إعلان

دروس من حرب لبنان.. الجارديان: حماس ستنتصر في النهاية

01:03 م الإثنين 04 ديسمبر 2023

اثار القصف الإسرائيلي على غزة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد صفوت:

سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تحليل لها الضوء على الدروس المستفادة من الحرب في غزة، بعد استئناف القتال بين حماس وإسرائيل، لافتة إلى أن الطرفان استغلا الهدنة لإعادة تنظيم صفوفهما وتسليح مقاتليهم.

الصحيفة قالت إن استئناف المعارك لم تكن مفاجئة لأي شخص في المنطقة. بعدما فرضت هدنة بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة التي ضغطت على الحكومة الإسرائيلية، تزامنًا مع احتجاجات في إسرائيل من أجل إعادة الأسرى، ما دفع نتنياهو لقبول الهدنة لإعادة بعض الأسرى.

وتشير "الجارديان" إلى التصريحات الرسمية في إسرائيل التي تحدثت سابقًا عن احتمالية وقوع خسائر من بين الأسرى خلال الحرب، واعتبرت أن هذا يشكل خلاصًا جزئيًا لقادة إسرائيل، الذين سمحت اخفاقاتهم الكارثية بالهجوم في المقام الأول.

ورأت "الجارديان" أن حماس كانت المستفيد الأكبر من الهدنة بعد إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، في خطوة منحتهًا دعمًا شعبيًا إضافيًا.

لكن وقف إطلاق النار قد وصل إلى نهايته. وكانت حماس هي المستفيد الأكبر، حيث فازت بإطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية وحصلت في المقابل على دفعة كبيرة من شعبيتها.

وفي الوقت الراهن، يظل المجتمع الإسرائيلي يؤيد الحرب بشكل مباشر، كما أنه مقتنع بأن الجيش الإسرائيلي سينتصر في النهاية. لكن هذه الثقة قد تكون في غير محلها، بحسب بعض المراقبين والمحللين.

نقلت الصحيفة عن جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، قوله إن "إسرائيل قد تخسر" موضحًا أن فرق القدرات إسرائيل وحماس جعل حجة تل أبيب في الحرب غير بديهية.

يوضح ألترمان، أن حماس تفكر في كسب الحرب وليس المعركة، فحماس تفهم أن إسرائيل ستزيد الضربات وتتصرف عسكريًا بشكل حاسم.

وتشير الجارديان، إلى أن جوهر حجته هو أن حماس تتبع منطق الفنون القتالية مثل الجودو (تكسب المباراة نقطة نقطة) وتسعى إلى تحويل قوة عدوها إلى نقطة ضعف.

وتأمل حماس أن تتمكن "إسرائيل من ضرب إسرائيل" بقوة تؤدي إلى إضعافها، كما أن الميزة العسكرية لتل أبيب تخلق تعاطف عالمي مع حماس وكراهية لإسرائيل.

على عكس أغلب المراقبون، ترى الصحيفة، أن الحرب الحالية تشبه حرب لبنان 1982، أكثر مما تشبه حرب السادس من أكتوبر 1973، والتي شهدت فشلاً استخباراتيًا مماثلاً.

تقارن الصحيفة بين هجمات السابع من أكتوبر التي أدت للحرب الحالية، ومحاولة اغتيال السفير الإسرائيلي شلومو أرغوف في لندن الذي أشعل حرب لبنان في 1982.

في 1982، فرضت إسرائيل حصارًا على بيروت وكان هدفها حي الفاكهاني، حيث مقر منظمة التحرير الفلسطينية. وكان الهدف الرئيسي هو قتل ياسر عرفات.

وكانت حصيلة الضحايا المدنيين مرعبة، وأثارت سخطًا دوليًا، وأقامت المقاومة مخابئ تحت المباني السكنية. وقال أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية في وقت لاحق إن مباني المدينة كانت بمثابة "أفضل المتاريس" للمدافعين.

انتهى حصار بيروت عام 1982 عندما اتصل الرئيس الأمريكي رونالد ريجان برئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن وحذر من أن "المحرقة" في العاصمة اللبنانية تهدد بالإضرار بالعلاقات بين البلدين.

أجاب بيجن بجفاف: "أعتقد أنني أعرف ما هي المحرقة"، ولكنه امتثل رغم ذلك.

ثم غادر الآلاف من مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية على متن سفن متجهة إلى دول عربية أخرى وأعلنت إسرائيل النصر. والآن، يُنظر إلى حرب 1982 على أنها كارثة.

تشير الصحيفة إلى أن ذلك لم يشكل نقطة تحول في وجهة نظر الرأي العام الدولي لإسرائيل ولكنه أدى إلى تقسيم المجتمع الإسرائيلي وألزم البلاد لعقود من الاحتلال المستنزف.

كما ساعد طرد منظمة التحرير الفلسطينية على صعود حزب الله في لبنان، الجماعة الإسلامية المسلحة المدعومة من إيران. وتعتبر إسرائيل الآن حزب الله أقوى بكثير من حماس.

في غزة يتوقع المراقبون قتالاً مستمرًا يتخلله هدن عدة لتبادل الأسرى وزيادة دخول المساعدات.

لكن التكلفة التي ستتحملها إسرائيل سترتفع، خاصة بالنسبة للجنود الذين تحتجزهم حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، وكان عزت الرشق أحد قادة حماس صرح سابقًا: "سنتفاوض بشأن الأسرى العسكريين الإسرائيليين ولكن في الوقت المناسب وسيكون السعر أعلى بكثير". وقال زعماء حماس إنهم سيتبادلون جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل جميع السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

ويقول إيال هولاتا، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع من إسرائيل أن تفعل شيئًا كهذا وأن حماس تبالغ في تقدير قوتها.

ولكن إذا كان هذا يتناسب مع رؤية المخططين العسكريين الإسرائيليين للقيام بحملة طاحنة للقضاء على حماس كقوة سياسية وتهديد عسكري، وإجبار الجماعة على تحرير الرهائن، فإنه لا يتطابق تماماً مع الواقع السياسي.

وكما حدث في عام 1982، قد تؤدي القرارات في واشنطن إلى إنهاء العنف أو على الأقل تخفيفه. لدى الرئيس الأمريكي جو بايدن والحزب الديمقراطي، الذين يواجهون حملة انتخابية صعبة، أسباب عديدة وراء رغبتهم في إنهاء هذا الصراع المثير للانقسام العميق.

وأشار أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، بالفعل إلى أن الأمريكيين لن يتحملوا سوى أسابيع، وليس أشهر، من العمل العسكري الإسرائيلي.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون المتشددون إن هذا سيترك مهمتهم في غزة "نصف منتهية"، لكن آخرين يرون أن الفرصة ضئيلة للتوصل إلى حل سريع.

في الشهر الماضي، اقترح إيمي بالمور، وهو مسؤول إسرائيلي كبير سابق شارك في صفقة عام 2011 مع حماس لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، لصحيفة الأوبزرفر أن إعادة جميع الرهائن قد تستغرق سنوات.

وهذا الجدول الزمني قد يناسب حماس. وقد عرّف نتنياهو النصر بأنه القضاء على العدو، وهو هدف نادراً ما يحققه أي جيش حتى ضد قوة تقليدية أخرى.

الخلاصة القول المأثور الاستراتيجي القديم واضح، إن المتمردين، أو المسلحين، أو رجال العصابات، أو الإرهابيين، أو أي كلمة تختارها، لا يحتاجون إلا إلى البقاء على قيد الحياة حتى يتمكنوا من الفوز.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان