إعلان

إيرانيون: العقوبات الأمريكية تطحن عظامنا

12:25 م الإثنين 24 يونيو 2019

الشعب الإيراني

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتبت- هدى الشيمي:

تفرض الولايات المتحدة الأمريكية حزمة من العقوبات الأقتصادية تلو الأخرى على إيران، لانهاكها وإجبارها على الرضوخ لمطالبها والجلوس إلى جانبها على طاولة المفاوضات. بينما تقول وكالة أسوشيتيد برس الإخبارية أن المواطن الإيراني هو من يدفع الثمن.

ذكرت الوكالة، في تقرير نُشر على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، أن تردي أوضاع الإيرانيين الاقتصادية يتجلى في العديد من الأمور، ويمكن ملاحظة الأمر ببساطة بالنظر إلى نقص النقود الناتج عن الضغط الاقتصادي الذي يواجه 80 مليون إيرانياً.

يُلقي كثيرون باللوم على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسياسة "الضغط القصوى" التي يتبعها في التعامل مع بلادهم، والتي دفعته إلى الانسحاب مع الاتفاق النووي المُبرم بين إيران ودول العالم الكُبرى في عام 2015، واعتبره ترامب أسوأ صفقة في تاريخ الولايات المتحدة.

لفتت أسوشيتيد برس إلى أن إيران هددت، في الأسابيع الأخيرة، بالخروج من الاتفاق ما لم تتصدى القوى الأوروبية ما تعتبره طهران حرب ترامب الاقتصادية ضدها. كما أنها بدت مستعدة للرد على انتشار القوات الأمريكية في المنطقة، بعد اسقاطها طائرة أمريكية مُسيرة، قالت إنها انتهكت مجالها الجوي.

وردًا على ذلك، تعهد مسؤولون أمريكيون بفرض المزيد من العقوبات، والتي من المتوقع أن يُعلن عنها اليوم الاثنين، بالتزامن مع قيام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بجولة يزور فيها الإمارات والسعودية لبحث الملف الإيراني.

ضغوطات طاحنة

قالت شيفا كيشافارز، مُحاسبة إيرانية 22 عامًا، إن الحرب الاقتصادية حقيقة واقعة، مُشيرًا إلى أن مواطنيه يتعرضون لضغوطات قاسية.

وتابعت: "قادة الحكومة يطلبون منّا أن نبقى أقوياء ونتحمل الضغوطات، ولكننا نسمع أصوات عظامنا التي يطحنها هذا الضغط الشديد".

قالت أسوشيتيد برس إن السير بجانب أي مصرف في طهران يُعتبر تذكرة للتحديات الاقتصادية التي يواجهها الإيرانيون، خاصة بعد التفاوت الكبير في سعر الدولار الأمريكي مقابل الريال الإيراني.

يُذكر أنه أثناء العمل بالاتفاق النووي، كان سعر الدولار الأمريكي يعادل 32 ألف ريال، أما الآن فبات الدولار الأمريكي الواحد يعادل 130 ألف ريال إيراني.

ووفقًا لإحصاءات الحكومة، فإن مُعدّل التضخم تجاوز 37 %، ووصل نسبة البطالة بين المواطنين في سن العمل إلى حوالي 12 %، ويتضاعف هذا العدد للشباب المُتعلم.

وأصبح من الصعب على الإيرانيين شراء بعض البضائع والمنتجات ومن بينها أجهزة الهواتف المحمولة التي ارتفع سعرها إلى درجة غير مسبوقة. ذكرت أسوشيتيد برس إلى أنه بعد منع تصدير الهواتف المحمولة إلى طهران، بدأ التجار يهربونها عبر السوق السوداء ويبعونها بأسعار باهظة الثمن.

وقال حسين رستامي، سائق سيارة أجرى ورجل توصيل، إن أسعار قطع الغيار الخاصة بالسيارات فقزت خمسة أضعاف في فترة قصيرة.

بلد مليء بالثروات

يرى رستامي أن السبب الحقيقي في مشاكل الشعب الإيراني هو عدم كفاءة المسؤولين، قائلاً:"بلدنا غني مليء بالثروات".

يُشار إلى أن إيران موطن رابع أكبر احتياطي من النفط الخام في العالم، وتملك ثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي بعد روسيا.

لكن في ظل حملة الضغط القصوى التي تستخدمها إدارة ترامب ضد إيران، فإن الجمهورية الإسلامية عاجزة عن بيع النفط الخام في السوق العالمية، كما أن واشنطن هددت بفرض عقوبات على أي دولة تشتريها. وتغطي عائدات النفط الإيراني ثلث الميزانية التي تنفقها الحكومة بشكل سنوي، ما يعني أن انخفاض عائدات النفط من شأنها تقليل النفقات على البرامج الاجتماعية والنفقات العسكرية.

في تصريحات أدلى بها مطلع هذا الشهر، قال وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه إن الوضع الحالي في بلاده أصعب من فترة الحرب مع العراق، مضيفًا أن إيران، خلال هذه الحرب لم تكن لدیها مشكلة في تصدير النفط، أما الآن فلا يمكنها تصدير النفط. وأضاف: "کان صدام حسين فقط هو الذي یستهدفنا، وكنا نستطيع أخذ أموال النفط، لكن العملية الآن تتم بصعوبة".

الفساد وسوء الإدارة

ينتقد كثير من الإيرانيون الحكومة ويلقون باللوم عليها فيما يحدث في بلادهم، من بينهم زهيرة قاسمي، المُدرسة المتقاعدة، والتي قالت إن المسؤولين والقادة في بلدها يجب أن يتحملوا مسؤولية كل المشاكل التي يواجهها المواطنين.

ذكرت قاسمي أن سعر زجاج الحليب تضاعف، شأنه كما شأن أسعار الخضروات والفواكه. وتابعت: "إننا نموت بسبب الضغوط الشديدة وعجز المسؤولين عن الوصول إلى حل".

دفع تردي الأوضاع الاقتصادية الإيرانيون إلى القيام باحتجاجات شعبية في نهاية عام 2017، استمرت حتى الأشهر الأولى من عام 2018 إذ تحولت إلى مظاهرات مُناهضة للحكومة في عشرات المدن والبلدات.

يرى الإيرانيون أن الفساد المُستشري في حكوماتهم هو السبب الرئيسي في الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلادهم. قال نصر الله بازوكي، بائع الملابس في طهران، إن مشكلة بلاده الأكبر تتمثل في أن مجموعة من المُختلسين واللصوص يعملون في الحكومة.

فيديو قد يعجبك: