إعلان

عام على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي: هل تندلع الحرب بين أمريكا وإيران؟

10:46 م الخميس 09 مايو 2019

انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي - أرشيفية

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتب - هشام عبد الخالق:

بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انسحاب بلاده من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي مع إيران)، في مايو الماضي، تتجه الأنظار الآن صوب مواجهة عسكرية محتملة بين واشنطن وإيران.

الضغط الأمريكي المتزايد ضد إيران قد ينتج عنه مواجهة غير معلومة الملامح بين الدولتين قد يكون لها نتائج مخيفة، وفي الوقت الذي يصرح فيه قائدا الدولتين بأنهما لا يريدان مواجهة مباشرة، إلا أن خطاباتهما وأفعالهما توحي بعكس ذلك.

وصرح الرئيس الأمريكي للصحفيين، اليوم الخميس، بأنه لا يستبعد مواجهة عسكرية مع إيران، داعيًا النظام هناك إلى الجلوس للتفاوض على اتفاق نووي جديد، وقال: "لا يمكن استبعاد مواجهة عسكرية مع إيران".

ويأتي هذا في الوقت الذي أعلنت الولايات المتحدة، إرسال حاملة طائرات وقاذفات "بي 52" إلى الخليج العربي، بسبب ما وصفته بأنه تهديد جديد من طهران.

وتوعد الرئيس الإيراني حسن روحاني في نفس الوقت، بتكثيف تخصيب المواد النووية ما لم تحصل طهران على تخفيف كبير من عقوباتها الاقتصادية، وقال: "لم نبدأ قط في خرق الاتفاق النووي، ولن نبدأ حربًا مطلقًا، ولكننا سنرد بشكل قاس على أي معتدٍ".

وتقول مجلة "تايم" الأمريكية، إن الأهداف المعلنة للحملة التي يشنها الرئيس الأمريكي ضد النظام الإيراني تتمثل في تقييد حصول طهران على مزيد من الصواريخ والتكنولوجيا النووية، وإجبارها على وقف دعم عملائها بالوكالة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، ولكن لم تنفذ إيران تلك المطالب بل قامت بعكسها.

وقال روحاني يوم الأربعاء، إن بلاده ستبدأ في تخزين اليورانيوم المنخفض التخصيب والماء الثقيل اللازم للمفاعلات النووية، وستزيد إيران من مستوى التخصيب إلى المستوى الكاف لتصنيع أسلحة نووية خلال 60 يومًا، ما لم تستجب الولايات المتحدة وتخفف الضغط على قطاعي النفط والبنوك الإيرانية.

وتوضح المجلة، أن قرار نشر السفن في المنطقة اتخذه مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون. ويشعر مسؤولو وزارتي الخارجية والدفاع بقلق متزايد من أن بولتون يحاول حصر كلًا من إيران وترامب في زاوية لا يكون فيها بديل سوى الحرب.

وقال مسؤول أمريكي بارز للمجلة بشرط عدم الكشف عن هويته: "لقد أوضح بولتون لسنوات طويلة اعتقاده بأن الطريقة الوحيدة للقضاء على التهديد الإيراني هي بالتخلص من النظام".

وصرح مسؤولان أمريكيان آخران بشرط عدم الكشف عن هويتهما، أن بولتون لا يوافق ولا يعمل بما تمليه التقارير الاستخباراتية وعادة ما يتجاهلهم تمامًا، وبينما يستمر بولتون في القول بإن إيران عازمة على تطوير أسلحة نووية يمكن أن تضرب إسرائيل والسعودية ودول صديقة أخرى، فإن تقييم الاستخبارات الأمريكية -الذي تشاركه فيه دول أخرى والوكالة الدولية للطاقة الذرية- هو أن إيران ملتزمة بالاتفاقية النووية لعام 2015.

وترى المجلة، أنه لا يوجد خلاف داخل الإدارة الأمريكية على أن إيران دولة سيئة تهدف إلى توسيع نفوذها في الشرق الأوسط، سواء مباشرة كما فعلت قواتها العسكرية والجماعات السياسية المدعومة من إيران في العراق، أو بشكل غير مباشر عن طريق تمويل وتجهيز وكلائها مثل حزب الله في العراق ولبنان، وحماس في فلسطين، ولكن الخلاف داخل الإدارة الآن هو كيفية الرد.

الرئيس دونالد ترامب عبر بشكل صريح عن كراهيته للوجود العسكري الأمريكي في الخارج، ولكن بولتون دعا مرارًا وتكرارًا إلى استخدام القوة ضد إيران، وكتب في صحيفة أمريكية عام 2015، "الاستنتاج الذي لا مفر منه هو أن إيران لن تتفاوض على برنامجها النووي، وأن العمل العسكري فقط مثل هجوم إسرائيل عام 1981 على مفاعل صدام حسين في العراق، يمكنه تحقيق المطلوب".

وفي الوقت الذي نشرت فيه الولايات المتحدة حاملة الطائرات وقاذفات "بي 52" في الخليج، وعبورها اليوم الخميس من قناة السويس، تستمر الإدارة أيضًا في ضغطها الاقتصادي على طهران، وفرضت الحكومة الأمريكية عقوبات جديدة على قطاعات الصلب والحديد والألمنيوم والنحاس في طهران، في الوقت الذي وضعت فيه "الدول الأخرى على علم بأن السماح بإدخال الصلب الإيراني وغيره من المعادن في الموانئ الخاصة بالدول لن يتم التسامح معه".

وتقول المجلة، إن الولايات المتحدة حولت النظام الاقتصادي العالمي كسلاح ضد طهران، وذلك على الرغم من معارضة القوى العالمية الكبرى

وتسعى طهران، إلى إبعاد الدول الأخرى الموقعة للاتفاقية النووية عام 2015 (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، الصين، وروسيا) عن الولايات المتحدة، وذلك عن طريق التوصل لاتفاق آخر معهم، ومع الاستمرار في الضغط على إيران اقتصاديًا، أعلنت إيران عزمها على العودة إلى طريقها القديم نحو إنتاج قنبلة نووية.

وأدى الاتفاق النووي لإزالة العقوبات عن طهران مقابل تشديد الرقابة على برنامجها النووي، والآن بعد عودة العقوبات لا ترى إيران سببًا يدفعها للالتزام بالقواعد.

فيديو قد يعجبك: