إعلان

كاتب بريطاني: ترامب غير مكترث بما يحدث في إفريقيا

12:38 ص الأحد 26 مايو 2019

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالاً للكاتب سيمون تيسدال، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، حول احتمالية اندلاع أزمة ربيع عربي جديد في المنطقة، خاصة بعد تدهور الأوضاع في ليبيا والسودان والجزائر، في الوقت الذي لا تلقي فيه الولايات المتحدة بالاً بما يحدث في المنطقة.

ويقول الكاتب إنه منذ وقت ليس ببعيد، كانت الولايات المتحدة تعتبر نموذجًا يحتذى به بالنسبة للدول الأخرى، ولكن تغيرت الأحوال الآن، وشهد الأسبوع الماضي تعديًا غير مبرر من قبل الإدارة الأمريكية لحدود علاقاتها الخارجية، وتمثل ذلك في التهديدات العنيفة ضد إيران، واستئناف مبيعات الأسلحة للسعودية والإمارات، والتعدي على حرية الصحافة العالمية.

ويرى الكاتب أن أبرز ما يميز السياسة الأمريكية حاليًا هو غيابها عن المشاهد المؤثرة في العالم، ومنها أزمة قتل المدنيين في الحرب المروعة في سوريا، والتي لم يقم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفعل شيء لإيقافها، إلى جانب أزمة تغير المناخ التي تدق ناقوس الخطر وتهدد بانقراض جماعي، بينما تفضل إدارة ترامب التركيز على الفرص الاقتصادية التي يوفرها ذوبان الجليد في القطب الشمالي.

وكانت الولايات المتحدة فيما مضى في طليعة الدول الغربية التي تشجع الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان والمدنية، بحسب الكاتب. ولكن إدارة الرئيس الحالي ترامب تظهر ليس فقط التسامح مع الأنظمة الاستبدادية في روسيا والبرازيل والفلبين وكوريا الشمالية وميانمار فحسب، ولكنها تشجعهم على الاستبداد أيضًا.

ويتضح هذا للعيان في السودان الآن، بحسب الكاتب، حيث يرى أن الثورة الشعبية التي بدأت في ديسمبر الماضي ضد نظام عمر البشير ونجحت في إسقاطه تواجه خطر الفشل، ولا يعطي الغرب للسودان اهتمامًا كبيرًا على الرغم من حجمه وأهميته الاستراتيجية، في الوقت الذي قد تواجه فيه الخرطوم صراعات داخلية مع الإسلاميين، واحتمالية الحرب الأهلية مثل سوريا وليبيا واليمن.

ويقول الكاتب إن سجل الولايات المتحدة في السودان مختلط، مذكّرًا بالرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وقصفه الخرطوم عام 1998 بسبب صلاتها المزعومة بتنظيم القاعدة، ومساعدة واشنطن في التوسط في اتفاقية السلام الشاملة لعام 2005 التي تنبأت باستقلال جنوب السودان، والآن مع اعتقال البشير والرغبة في حكم مدني، توجد فرصة نادرة لنقل السودان إلى الاتجاه الديمقراطي الحر، ولكن تندفع الولايات المتحدة عكس هذا الاتجاه.

ويصف الدبلوماسيون والمحللون الأجانب السياسة الأمريكية تجاه السودان بأنها مشوشة أو غير موجودة. ويشاع أن العلاقات بين تحالف المهنيين السودانيين -القوى المنظمة للمظاهرات- والسفارة الأمريكية في الخرطوم متوترة. وصرح أحد مسؤولي المعارضة لمجلة Foreign Policy الأمريكية، إن التحدث إلى الأمريكيين كان "مضيعة للوقت".

ويقول الكاتب إن الولايات المتحدة تدعم في ليبيا أيضًا المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، وأن الأمل في إصلاح الأوضاع في الجزائر تلاشي بشكل كبير، وسط المكائد التي تحاك في البلاد، واللامبالاة الأمريكية والأوروبية، حسب وصف الكاتب.

ويقول الكاتب إنه في عهد ترامب انطفأ رمز أرض الحرية والعدالة المتمثل في أمريكا، وأصبحت بمثابة أرضًا ملطخة بالظلام يمكن من خلالها استغلال العالم أو تجاهله.

فيديو قد يعجبك: