إعلان

جنازير و"بحر يأكل الحديد".. شواطئ الإسكندرية تدخل "البيات الشتوي" (صور)

04:20 م الثلاثاء 20 نوفمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد عامر:

الشتاء في الإسكندرية بارد وممطر، تتخلله 18 نوة معظمها شديدة الأمطار والعواصف لا شيء يمكنه الوقوف أمامها، إلا أن الشواطئ هي أكثر مناطق المدينة الساحلية تضررا من الطقس السيئ كل عام.

أمام بوابات شاطئ "نيو بوريفاج"، جلس رجل أربعيني على مقعد، واضعا أمامه دفتر تذاكر قيمة الواحدة 15 جنيها، يبدو الدفتر جديدا ومكتظا، فالطقس بارد والجلوس على الشاطئ قد يبدو خيارا سيئا للكثيرين.

على رمال الشاطئ الممتد لنحو 1800 متر على ساحل البحر المتوسط شرقي الإسكندرية، وبمحاذاة سور الكورنيش، لا يخلو ركن من "تشوينات" لكراسي أو مقاعد أو شماسي حتى المراجيح وألعاب المياه جرى تخزينها انتظارا للصيف المقبل.

رحيل الباعة والعمال

"في الشتا بنخزن الكراسي.. دا البحر بياكل الحديد فما بالك بالخشب والبلاستيك".. يقول علي عنتر، أحد العاملين بشاطئ نيو بوريفاج، مشيرا إلى أنه نقل معظم الكراسي ولوازم الصيف إلى مخازن بعيدة عن الأمطار والبحر.. مضيفا: "الصيف ده عندنا هوالك كتير في الكراسي والشماسي".

"فريسكا، نظارة يا هانم، صورة يابيه".. أصوات تلاشت هي الأخرى من على رمال "نيو بوريفاج" أكبر شواطئ الإسكندرية، فالمئات ممن يعرفون بـ"الباعة الموسميين" غادروا المدينة إلى محافظاتهم.

البوابات السبع

يشير "عنتر" إلى الهدوء المسيطر على رمال الشاطئ، قائلا: "في الصيف يعمل هنا ما يزيد على 400 عامل.. فالشاطئ له 7 بوابات ويقصده ملايين المواطنين في شهور الصيف أما الآن فلا يوجد سوي 15 عاملا فقط.. حتى الباعة الجائلين بقي منهم 3 فقط".

لا حاجة لدق شماسي في شتاء تغيب فيه الشمس بالساعات، فقط كراسي و"ترابيزات" وضعها مستأجري الشاطئ صفا واحدا، يفصل بين كل زوجين منها مسافة كبيرة، في شاطئ قلما تجد فيه موطئا لقدم على رماله في الصيف.

70 يوما

ويوضح "عنتر" أن قلة عدد الزوار في الشتاء أمر معتاد كل عام، لافتا إلى أن الموسم الحقيقي لا يزيد عن 70 يوما تبدأ عقب عيد الفطر وتنتهي في عيد الأضحى المبارك.. متابعا: "كل اللي جاي بعد كدة خسارة".

رواد قليلون، وبحر هدأت أمواجه منذ يومين بعد انتهاء نوة "المكنسة"، لا زحام أو ضوضاء سوى أصوات مضارب مجموعة من الرجال والفتيات، يطرقون الكرة من جانب إلى آخر في رياضة تعرفها شواطئ الإسكندرية بـ"الراكيت".

الحياة في الملاهي

ويضيف "عنتر" والذي يدير استوديو تصوير على شاطئ نيو بوريفاج: "معظم رواد الشاطئ حاليا من خارج الإسكندرية.. بعضهم فقط كلاعبي رياضة الراكيت من أهل المدينة.. فهم يفضلوا الاستمتاع بلعبته المفضلة تحت الأمطار".

ملاهي وكافيتريات وضعها مستأجري شاطئ "نيو بوريفاج" في محاولة لاستمرار الحياة في الشاطئ الواقع بمنطقة ميامي خلال شهور الشتاء، حيث يقول "عنتر": "الإيجار السنوي للشاطئ يقدر بـ 15 مليون و101 ألف جنيه.. يمكن أن يتم تحصيل قيمة الإيجار لكن يبقى هامش الربح بسيط ما يتطلب وجود وسائل دخل أخرى".

ميامي مغلق بالجنازير

وعلى مقربة من شاطئ "نيو بوريفاج" حيث شوارع خالد بن الوليد، وإسكندر إبراهيم، و45، سرعان ما تلحظ اختفاء الزحام والصخب، الذي شهدته أروقة المطاعم والمحال والشاليهات قبل نحو شهرين.

فالوجوه باتت مألوفة، لم يبق من الغرباء سوى القليل، فقط حراس العقارات، وسماسرة، وأصحاب محلات اختفت من واجهاتها ملابس وألعاب البحر فلم يعد لها زبائن.

لم تختلف الأوضاع كثيرا في باقي شواطئ الإسكندرية البالغ عددها 52 شاطئا، بل بدت أكثر سوءا في شاطئ ميامي الملاصق لـ"نيو بوريفاج"، فأمواج البحر نحرت الرمال ولم يبق منها سوى القليل، ما دفع مستأجري الشاطئ لغلق البوابات بالجنازير والاكتفاء ببوابة واحدة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان