إعلان

بعد خسارة رئاسة بلدية إسطنبول... أردوغان يحول نظره سريعا إلى أزمة السياسة الخارجية

01:11 م الإثنين 24 يونيو 2019

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

إسطنبول - (د ب أ):

حرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الإسراع في تأكيد سيطرته كأقوى سياسي في بلاده خلال نصف قرن بعد الانتصار الساحق الذي حققته المعارضة في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول المعادة، حيث حول سريعا بوصلة التركيز إلى رحلة حاسمة سيقوم بها إلى آسيا قريبا.

وفي سلسلة من التغريدات على موقع تويتر بعد ظهور النتائج الليلة الماضية، هنأ أردوغان رئيس بلدية إسطنبول الجديد أكرم إمام أوغلو، وتعهد باستمرار التحالف مع حزب الحركة القومية، كما تعهد بالحرص على تعزيز المصالح التركية في الداخل والخارج. وأعلن أنه يعتزم زيارة الصين وأوروبا بعد قمة مجموعة العشرين المقررة في اليابان بعد أيام.

ووفقا لوكالة "بلومبرج" فإن الرئيس التركي، الذي من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة العشرين، يسعى إلى إعطاء إشارة بأنه سيمضي إلى متابعة القضايا الأكثر أهمية مثل العقوبات التي تهدد الولايات المتدة بفرضها على خلفية شراء روسيا لأنظمة دفاع صاروخي روسية.

إلا أنه لا يوجد أمام أردوغان خيار إلا سرعة بحث التيارات الكامنة وراء الهزيمة في انتخابات إسطنبول، والتي تسببت في حالة من القلق داخل حزب العدالة والتنمية وشجعت خصومه المبتهجين.

كما أنه يدرك أن كثيرين يرون أن رفضه الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات الأولى التي جرت نهاية آذار/مارس يقوض حكم القانون في وقت يعاني فيه اقتصاد البلاد.

وقال أردوغان" كما كنا فى الماضى، سوف نظل نعمل نحو تحقيق أهدافنا لعام 2023 بدون تقديم تنازلات بالنسبة للديمقراطية، وحكم القانون، وسلام واستقرار بلادنا تمشيا مع مبادىء تحالف الشعب"، وذلك في إشارة إلى تحالفه مع دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القومية ، وهو التحالف الذي يحتاجه للاحتفاظ بالسلطة حتى الاحتفال عام 2023 بمرور 100 عام على تأسيس الجمهورية التركية.

ونقلت الوكالة عن أنطوني سكينر، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة "فيريسك مابلكروفت" لتحليل المخاطر، القول إن أردوغان سيظل يتابع عن كثب الشعور السائد في صفوف حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية . وأضاف " إن لديه مساحة أقل للمناورة الآن مقارنة بالسنوات الأخيرة".

وتعني خسارة إسطنبول أكثر بكثير من مجرد خسارة السيطرة على أكبر مدينة في تركيا ومركز الثقل الاقتصادي بها. فمنصب رئيس بلدية إسطنبول كان نقطة انطلاق مسيرة العمل السياسي لأردوغان، وإذا ما تمكن إمام أوغلو 49 عاما من أداء مهمته بشكل جيد في إسطنبول، حينئذ قد يجد الرئيس نفسه أمام منافس في المستقبل .

كما أن خسارة إسطنبول، التي يقطنها نحو خُمس عدد سكان تركيا الذي يصل إلى 82 مليون نسمة، يضعف أيضا موقف حزب العدالة والتنمية في الوصول إلى مصدر رئيسي للدعم والتمويل. ووفقا لبعض التقديرات، فإن المدينة تستوعب رُبع إجمالي الاستثمارات العامة وتمثل ثلث اقتصاد تركيا الذي يبلغ حجمه 748 مليار دولار.

وسعى بهجلي إلى عدم التطرق لأى حديث عن انتخابات برلمانية أو رئاسية مبكرة في يعانى فيه الاقتصاد ضائقة حيث هناك تهديد حدوث كساد الشديد وحيث بلغ معدل البطالة 14%.

وقال" إن الحديث عن انتخابات مبكرة جديدة يعد من أسوأ السيناريوهات لبلادنا"، مؤكدا أنه سيعمل مع أردوغان لحل مشاكل البلاد.

ورحب المستثمرون، الذين لطالما ظلوا يأملون في أن يحول القادة في تركيا تركيزهم إلى الإصلاحات الاقتصادية، بالنتيجة الحاسمة لهذه الانتخابات، حيث فاز إمام أوغلو بأغلبية 54% من الأصوات مقابل 45% لبن علي يلدريم مرشح أردوغان ورئيس وزرائه السابق. وارتفع سعر صرف الليرة بـ8ر1% ليصل سعر الدولار إلى 7174ر5 دولار عند الساعة 0942 بالتوقيت المحلي.

وقال سكينر :"لقد تحول إمام أوغلو إلى قائد وطني ملهم، وأمام أردوغان مهمة صعبة لتحييده دون تحويله إلى شهيد والتسبب عن غير قصد في زيادة شعبيته".

فيديو قد يعجبك: