إعلان

أمريكا تزيد ضغوطها على إيران.. وطهران تختبر شهية ترامب للقتال

01:32 م الثلاثاء 18 يونيو 2019

ترامب وروحاني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن - (د ب أ):
في حملته لانتخابات الرئاسة عام 2016 تعهد المرشح الأمريكي في ذلك الوقت "دونالد ترامب" بتقليص التدخلات الخارجية المكلفة للولايات المتحدة في الشأن الدولي، هذا التعهد الآن يتصادم مع حقيقة الالتزامات الأمريكية الفوضوية الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في أعقاب الهجمات المسلحة التي تعرضت لها ناقلتا نفط في مياه خليج عمان الأسبوع الماضي.

ظهرت معضلة السياسة الخارجية الأمريكية مجددا مع قرار إدارة الرئيس ترامب إرسال 1000 جندي إضافي إلى المنطقة ردا على ما يقول مسؤولو الإدارة بأنه دور إيران في الهجمات الأخيرة التي استهدفت ناقلات النفط، في حين تنفي الحكومة الإيرانية وجود أي دور لها في هذه الهجمات.

ويبدو حتى الآن أن تجاوب العالم مع الاتهامات الأمريكية لإيران محدود للغاية. ومع تصاعد الخطابات الحماسية، على الجانبين الأمريكي والإيراني، يبدو إعلان الإدارة الأمريكية عن نشر عدد صغير نسبيا من الجنود في منطقة الشرق الأوسط يوم الاثنين الماضي، مؤشرا على أن الولايات المتحدة ستتراجع عن مواجهة سلوك إيران السييء بدون تغيير ميزان القوة الأمريكية في المنطقة.

يقول جاري سامور منسق البيت الأبيض لشؤون الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ، إن "ترامب مصر للغاية على تجنب الانزلاق إلى مواجهة عسكرية كلما كان ذلك في مقدوره".

وبدا الرئيس ترامب حريصا على تأكيد هذا الانطباع، في المقابلة الصحفية مع مجلة "تايم" المنشورة مساء أمس الاثنين حيث قال في إشارة إلى الهجمات على ناقلات النفط "حتى الآن مازالت بسيطة للغاية".

وردا على سؤال عما إذا كان يفكر في المواجهة العسكرية مع إيران قال ترامب للمجلة "لن أقول هذا، لا يمكن قول هذا على الإطلاق".

وحتى الآن يقول الخبراء، إن النهج الأوسع للسياسة الخارجية لإدارة ترامب، يعتمد على ممارسة أقصى الضغوط على الخصوم لإجبارهم على تقديم تنازلات، وهو ما يثير خطر نشوب صراع غير مقصود، ولم تؤت ثمارا حتى الآن. فمن إيران إلى فنزويلا وكوريا الشمالية، لم تؤد محاولات أمريكا لإجبار أنظمة الحكم المناوئة في هذه الدول على تقديم تنازلات إلا إلى مزيد من المقاومة، رغم التهديدات والمطالب التي يطلقها المسؤولون الأمريكيون بمن فيهم وزير الخارجية مايكل بومبيو ومستشار الأمن القومي "جون بولتون.

وقبل انضمامه إلى الإدارة الأمريكية، في العام الماضي، كان بولتون يتبنى فكرة الحرب مع إيران لتفكيك برنامجها النووي. كما أعلن "بومبيو"، في العام الماضي قائمة طويلة من المطالب التي على إيران تنفيذها للدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة.

ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن سامور القول " إذا كان الأمر متروكا للآخرين ، مثل بولتون وبومبيو، لكانوا قد دعوا إلى القيام بعمل أكثر عدوانية لكن لا أرى ثمة إشارة إلى رغبة ترامب في القتال".

الرسائل المتباينة، وانعدام الثقة العام، في الدوافع الأمريكية، تؤجج الشكوك في النوايا الأمريكية نحو إيران، حتى بين حلفاء واشنطن.

ويقول المحللون إن الموقف تدهور بقرار الرئيس ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية الموقع عام 2015، إلى جانب شكوك حلفاء واشنطن والمؤسسات الدولية بشكل عام في مواقف ترامب .

يقول بيرت ماكجورك مبعوث ترامب السابق في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي إنه "لسوء الحظ، فإن ميزتنا النسبية الكبيرة كدولة تبني وتعمل مع الحلفاء، تآكلت، وبخاصة فيما يتعلق بإيران... الحلفاء الغربيون الأساسيون حذروا من هذه الحالة وتداعيات الأحداث عندما بدأت أمريكا في تشديد الضغوط منذ عام".

وقد تصبح رغبة ترامب في التفكير في تحرك عسكري اليوم أقل من ذي قبل، في ضوء إطلاقه الرمزي لحملة إعادة انتخابه للرئاسة الأمريكية في ولاية فلوريدا اليوم الثلاثاء. فرغم أن تقليص الوجود العسكري الأمريكي في الخارج كان أحد الوعود الرئيسية لحملة ترامب الرئاسية الماضية، فإنه مازال يعاني من أجل سحب القوات الأمريكية من سورية وأفغانستان، وهو الآن يرسل جنودا أمريكيين إلى الشرق الأوسط، في حين يحاول إقناع الناخبين بمنحه فترة ولاية رئاسية ثانية مدتها أربع سنوات.

في المقابل، فإن المسؤولين الإيرانيين يشيرون إلى احتمال تخلي بلادهم عن الالتزام ببعض بنود الاتفاق النووي المعروف "خطة العمل المشترك الشاملة" خلال الأيام المقبلة، وهي الخطوة التي يقول الخبراء إنها محاولة حذرة لممارسة الضغوط على الدول الأوروبية لتخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، حيث تحث الدول الأوروبية إيران على الالتزام بالاتفاق.

في الوقت نفسه تتضمن احتمالات تشديد الضغوط الأمريكية على إيران، نشر قطع حربية لمرافقة ناقلات النفط في منطقة الخليج، لضرب السفن والمنشآت التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني والتي تتهمها الولايات المتحدة بالتورط في الهجمات الأخيرة.

يقول راي تاكيه، كبير الباحثين في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي إن "هناك الكثير من الهيستريا في استخدام فكرة تحميل إيران المسؤولية عن الهجمات لتبرير شن حرب طويلة عليها... نحن الآن في ظل صراع محدود الكثافة، يستطيع إدارة نفسه".

وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن بعض أقوى حلفاء ترامب مثل النائب الجمهوري ميشيل ماكوال عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب يحذرون من الدخول في صراع سافر مع إيران.

وقال ماكوال إن القوات الأمريكية المنتشرة في منطقة الخليج والشرق الأوسط "في وضع دفاعي" تستهدف حماية المرور البحري في مضيق هرمز، وحذر من أن أي عمل عسكري ضد إيران سيكون "معقدا للغاية للغاية".

وفي مقابلة مع تلفزيون بلومبرج قال ماكوال ، "لا اعتقد أ ن ي هناك أي شخص لديه رغبة في الحرب، رغم أن لدينا خططا عسكرية، وهي خطط طوارئ، لمواجهة مثل هذه الحوادث.. أود التحذير من أن مساحة إيران تعادل مساحة العراق وأفغانستان معا وستكون الحرب معها معقدة جدا جدا ".

فيديو قد يعجبك: