إعلان

تطورات الأوضاع في السودان: ضحايا جدد ووساطة إثيوبية

01:50 م الجمعة 07 يونيو 2019

احتجاجات السودان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

منذ ديسمبر من العام الماضي، يشهد السودان احتجاجات واسعة على تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، ما لبثت أن تحولت إلى انتفاضة تطالب بإسقاط الرئيس عمر البشير، الذي حكم السودان، منذ عام 1989.

وفي أبريل الماضي وعلى وقع تصاعد الاحتجاجات، عزل الجيش السوداني، البشير، وتولى المجلس العسكري إدارة شؤون البلاد، ودخل في مفاوضات مع القوى السياسية، خاصة قوى إعلان "الحرية والتغيير" بشأن المرحلة الانتقالية.

لكن المفاوضات بين الطرفين، لم تجدِ نفعًا لأوضاع البلاد حتى الآن، ونظمت المعارضة اعتصامًا أمام مقر وزارة الدفاع السودانية في الخرطوم، في محاولة للضغط من أجل سُرعة تسليم السلطة للمدنيين.

وبعد أيام، قال المجلس العسكري الانتقالي، إن ميدان الاعتصام "فقد طابعه السلمي"، وأشار إلى تسلل مسلحين إلى ساحة الاعتصام يهددون "السلم والتماسك في البلاد".

وقال نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" إن الجيش السوداني لن يقبل باستمرار الفوضى.. ليخوض بعد ذلك محاولة لفضّ الاعتصام.

صورة 1

فضّ الاعتصام

بعد حشد الجيش السوداني لقواته في محيط الاعتصام، قالت المعارضة السودانية، صباح الاثنين الماضي، اقتحم مقر الاعتصام أمام مبنى وزارة الدفاع، وسط إطلاق نار وحرائق شبت في خيام المعتصمين.

واتهم تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود المظاهرات، المجلس العسكري بدفع أعدادًا من الجنود إلى مقر الاعتصام لتفريق المعتصمين وفض الاعتصام، داعيًا المواطنين للتوجه إلى مكان الاعتصام.

وأظهرت لقطات تلفزيونية حية النار وهي تشتعل بخيام المحتجين، في الوقت الذي كان فيه محتجون آخرون يفرون من مكان الاعتصام.

كما تم إغلاق الجسور على النيل التي تربط عدة مناطق بالخرطوم.

ولم يعلق المجلس العسكري الانتقالي، الذي يحكم السودان على الفور، على أحداث فض الاعتصام.

صورة 2

مظاهرات كبيرة

لم تمضِ ساعات طويلة، حتى اندلعت الاحتجاجات في العاصمة ومدينة أم درمان المجاورة، في وقت دعت المعارضة السودانية إلى عصيان مدني شامل.

تجمع المهنيين السودانيين، الفاعل الأول في الاحتجاجات التي أطاحت بعمر البشير، دعا إلى إعلان العصيان المدني الشامل حتى الإطاحة بالمجلس العسكري الانتقالي، احتجاجًا على دخول قوات من الجيش لمقر الاعتصام، وإطلاق الرصاص على المتظاهرين وحرق الخيام.

ودعا التجمع أيضا إلى إغلاق كافة الطرق والشوارع في جميع المدن والولايات السودانية وإقامة المتاريس فيها، بالإضافة إلى تنظيم مظاهرات ومواكب تسير في اتجاه مقر الاعتصام الرئيسي أمام مقر القيادة العامة للحيلولة دون فضه.

وخرجت مظاهرات متفرقة في مناطق الخرطوم، احتجاجًا على فض الاعتصام، وفي أم درمان، كبرى مدن السودان والمجاورة للخرطوم، أفادت وكالة "رويترز" بأن آلاف المحتجين أغلقوا طرقًا بالحجارة والإطارات المشتعلة.

وأشارت الوكالة إلى خلو المنطقة من رجال الأمن، فيما قطع رجال ونساء الشوارع الرئيسية والجانبية في أنحاء أم درمان.

وأكد حزب الأمة القومي السوداني استنكاره الشديد لفض الاعتصام بالقوة، مُعتبرًا أن المجلس العسكري "لم يعد منحازا للثورة".

ودعا الحزب، الشعب السوداني "للنزول إلى الشوارع، وإقامة عشرات الاعتصامات داخل وخارج العاصمة وخارج السودان، حماية لثورتنا المجيدة".

صورة 3

ضحايا الفضّ

في أعقاب فضّ الاعتصام، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية –المُقرّبة من المعارضة- أن شخصان لقيا مصرعهما فيما أصيب عشرات آخرين.

وقالت اللجنة إن هناك العديد من الحالات الحرجة بين المصابين، داعية إلى الذهاب إلى المستشفيات القريبة من مقر الاعتصام للمشاركة في إسعاف المصابين.

وبعد ساعات، أفاد نشطاء سودانيون بمقتل 12 شخصًا وإصابة آخرين بجروح خطيرة.

ظلّت حصيلة ضحايا فضّ الاعتصام ترتفع حتى وصلت في نهاية يوم اليوم لتالي، إلى 60 قتيلاً، وفي مساء اليوم ذاته، أعلنت لجنة أطباء السودان أنها انتشلت 40 جثة من نهر النيل، ما رفع الحصيلة مرة أخرى إلى مئة قتيل.

فيما نفت وزارة الصحة السودانية، صحّة الحصيلة التي أعلنتها اللجنة، وقالت، يوم الخميس، إن التقارير التي تفيد بأن قوات الأمن قتلت نحو مئة متظاهر خاطئة، مُعلنة أن عدد الضحايا يبلغ 61 قتيلاً.

وفي صباح اليوم الجمعة، قالت لجنة أطباء السودان، إن عدد الضحايا ارتفع إلى 113 قتيلاً.

وأضافت: "هناك أرتالا من الجرحى والمصابين المتكدسين في المستشفيات الحكومية والخاصة التي تعاني شُحاً شديداً في معينات تقديم الخدمات الطبية من محاليل وريدية وأدوية منقذة للحياة".

48297446_303

إدانات واسعة

اعتبرت السفارة الأمريكية في السودان، الهجوم على المدنيين المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، خطأ، وطالبت بوقفه.

وحملت السفارة في حسابها على تويتر، المجلس العسكري الانتقالي في السودان، مسؤولية ذلك الهجوم.

كما أعرب السفير البريطاني في السودان عن قلقه الشديد، إزاء محاولات فض اعتصام المحتجين أمام القيادة العامة للجيش.

ونشر السفير البريطاني، عبر حسابه على "تويتر" يقول: "يساورني قلق شديد إزاء إطلاق النار الكثيف الذي كنت أسمعه على مدار الساعة الماضية من مقر إقامتي والتقارير التي تفيد بأن قوات الأمن السودانية تهاجم موقع الاعتصام مما أدى إلى وقوع إصابات".

وتابع: "لا عذر لأي هجوم من هذا القبيل. ويجب أن يتوقف الآن".

بدورها، أكدت مصر على أهمية التزام كافة الأطراف السودانية بالهدوء وضبط النفس والعودة إلى مائدة المفاوضات والحوار بهدف تحقيق تطلعات الشعب السوداني.

وقالت في بيان أصدرته وزارة الخارجية، إنها تتابع ببالغ الاهتمام تطورات الأوضاع على الساحة السودانية والأحداث الأخيرة وتداعياتها، معربة عن مواساتها لأسر الشهداء وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى.

وأكدت مصر دعمها "الكامل للسودان الشقيق في هذا الظرف الدقيق من تاريخه ومساندتها الكاملة للجهود الرامية لتحقيق مستقبل أفضل لأبناء الشعب السوداني يقوم على الاستقرار والتنمية ويحقق الرخاء والرفاهية".

وأدانت الحكومة الألمانية "التصدي العنيف لقوات الأمن السودانية للاعتصام"، قائلة: "هذا العنف غير مبرر ويتعين وقفه فورا".

وذكر المتحدث أن "الإخلاء العنيف" للاعتصام يعرض عملية تسليم السلطة إلى حكومة مدنية لخطر بالغ، وقال: "ندعو أطراف المفاوضات إلى تجنب التصعيد والعودة إلى مائدة المفاوضات".

صورة 4

تعليق الجيش

مساء الاثنين، خرج المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق شمس الدين كباشي، ليدلي بأول تعليق، مؤكدًا إن القوات السودانية "لم تفض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة، بل استهدفت منطقة مجاورة له باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين".

وأضاف كباشي في تصريحات لسكاي نيوز: "في صباح هذا اليوم، وفي إطار خطة القوات الأمنية المعنية بولاية الخرطوم لفض التجمع في المنطقة المحيطة في منطقة الاعتصام المحددة جغرافيا تحركت قوات الأمن".

وتابع: "هناك منطقة تسمى كولومبيا ظلت منذ فترة طويلة بؤرة للفساد والممارسات السلبية التي تتنافى وسلوك المجتمع السوداني، وأصبحت مهددًا أمنيًا كبيرًا لمواطنينا".

وأكد: "كنا على تواصل مع قيادات تجمع الحرية والتغيير، حيث أطلعناهم على ما يتم الترتيب له وما يجري في فض المنطقة كولومبيا".

صورة 5

تشكيل لجنة

مساء الاثنين، أصدر الوليد سيد أحمد محمود النائب العام السوداني، قرارًا بتشكيل لجنة للأحداث التي وقعت بمنطقة القيادة العامة للقوات المسلحة.

ووجه القرار أن يبدا التحقيق فورًا، بحسب وكالة الأنباء السودانية "سونا".

صورة 6

خلافات عيد الفطر

بعد أن أعلن مجمع الفقه الإسلامي في السودان، يوم الثلاثاء المتمم لشهر رمضان، على أن يكون الأربعاء أول أيام عيد الفطر، أعلن تجمع المهنيين السودانيين، أن الثلاثاء، سيكون أول أيام عيد الفطر، داعيًا للتظاهر صباح الثلاثاء في سوح وميادين كل الأحياء والفرقان والبلدات بكل مدن وقرى السودان.

وأوضح التجمع أنه استند في إعلانه إلى بيان الجمعية السودانية لعلوم الفلك والفضاء والذي قال سابقًا إن أول شهر شوال واليوم الأول لعيد الفطر المبارك، سيكون يوم الثلاثاء.

صورة 7

رفض المحادثات

في يوم الأربعاء، دعا رئيس المجلس العسكري الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في كلمة بثها التليفزيون السوداني، إلى "طي الصفحة الماضية وفتح صفحة جديدة للعبور للمستقبل"، وقال: "نفتح أيدينا للتفاوض مع كافة القوى".

وأضاف البرهان في كلمة بمناسبة عيد الفطر، أنه ستتم محاسبة من يثبت مسؤوليته عن أحداث فض الاعتصام.

لكن مجموعات من المعارضة السودانية، رفضت إجراء محادثات مع المجلس العسكري.

وقال عباس مدني، المتحدث باسم قوى إعلان الحرية والتغيير: "لا نرى أي عودة للمفاوضات مع المجلس العسكري".

لكن رئيس المجلس العسكري، جدد الدعوة للتفاوض، يوم الخميس، قائلاً: "نمد أيدينا البيضاء للتفاوض لاستكمال تأسيس السلطة الشرعية"، مضيفا "ندعو الجميع للمرور فوق أخطاء ومرارات الماضي وصولا لأهداف الثورة".

صورة 8

تعليق عضوية السودان

قررت مفوضية الاتحاد الأفريقي، أمس الخميس، تعليق عضوية السودان، حتى يتم نقل السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة، وذلك خلال جلسة مغلقة عقدها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد والتي صوت فيها لصالح تعليق مشاركة السودان في كل أنشطة الاتحاد لحين تشكيل حكومة مدنية.

وأفاد مصدر مطلع بالمجلس أنه تم خلال الجلسة مراجعة المبادئ والمواثيق التي يقوم عليها الاتحاد الأفريقي بهدف تحديد القرارات والإجراءات المناسبة تجاه الأوضاع في السودان، موضحًا أن أعضاء المجلس استمعوا إلى إحاطة من مبعوث الاتحاد الأفريقي الخاص إلى السودان محمد الحسن ولد لبات.

صورة 9

وساطة إثيوبية

صباح اليوم الجمعة، وصل الى العاصمة السودانية الخرطوم، آبي أحمد رئيس الوزراء الأثيوبي في زيارة وساطة تستغرق يوما واحدا.

وذكرت وكالة انباء السودان "سونا"، أن آبي احمد سوف يجرى خلال الزيارة مباحثات مع المجلس العسكري الانتقالي ويلتقي مع قوى إعلان الحرية والتغيير.

وأبلغ متحدثون باسم الحرية والتغيير وكالة "الشرق الأوسط"، بأنهم تلقوا دعوات من السفارة الإثيوبية في الخرطوم، للقاء آبي أحمد.

فيديو قد يعجبك: