إعلان

أحلاها مُر.. سيناريوهات الحرب في الأراضي الفلسطينية "كوابيس" تنتظر إسرائيل

12:55 م الثلاثاء 10 أكتوبر 2023

طوفان الأقصى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد صفوت:

يبدو أن الحرب التي اشعلت الأراضي الفلسطينية لن تنتهي قريبًا، مع استمرار الاشتباكات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، والقصف المستمر لقطاع غزة المحاصر، فضلاً عن دخول الولايات المتحدة على خط الأزمة لدعم حليفتها الأبدية إسرائيل أمام الفصائل الفلسطينية.

الرغبة الانتقامية لدى الاحتلال الإسرائيلي، لن تجعله يتساهل في الرد على "طوفان الأقصى" الذي اجتاح الأراضي الفلسطينية المحتلة التي يسيطر عليها، حيث جن جنونه جراء الهجوم غير مسبوق في تاريخه استهدف ما يعتبرها أراضيه، وأسفر عن مقتل المئات في حدث زلزل إسرائيل فضلاً عن أسر عدد لم يعرف بعد.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حالة الحرب على غزة، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها دولة الاحتلال حالة الحرب منذ 1973، وصرح نتنياهو، أن بلاده مقبلة على حرب طويلة وصعبة، وأن الرد على حماس سيغير الشرق الأوسط.

طوفان الأقصى

تزامنًا مع إعلان إسرائيل حالة الحرب على غزة، حركت الولايات المتحدة حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد"، و4 مدمرات صواريخ، وصواريخ كروز ومقاتلات جوية إلى منطقة شرق المتوسط، كما أعلنت عن مساعدات عسكرية عاجلة لإسرائيل بقيمة 8 مليارات دولار، مع الحشد الهائل وإعلان الحرب، نقف أمام عدة سيناريوهات محتملة بشأن الأحداث في الأراضي الفلسطينية.

مع الإعلان الإسرائيلي، طرحت صحف عالمية وإسرائيلية، عدة سيناريوهات للحرب الدائرة في غزة والأراضي المحتلة، راح بعضها إلى إمكانية التفاوض خاصة مع عدد الأسرى الهائل الذي اغتنمته حماس، فيما ذهب آخر إلى احتمالية شن عملية عسكرية برية بهدف القضاء نهائيًا على حماس.

اجتياح بري لغزة

السيناريو الأكثر رغبة من الإعلام الإسرائيلي وربما من قادة الدولة العبرية، هو الرد بقوة على الهجوم المفاجئ الذي أربك إسرائيل، وتحدثت وسائل إعلام بينها "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" عن احتمالية شن عملية عسكرية برية على قطاع غزة. وتعتقد أن الهجوم البري، هو السيناريو الأفضل للقضاء على حركة حماس وقيادتها، وتغذي وسائل الإعلام تلك الفرضية في نفوس الرأي العام الإسرائيلي، الغاضب بالفعل بعد العملية العسكرية التي نفذتها حماس داخل الأراضي المحتلة، وخلقت أكثر الكوابيس رعبًا لإسرائيل، حيث وجد المدنيون أنفسهم على الخطوط الأمامية للصراع الذي طال أمده حيث تحولت منازلهم إلى مناطق حرب.

تقول "يديعوت أحرونوت" أن الفرق الأربع التي استعان بها جيش الاحتلال ليس هدفها حماية المستوطنات المحيطة بغزة (مستوطنات غلاف غزة) لكن هدفها هو الانضمام إلى عملية برية في حال اتخذت حكومة نتنياهو قرارًا في هذا الشأن.

في حال الاجتياح البري، ونجاح قوات الاحتلال في شن عملية عسكرية في داخل القطاع، سيبقى السؤال ماذا بعد؟ ففي حال بقاء قوات إسرائيلية داخل غزة سيستمر نزيف الاحتلال وإذا قرر المغادرة فمن سيترك خلفه ومن سيأتي مكان حماس؟

الاحتياج البري لغزة

في ذات السياق، يحذر محللون أمنيون إسرائيليون، في تصريحات لـ"وول ستريت جورنال" الأمريكية، من أن الدولة اليهودية قد تختار شن غزو واسع النطاق لغزة في محاولة لسحق حماس، التي تمكنت مرارًا وتكرارًا من تجديد صفوفها ومخزونات الأسلحة بعد تعرضها للقصف من الجو والبر والبحر.

وسيكون هذا أول هجوم بري على القطاع المكتظ بالسكان والذي يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة منذ حرب عام 2014، وسيؤدي إلى خسائر أكبر من جميع الأطراف ومزيد من الدمار لسكان غزة الذين يعانون منذ فترة طويلة.

ويقول المحللون، إن هذا التصعيد خطير وربما يؤدي إلى اتساع رقعة المعارك ودخول أطراف أخرى في الصراع منها على سبيل المثال، حزب الله المدعوم من إيران، ويمتلك ترسانة من الصواريخ والقذائف أكبر بكثير وأكثر تطورًا عن تلك التي تمتلكها حماس.

قصف مستمر للقطاع

الوسيلة التي استخدمها الاحتلال مع حماس منذ سيطرتها على قطاع غزة، على مدار الحروب الماضية شرع طيران الاحتلال في شن غارات على قطاع غزة واستهداف قادة الحركة وأهداف أخرى.

على مدار خمس حروب خاضتها حماس ضد الاحتلال الإسرائيلي، شرع الأخير في قصف قطاع غزة لأيام متواصلة، وتجاوز أحد الحروب حاجز الـ 50 يومًا، ظلت طائرات الاحتلال وقتها في قصف أهداف داخل غزة واستهداف مرافق صحية وبنى تحتية في القطاع.

وترى "يديعوت أحرونوت" أن القصف كان فعالاً في حرب 2006، بعد اختطاف حزب الله جنديين إسرائيليين، وشنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة على حي الضاحية الشيعي في بيروت وحولته إلى ركام.

قصف غزة

القصف الإسرائيلي العنيف مستمر بالفعل، ربما بفعل حالة الجنون التي وصل إليها قادة الاحتلال الإسرائيلي، بعد العملية العسكرية المباغتة التي صدمت المجتمع الإسرائيلي كافة، واستهدفت طائرات الاحتلال بشكل عنيف قطاع غزة، حتى أنها أدت إلى مقتل أسرى إسرائيليين واستشهاد آسِريهم، وفقًا لما أعلنته حماس.

ويبقى السؤال في حال استمرار القصف، فهل سيتم ترويض حماس التي طالما قصفت على مدار السنوات السابقة ولا تزال تكافح ضد الاحتلال الإسرائيلي، وما هو مصير باقي الأسرى الإسرائيليين، خاصة بعد التصريحات الحكومة الإسرائيلية بأنها ستواصل الغارات على قطاع غزة حتى لو أودى بحياة الأسرى الإسرائيليين.

صفقة تبادلية

يرى الموقع الإسرائيلي، أن أحد السيناريوهات المطروحة هو عملية تبادل للأسرى، مثل التي عقدت في صفقة الجندي جلعاد شاليط.

ويقول، إن خيار التفاوض مطروحًا رغم استمرار العمليات العسكرية من الجانبين، موضحًا أن عدد الأسرى لدى حماس غير معروف، وتواجه الحكومة انتقادات متواصلة لعدم الإعلان عن عدد الأسرى لدى الفلسطينيين، واستمرار استهداف القطاع الذي يختبئ به مقاتلي حماس والأسرى.

وهناك مخاوف من استخدام الأسرى الإسرائيليين كدروع بشرية في حال استمر القصف أو الاحتياج البري للقطاع.

أسرى إسرائيل

وكانت كتائب القسام، هددت بإعدام أسير إسرائيلي مقابل أي قصف جديد دون إنذار على غزة، وقالت إنها لن تتفاوض بشأن الأسرى تحت النار، الأمر الذي يشير إلى احتمالية عقد صفقة مستقبلية بين حماس وإسرائيل.

وكانت أنباء ترددت عن محاولة توسط من دول إقليمية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بشأن الأسرى مقابل وقف إطلاق النار.

أحلاها مُر

ترى وسائل إعلام إسرائيلية وعالمية، أن أغلب السيناريوهات المطروحة أحلاها مر تنتظره إسرائيل، فالاقتصاد الإسرائيلي أصبح تحت رحمة صواريخ حماس، التي تقدر على شل الدولة العبرية عبر استهداف مطاراتها والمرافق العامة بها، فضلاً عن دخول الإسرائيليين إلى الملاجئ طوال فترة الحرب ما يشل الاقتصاد الإسرائيلي.

ملاجئ اسرائيلية

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي قصفًا مكثفًا وغير مسبوق على قطاع غزة المحاصر، بعد العملية العسكرية التي شنتها حماس على قوات الاحتلال وأطلقت عليها "طوفان الأقصى" ورد الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق عملية "السيوف الحديدية" بعد مقتل مئات الإسرائيليين وأسر العشرات على الأقل.

وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، إلى 704 شهيدًا بينهم 140 طفلاً و105 نساء، وبلغ عدد الجرحى 3800 مصاب، وفي الضفة الغربية بلغ عدد الشهداء 17 بينهم 3 أطفال وأكثر من 90 إصابة، فيما بلغ عدد النازحين في غزة أكثر من 187 ألفًا.

فيديو قد يعجبك: