيراعينا بعد ربنا، عاش راجل ومات بطل".. هكذا خرجت الكلمات الأولى من فم "رضا" مختلطة بالدموع، قائلةً، "سيد كان بمثابة والدي الذي يتكفل برعايتي أنا وابنته دنيا"، مضيفةً، "كان نفسى أشوفه لكن إرادة الله نفذت، والحمد لله عاش رجلًا ومات بطلًا".

ومن جانبه أكد محمد بدر الدين، عم المجني عليه، "سيد كان راجل يعتمد عليه، أخته الضريرة أصيبت بمرض عضال حينما كان عمرها 15 عامًا، وفقدت بصرها بعد ذلك وفشلت كافة محاولا علاجها، إلا أنه كان يرعاها ويحنو عليها.

وتابع "بدر الدين"، "سيد كان يزور القرية في المناسبات، وآخر مرة رأيته منذ أسبوعين بصحبة أحد أصدقائه من منطقة المعادي، تناولا الغداء وأمضيا اليوم في القرية، ثم سافرا للقاهرة.
وناشد "بدر الدين" المسئولين برعاية أسرة المجني عليه مؤكدًا أنه راح ضحية مساندته لفتاة ضد شخص متحرش ودفع حياته ثمنًا للقيم الدينية والمصرية الأصيلة.

شعبان السيد عبد العليم، "خال المجني عليه، أكد أنه دافع عن الفتاة في الصباح وانتهى الأمر، ثم طالب القاتل بحل "الموضوع" بشكلٍ وديٍ، لكنه فوجئ بالقاتل يأتي إليه في المحل مرة أخرى، واستل سكينًا من ملابسه، وطعن بها سيد طعنةً في القلب والأخرى في اليد حتى يشل حركته، ثم طعن شقيقه بمنطقة الرقبة ما استدعى التدخل الجراحي بعد ذلك، ولولا عناية الله لمات هو الآخر.


وأضاف أنه في يوم الحادث فوجئ باتصال تليفوني من أقاربي في القاهرة، أخبروني أن أبناء شقيقتي أصيبا، داخل المحل الكائن بشارع السد العالي في منطقة المعادي.

وطالب شقيق والدة المجني عليه بسرعة إعدام القاتل حتى يكون عبرة لغيره ممن تسول لهم أنفسهم الاعتداء على حرمات الآخرين والانتقام ممن يقفون ضد نزواتهم الحيوانية.

فيديو قد يعجبك: