إعلان

بالصور.. متحف الإسكندرية القومي.. كنوز منسية لبشر عاشوا هنا قبل 2000 سنة (تقرير)

10:24 ص الثلاثاء 07 مارس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد أحمد:

رغم ثراء مدينة الإسكندرية بالعديد من الآثار العظيمة التي تعود لعصور مختلفة ما بين اليوناني والروماني والفرعوني، إلا أن رموزا قليلة من تلك الآثار نالت الشهرة دون غيرها، لتخلف وراءها العديد من الكنوز المنسية داخل متاحف المحافظة.

"مصراوي" أجرى جولة داخل متحف الإسكندرية القومي، الكائن بشارع فؤاد، أقدم شوارع الإسكندرية، لكشف عشرات القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن ولا يعلم أحد شيئا عن قيمتها، إلا القليل من هواة التاريخ وطلاب كليات الآثار.

"حكاية المتحف".. قصر لتاجر أخشاب إلى مبنى دبلوماسي أمريكي

المتحف كان قصرا لتاجر أخشاب يدعى أسعد باشا باسيلي، تم تشييده عام 1928، وفي هذا الوقت انتشر البناء على الطراز الإيطالي، وهو ما جعل المالك يكلف مهندس إيطالي بتصميم القصر، على هذا الطراز، وبعد وفاته، تم تحويل القصر لمقر للقنصلية العامة الأمريكية، حتى إعادته لهيئة الآثار، التي نقلت عددا من القطع الأثرية والصناديق الزجاجية التي تحميها، ليتم افتتاحه رسميا عام 2003، في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني.

يتكون المبنى من ثلاثة طوابق تمثل عصورا مختلفة من الأسفل للأعلى حسب الفترة الزمنية، حيث يضم الأول آثارا للعصر الفرعوني، والثاني للعصر اليوناني الروماني، والثالث لآثار العصر القبطي والإسلامي.

"بن منف".. قطعة فريدة لحاكم جمع 3 جنسيات

بن منف

بداية الجولة من جناح العصر اليوناني الروماني، الذي يضم آثارا يرجع تاريخها إلى أكثر من 2000 عاما، واستوقفنا تمثال أثري يختلف في ملامحه وتصميمه عن جميع تماثيل المتحف نظرا لتفاصيله الغريبة التي جعلت منه قطعة فريدة لا يوجد لها مثيل، حيث يمثل نموذج حاكم مصري قديم يدعى بن منف، حكم مدينة دندرة في الأقصر، والتي يوجد بها معبد يحمل نفس اسم المدينة القديمة.

المختلف في التمثال مزجه في تفاصيله بين ثلاث حضارات مختلفة، حيث يمثل رجلا بوجه يوناني يرتدي ملابس رومانية، ويقف بالطريقة التي تجسد تماثيل الفراعنة كافة، وهذا يرجع إلى أن بن منف كان مصريا من أصل يوناني، وخدم في الجيش الروماني إلى أن تولى حكم مدينة دندرة، في صورة أظهرت براعة النحات المصري القديم في عهد الفراعنة.

"بطليموس".. الحاكم الذكي الذي كسب تأييد اليونان والفراعنة

سيرابيس

وبالتنقل بين ردهات الطابق الأول، يظهر تمثال أثري من العهد اليوناني يمثل "الإله سيرابيس"، وهو الشكل الديني لبطليموس الأول، أول حكام مصر بعد الإسكندر الأكبر، والذي قرر التقرب من اليونانيين بهذا الشكل، نظرا لمعتقداتهم في تجسيد الآلهة بالشكل الإنساني.

وكرر بطليموس نفس الأمر للتقرب من الفراعنة، الذين كانوا يمزجون في عقيدتهم بين الحيوان والإنسان في تجسيد الآلهة، ليخرج في صورة عجل أبيس أو "سيرابيس"، بهدف حكم مصر والسيطرة على تأييد اليونانيين والمصريين.

"كاركالا".. حاكم نبذه المصريون فعاقبهم بأول مذبحة في التاريخ

كاركلا

وعلى مقربة من سيرابيس، يوجد تمثال للامبراطور الروماني "كاراكالا"، الذي حاول تقليد من سبقوه للتقرب من المصريين، ليرتدي في تجسيده رداء الرأس الفرعوني، إلا أن ذلك لم يمنع النحات المصري من تجسيده في صورة شخص بغيض الوجه، لنقل ما كان يشعر به الشعب تجاهه آنذاك، حيث كانت تصرفاته مكروهة، وأدت لسخرية الشعب منه، إلى أن قرر الامبراطور الانتقام منهم بمذبحة شهيرة تعد تاريخيًا الأولى في التاريخ قبل مذبحة محمد علي باشا ضد المماليك، حيث جمع كافة الفرسان آنذاك بحجة دعوتهم على وليمة، وذبحهم وخيولهم أيضا، وجمع عظامهم في مقبرة كوم الشقافة، بقاعة أطلق عليها "قاعة الفرسان".

"يد بشرية".. قطعة تظهر تمرين أطباء اليونان على التشريح

يد-بشرية-لعلم-التشريح

يضم المتحف قطعة أثرية كبيرة الحجم ليد بشرية، تعد أقدم المنحوتات العلمية في التشريح البشري، التي كان يتدرب عليها طلاب الطب في العصر اليوناني، حيث تميز اليونانيون بإظهار براعتهم في تفاصيل التشريح الجسدي بمنحوتاتهم، حيث لم يكن يتم التدريب آنذاك على الجثامين البشرية.

"رأس فارس".. قطعة تبين الفرق بين النحت اليوناني والروماني

رأس-فارس-روماني

وتضم القاعة تمثالا لرأس فارس روماني قديم، يرتدي خوذته ويظهر في تفاصيله الواقعية في التجسيد، حيث إبراز كافة تفاصيل الوجه بعيوبه، وتفاصيل خوذة الفارس بشكلها الأصلي كما لو كانت طبيعية.

وبسؤال خبيرة الإرشاد بالمتحف، عن الفرق بين النحت اليوناني والروماني، أفادت بأن الفن اليوناني القديم كان يتميز بالمثالية في التجسيد، حيث لم يكن يظهر عيوب البشر، ويتعمد نحت الأشخاص في أفضل صورة ممكنة، بينما تميز النحت الروماني بالواقعية في التجسيد، حيث إظهار البشر بملامحهم الطبيعية كافة.

"رأس ميدوسا".. لوحة أثرية تجسد أقدم أساطير اليونان

ميدوسا

استوقفتنا جدارية لسيدة دميمة الوجه، تبين فن الموزاييك أو الفسيفساء، وتبين أنها كانت لوحة أرضية تعود لأحد منازل العصر الروماني، وذكرت خبيرة الإرشاد بالمتحف أن اليونانيين كانوا يرسمون لوحات الأشخاص المنبوذين على الأرض حتي تُداس بالأقدام، وكانت اللوحة لـ"ميدوسا" صاحبة الأسطورة الشهيرة "رأس ميدوسا"، التي تحكي قصة فتاة شابة فائقة الجمال، اغترت بجمالها حتى ارتكبت خطيئة بإعلان تحدي إلهة الجمال "أفروديت"، إلى أن نالت العقاب بتحويلها لفتاة دميمة الوجه، تحمل فوق رأسها ثعابين بدلا من شعرها، ليتحول كل من ينظر إليها إلى حجر.

"أواني هيدرا".. هنا رفات الأبطال والقادة

أواني داخلها رفات موتي اليونان (1)

وفي أحد أركان القاعة اليونانية الرومانية، يوجد عدد من الأواني الأثرية، التي تدعى "أواني الهيدرا"، استخدمت لحفظ رفات الموتى، والتي لا تزال تحفظ داخلها رفات عدد من القادة والجنود والأبطال الرياضيين في العصر الروماني، ويظهر على الأواني من الخارج رسم وزخارف، تظهر وظيفة صاحب الرفات، سواء كان قائدا أو مقاتلا أو رياضيا.

فيديو قد يعجبك: