إعلان

أمريكا ضد إيران: كيف يستغل المتشددون النزاع لتحقيق مصالحهم؟

01:08 م الأحد 16 يونيو 2019

أمريكا وإيران

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - هدى الشيمي:

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، بالنظر إلى التطورات الأخيرة التي شهدها بحر الخليج، وتلويح الجمهورية الإسلامية بعدم الالتزام ببنود الاتفاق النووي، مؤكدة أن مخاطر سوف تتجاوز المياه لتصل إلى واشنطن وطهران، حيث يستغل السياسيين المتشددين في كلا البلدين الظروف لتحقيق مصالحهم السياسية.

ذكرت الصحيفة الأمريكية، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني أمس السبت، أن الهجمات التي وقعت منذ أيام على ناقلتين في مياه الخليج، وحمّل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران مسؤوليتها، أكد أن كلا البلدين قادرين على مواجهة الآخر على المدى الطويل.

يتبع كل من بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون سياسة الضغط الأقصى على إيران، برغم تردد ترامب وتذبذبه الواضحين في قراراته وتصريحاته التي تؤكد أنه لا ينوي التورط في حرب مع طهران.

أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الحرس الثوري الإيراني دعا القادة في طهران إلى التغاضي عن القيود التي يفرضها عليهم الاتفاق النووي، الذي أعلن ترامب انسحابه منه في مايو الماضي، وهو ما يرفضه السياسيون المعتدلون الذين يشددون على ضرورة الالتزام ببنود الاتفاق الموقع عام 2015.

إلا أن تضييق الولايات المتحدة للخناق على إيران من خلال فرض عقوبات أكثر تشدداً تهدف إلى إضعاف اقتصادها، مما دفع بعض المعتدلين إلى استخدام لهجة أكثر حدة، اتضح ذلك بعد إعراب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي شارك في مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني وشدد على ضرورة الالتزام به، عن تذمره ورفضه لما تقوم به الولايات المتحدة، وهو ما اعتبره "إرهاب اقتصادي أمريكي".

جو مشحون بالتوترات

من جانبه قال جيرمي شابيرو، مدير الأبحاث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ومسؤل سابق في وزارة الخارجية، إن ما يحدث بين الولايات المتحدة وإيران نوع من التفاعل السام بين المتشددين في كلا الجانبين، يرجع إلى أسباب سياسية داخلية، ما يجعلهم يرغبون في تصعيد التوترات أكثر وأكثر.

وأضاف: "لديهم الحافز لخلق جو مشحون بالتوترات، خاصة وأنه يساعدهم في سياساتهم الداخلية، وبإمكانك أن ترى ذلك على كلا الجانبين".

وفي إيران، يعزز التوتر مع الولايات المتحدة من جاذبية السياسيين المُتشددين والحرس الثوري الإيراني، ويزيد من احتمالات فوزهم في الانتخابات البرلمانية التي ستجري العام المُقبل. وعلى الجانب الآخر، قالت الصحيفة الأمريكية إن هذه التوترات تعزز قبضة الصقور في الإدارة الأمريكية، الذين يحثون ترامب على اتخاذ إجراءات أكثر قوة، لدحض مزاعم مُنتقديه، على رأسهم الديمقراطيين، الذين يؤكدون أن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إدارة سلفه باراك أوباما كان يؤتي ثماره.

اجتمع جون بولتون، مستشار الأمن القومي، الجمعة الماضي، مع باتريك شاناهان، القائم بأعمال وزير الدفاع، والجنرال جوزيف في. دانفورد جونيور، رئيس هيئة الأركان المُشتركة، في البيت الأبيض لمدة ثلاث ساعات لمناقشة هجمات الناقلات في بحر الخليج، ومناقشة مُقترح بإرسال 6000 جندي إضافي إلى منطقة الخليج، بما في ذلك سفن حربية وطائرات مُقاتلة.

صراع قديم

ذكرت نيويورك تايمز أن الصراع بين البلدين كان أقوى مما هو عليه الآن، إبان حكم الرئيسين السابقين جورج بوش وباراك أوباما، وتكرار حديث إسرائيل عن شن هجمات على المنشآت الإيرانية النووية.

لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن إداراتي بوش وأوباما شنّا هجمات إلكترونية على المنشآت الإيرانية لشراء بعض الوقت، بعدها قرر أوباما إجراء مفاوضات مع طهران من وراء ظهر حلفائه، إسرائيل والسعودية، فتوصل في النهاية إلى الاتفاق النووي الذي ندد به ترامب، واعتبره أحد أسوأ الاتفاقيات في التاريخ.

أشارت نيويورك تايمز إلى أن فريق الأمن القومي الذي شغل مناصب مرموقة في الإدارة الأمريكية على مدار الـ15 شهر الأولى في حكم ترامب، والمكون من مستشار الأمن القومي إتش آر ماكماستر، وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وزير الدفاع جيم ماتيس، حث الرئيس الأمريكي إلى الالتزام ببنود الاتفاق، عوضًا عن انتقاده علانية، والإعراب عن رفضها.

ولكن بمجرد اجبار تيلرسون وماكماستر على ترك مناصبهما، انسحب ترامب من الاتفاق، ما أفسح المجال للمتشددين الذين قرروا فرض عقوبات قاسية على إيران، تهدف إلى الحاق الكثير من الأضرار باقتصادها.

على مدار العام الماضي، عمل كل من الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته ظريف على منع المتشددين من التدخل فيما يجري، وأكدوا أهمية الالتزام ببنود الاتفاق النووي، رغم انتهاك الولايات المتحدة له.

ذكرت نيويورك تايمز إلى أن الأوروبيين كانوا إلى جانب إيران، وأعلنوا أن ترامب ارتكب خطأً فادحاً بالانسحاب من الاتفاق النووي، والذي كان من شأنه منع طهران من إنتاج الوقود وتخصيب اليورانيوم خلال السنوات العشرة المُقبلة.

فيديو قد يعجبك: