نداء عاجل من أسيوط.. العقارات السكنية تأكل "رمان منفلوط"

أسيوط - أسامة صديق:
لم تعد شهرة أشجار الرمان في مدينة منفلوط بأسيوط كسابق عهدها بعد أن اختفت في ظل مواجهتها حربًا من نوع جديد بهجوم العمارات السكنية التي اجتثت تلك الأشجار المثمرة وأراضيها الخصبة، وحولتها إلى تجمعات للعقارات السكنية، وصل سعر القيراط فيها إلى نحو 500 ألف جنيه.

محمد أحمد طه، من سكان مدينة منفلوط، قال إن شهرة رمان منفلوط تعود إلى أنه في عصر حكم الخديوي إسماعيل كان أيوب بك جمال الدين له صلة بأعضاء مجلس شورى النواب، وكان هو القائم بأعمال منفلوط الزراعية، وفي أيام موسم حصاد الرمان في منفلوط كان يرسل كميات من الرمان هدايا لأعضاء البرلمان، الذين كان بدورهم يهدون بعضها ﻷقاربهم وجيرانهم وأبناء دائرتهم في كل بقاع مصر.

وأضاف أن الزحف العمراني بالمدينة قضى تمامًا على كل "الجناين"، مشيرًا إلى عمليات إزالة أشجار وتبوير أراضي في وسط مدينة منفلوط، وصلت بسعر المتر يصل إلى 6500 جنيه للمتر.

وقال علي سالم، البالغ من العمر نحو 70 عامًا وهو من سكان مدينة منفلوط: "كنا نعمل في تلك الحدائق حينما كنا صغارًا، وكانت الثمار التي نجمعها من أجود أنواع الرمان في مصر، وموسم حصاد الرمان كل عام كان عيد لنا وﻷسرنا، وأتمنى أن تعود تلك الأيام مرة أخرى"، وأضاف: "أنا حزين ﻷننا كأبناء منفلوط ننتظر كل عام رمان البداري بعد اختفاء رمان منفلوط، وأصبح مواطنو البداري هم من يهدوننا الرمان، فدوام الحال من المحال".

يشير علي سالم أيضًا إلى أنه منذ عام 1990 بدأت عمليات التبوير وبيع الأراضي، وأن آخر 5 أفدنة من الجناين تم بيعها خلال العام الماضي، حيث تم بناء عمارة سكنية شاهقة، وبذلك تكون مدينة منفلوط بلا أي حدائق، على حد قوله.

من جانبه، قال أحمد رفعت الخبير الزراعي ووكيل وزارة الزراعة السابق بأسيوط، إن أسيوط أحد أكبر المحافظات التي تحتوى على أراض زراعية شاسعة، حيث تبلغ جملة المساحة المنزرعة بها 361 ألف فدان.

وأوضح رفعت أن محافظة أسيوط تحتل المركز الأول في المساحة المزروعة من الرمان، بلغت 9 آلاف فدان، بمتوسط إنتاج للفدان يتراوح من 10 إلى 12 طنًا، فيما تصدر المحافظة ما يزيد عن 30 ألف طن سنويًا إلى دول الخليج وبعض الدول الأوروبية، وهو نصف ما تنتجه مصر، على حد قوله.