إعلان

بعد أسابيع من حادثة المرفأ.. سكان بيروت تحت وطأة اضطرابات ما بعد الصدمة

11:19 ص الخميس 27 أغسطس 2020

اثار انفجار بيروت

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بيروت - (د ب أ):

رغم مرور ثلاثة أسابيع على انفجار مرفأ بيروت الذي تسبب في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات في العاصمة اللبنانية، لا يزال كثيرون من الناجين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، ومنها ما يسميه خبراء علم النفس "متلازمة الناجي".

وجمانة زبانة، 35 عاما، واحدة من هؤلاء. وقد أصيب بعض جيرانها بجروح خطيرة، كما تضررت العديد من الشقق في البناية التي تعيش بها في حي الأشرفية ببيروت.

وتوضح زبانة، التي نجت بحياتها بعدما غادرت منزلها مع ابنتيها قبل نحو 15 دقيقة فقط من الانفجار: "كل يوم، أسأل نفسي، لماذا هم؟ لماذا أصدقائي؟".

وأسفر انفجار المرفأ، الذي وقع في الرابع من أغسطس الجاري، عن مقتل أكثر من 180 شخصا، إلى جانب إصابة نحو ستة آلاف وتشريد 300 ألف شخص.

ورغم مرور هذه الفترة، لا يزال سكان بيروت يعانون من حالة من الصدمة، ولا تزال اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتحدث عن روايات "مروعة" تنم عن معاناة لا يمكن تحملها.

يقول ماركو بالدان، الجراح باللجنة الدولية للصليب الأحمر، والذي يساعد في تنسيق التصرف حيال الوضع الطارئ، :"إلى جانب الإصابات الجسدية المروعة التي يتم علاجها في المستشفيات، فإن الناس يواجهون خطر الإصابة بوَيلات خفية هائلة ودائمة ما لم يتم توفير الدعم لهم للتعامل مع الآثار النفسية لهذه الكارثة".

ولا يزال كثير من الناجين يعيشون مع مشاهد فقدان أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء، كما أن هناك من لا يزالون يبحثون عن أحبائهم المفقودين.

تقول عايدة البستاني 83 عاما، وهي من سكان الأشرفية: "ما زلت لا أستطيع النوم.. لقد فقدت جيراني الذين أحبهم وأصدقاء لي منذ فترة طويلة جراء هذا الانفجار. أشعر أنني ميتة من الداخل، أعاني ألمًا لا يطاق".

أما ناتالي عويضة، التي كانت فقدت عملها في وقت سابق من هذا العام، وفقدت منزلها وكادت أن تفقد حياتها أيضا في الانفجار، فلم يعد بإمكانها مغالبة دموعها وهي تتحدث عن التجربة التي عاشتها.

وتقول عويضة 35 عاما، والتي كانت تمر على الطريق السريع المحاذي للمرفأ عندما وقع الانفجار: "لا أستطيع التوقف عن البكاء. لقد قَتل هذا الانفجار ما تبقى مني."

ووقع الانفجار في مستودع بالمرفأ كان يتم به تخزين نحو 2750 طنا من نترات الأمونيوم منذ ست سنوات. ولا تزال التحقيقات مستمرة لتحديد المسؤول عن تخزين المادة كل هذه المدة في المرفأ.

وتقول عويضة :"المشهد لا يزال يطاردني رغم مرور هذه الأيام.. أفكر دوما بهذه الأم، التي كانت تسير بسيارتها بجوار سيارتي، وماتت أمام طفليها".

وتضيف :"أظل أفكر: لماذا عانى هؤلاء الأطفال من فقدان أمهم أمام أعينهم، ولماذا نجوت أنا؟".

ودفع العدد الكبير للأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات قسم الطب النفسي في المركز الطبي بالجامعة الأمريكية في بيروت إلى تدشين عيادة لتقييم حالة من يعانون من الصدمات ودعمهم بالمجان.

يقول جوزيف خوري، الأستاذ المساعد في دائرة الطب النفسي في الجامعة الأمريكية في بيروت، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "نستقبل أشخاصا يعانون من صدمات من جميع الأعمار والخلفيات، من بينهم أطفال صغار جدا".

وقال" من الواضح أن هذا الانفجار كان بالنسبة لصغار السن الذين لم يشهدوا الحرب بمثابة تجربة بالغة الصعوبة".

وأكد على أن "متلازمة الناجي" أصبحت حالة شائعة بين سكان بيروت، لافتا إلى أن هناك طرقا متعددة لتجاوزها.

وقال خوري :"نصيحتي لمن يعاني من هذه الحالة هي أن يحاول التغلب عليها من خلال المشاركة كلما أمكن في فعاليات وأنشطة لكي يحقق اختلافا في نمط حياته، وأيضا من خلال إضفائه أهمية على بقائه على قيد الحياة ".

فيديو قد يعجبك: