إعلان

اعتصام السودان.. 3 محاولات للفضّ وسط تبادل الاتهامات ومقتل العشرات

10:42 م الإثنين 03 يونيو 2019

اعتصام السودان

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتبت - رنا أسامة:

شهدت ساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني بالعاصمة الخرطوم أكثر من محاولة لفضّ الاعتصام، أوقعت عشرات القتلى ومئات المُصابين منذ عزل الرئيس السابق عُمر البشير، آخرها المحاولة التي جرت فجر اليوم الاثنين وأوقعت ما لا يقل عن 13 قتيلًا.

ويعتصم آلاف السودانيين، منذ 6 أبريل الماضي، أمام مقر قيادة الجيش للضغط على المجلس العسكري الانتقالي، لتسريع عملية تسليم السُّلطة إلى مدنيين، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب التغيير.

ودعا تجمع المهنيين السودانيين إلى عصيان مدني شامل ومسيرات في مختلف أنحاء البلاد. كما طالبت قوى إعلان الحرية والتغيير التي تتفاوض مع الجيش للمرحلة الانتقالية إلى إسقاط المجلس العسكري الذي تولّى السلطة بعد الإطاحة بالبشير في 11 أبريل الماضي.

كان الجيش قد عزل البشير في 11 أبريل الماضي، بعد 3 عقود على رأس السلطة؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت منذ نهاية ديسمبر من العام الماضي. انطلقت بادئ ذي بدء للتنديد بنقص المواد الغذائية وارتفاع الأسعار، ثم تحوّلت إلى تظاهرات شعبية تُطالب في المقام الأولى بتنحّي البشير.

8 أبريل

سُجّلت أولى محاولات فضّ الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المُسلّحة بالخرطوم قبل عزل البشير، في 8 أبريل الماضي، لكنها باءت بالفشل بعد تدخّل تدخّل الجيش السوداني لحماية اعتصام آلاف المتظاهرين.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، حماية الجيش السوداني للمتظاهرين خلال عملية أمنية أطلقتها قوات الأمن وعناصر من شرطة مكافحة الشغب، في ساعة مبكرة من صباح الاثنين الموافق 8 أبريل، لفضّ الاعتصام باستخدام الغاز المُسيل للدموع والقنابل الصوتية.

وبثّ نشطاء سودانيون فيديوهات حيّة على فيسبوك لإطلاق قوات من الشرطة قنابل صوتية وغاز مُسيل للدموع على المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للقوات المُسلحة، تصدّى لها الجيش بالذخيرة لحماية المتظاهرين.

وكانت هذه المرة الأولى التي يتدخّل فيها الجيش السوداني لحماية المتظاهرين في مواجهة جهاز الأمن والمخابرات وشرطة مكافحة الشغب، منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في ديسمبر الماضي.

15 أبريل

حاولت قوات من الدعم السريع مصحوبة بقوات من الجيش السوداني، صباح الاثنين الموافق 15 أبريل، فضّ الاعتصام وإزالة المتاريس أمام مقر القيادة العامة بالعاصمة الخرطوم، حسبما أعلن تجمّع المهنيين السودانيين.

ودعا تجمّع المهنيين في نداء عاجل، نشره على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، المُحتجين إلى التوجّه "فورًا إلى ساحات الاعتصام لحماية ثورتهم ومُكتسباتهم".

وقال شهود عيان لوكالة "فرانس برس" إن جنودًا شوهِدوا وهم يزيلون متاريس أقامها المتظاهرون كتدابير أمنية". وأشار شاهد آخر من مكان الاعتصام إلى أن "المتظاهرين يهتفون: الجيش جيشنا".

وقال شهود آخرون إن الجيش رفع لافتة على أحد جدران مقره تواجه المحتجين، كتب عليها "أخي المواطن، أختي المواطنة، لا تقترب أكثر، لقد كنتم ضيوفنا وتحت حمايتنا لكن قانون الطوارئ يحكم الجميع"، وفق فرانس برس.

ووصف تجمع المهنيين محاولات فض الاعتصام من دون تحقيق المطالب بأنه "مؤشر على عدم التزام المجلس العسكري بما عاهد عليه الجماهير".

13 مايو

المحاولة الأبرز لفضّ الاعتصام من جانب المجلس العسكري الانتقالي جرت في 13 مايو الماضي، حيث انقلبت ساحة الاعتصام بالخرطوم إلى رصاص وصراخ وقتلى ودماء وسط طنين صافرات إسعاف، في اشتباكات مُسلّحة وقعت قبل أذان المغرب يوم الاثنين الموافق 15 مايو، مُخلفة عشرات القتلى والمُصابين.

جاء ذلك بعد ساعات من اتفاق المجلس العسكري وقِوى المعارضة السودانية على "هيكل السلطة الانتقالية" و"المهام والسلطات على المستويات السياسية والتنفيذية والتشريعية"، حسبما أعلن المتحدث باسم المجلس، شمس الدين كباشي.

أوقعت الاشتباكات حينها 6 قتلى، بينهم ضابط في الجيش السوداني، وأكثر من 60 مُصابًا بطلقات نارية في الكتف والصدر وأجزاء أخرى من الجسم، أو الضرب بالعصي. فيما تكرر إطلاق النار مُجددًا بعدها بيومين في 15 مايو، وأسفر عن 14 جريحًا.

واتهم ناشطون سودانيون قوات الدعم السريع، التي يرأسها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نائب رئيس المجلس العسكري، النار على المعتصمين، لاسيّما وأن تلك المحاولة سبقها تحذير وجّهه حميدتي وجّه للمُعتصمين أمام مقر وزارة الدفاع، قائلًا: "أخضع شخصياً للتفتيش من قبل المحتجين، ولا يوجد تنازل أكثر من هذا.. للصبر حدود".

في المقابل نفى المجلس العسكري ذلك، وقال إن عناصر "مُندسّة" تسلّلت إلى الاعتصام، لكنه لم يكشف عن تلك العناصر. فيما قالت قوات الدعم السريع إن "قوات ترتدي زياً نظامياً حاولت إزالة المتاريس من ساحة الاعتصام وقامت بالتعدي على المحتجين بإطلاق الرصاص والغاز المُسيّل للدموع".

3 يونيو

اقتحمت قوات أمن سودانية، فجر اليوم الاثنين، مقر الاعتصام أمام مبنى وزارة الدفاع في العاصمة الخرطوم. وتحدّثت تقارير عن إطلاق نار وحرائق شبت في خيام المعتصمين.

وأفادت لجنة أطباء السودان المركزية المشاركة في المظاهرات بأن 13 شخصًا على الأقل قُتِلوا -بينهم طفل عمره ثماني سنوات- خلال محاولة الجيش فضّ الاشتباك، في وقت مبكر من صباح الاثنين، كما أُصيب 116 شخصًا آخر بجروح، ويحتمل تزايد أعدادهم.

ووصف تحالف قِوى إعلان الحرية والتغيير ما تعرّض له الثوار المعتصمون بـ"مجزرة دموية". وأضاف أن "قوات الدعم السريع والجيش قامت بفض الاعتصام السلمي، ونؤكد أن منطقة القيادة الآن لا توجد بها إلا الأجساد الطاهرة لشهدائنا الذين لم نستطع حتى الآن إجلاءهم من أرض الاعتصام".

وحمّل البيان المجلس العسكري "المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة". فيما نفى متحدث باسم المجلس العسكري أن يكون المجلس أقدم على فض الاعتصام في الخرطوم "بالقوة"، مُشيرًا إلى أنه استهدف عناصر إجرامية قرب منطقة اعتصام الخرطوم.

وقال إن خطة أمنية "استهدفت منطقة مجاورة له باتت تشكل خطرًا على أمن المواطنين وتحولت إلى بؤرة للفساد والممارسات السلبية التي تتنافى وسلوك المجتمع السوداني".

فيديو قد يعجبك: