إعلان

اليابان تخطب ودّ ترامب بالسجاد الأحمر والنبرة المعتدلة في ملف التجارة

01:59 م الجمعة 24 مايو 2019

تعدّ اليابان استقبالاً حافلاً للرئيس الأمريكي دونا

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

طوكيو- (أ ف ب):

تعدّ اليابان استقبالاً حافلاً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت، يضمّ مأدبة تليق بالأباطرة ومسابقة سومو وجولة غولف، إذ تحاول طوكيو خطب ودّ الرئيس الأمريكي على وقع مفاوضات تجارية مضنية.

وعلى عكس الصين والاتحاد الأوروبي الأكثر هجومية، تبدي طوكيو شيئاً من التوازن على أمل الحصول على اتفاق مع الأمريكيين أكثر ملاءمة لمصالحها.

ويرى الباحث المتخصص بالعلاقات الدولية في جامعة نيغاتا (شمال غرب اليابان) يوشينبو ياماموتو أن ترامب، الذي سيكون أول زعيم أجنبي يحظى بشرف لقاء الامبراطور الجديد ناروهيتو، هو "من الأشخاص الذين يقدّرون استقبالاً حاراً".

وركّز رئيس الوزراء شينزو آبي على هذا النوع من التقارب منذ انتخاب الملياردير الأمريكي رئيساً للولايات المتحدة، وأبدى اهتماماً خاصاً بلقائه حتى قبل تنصيبه.

ودأب آبي منذ ذلك الحين على التودد لترامب خلال مآدب عشاء وقمم وجولات غولف، ونجح في تفادي غضب الرئيس الأمريكي المتقلب.

وتؤكد مصادر مقربة من المحادثات بين الطرفين، أن معادلة اليابان، الحليف المقرب من الولايات المتحدة، تقوم على عدم إثارة غضب ترامب.

ويعتبر الأستاذ في جامعة واسيدا في طوكيو شوجيرو أوراتا أن "استراتيجية اليابان تقوم على مواصلة المفاوضات مع حفاظها على الهدوء، عكس ما يجري بين الصين والولايات المتحدة من فرض متبادل للرسوم الجمركية"، في ردّها على الخطاب العدواني وفي تصديها للإجراءات الحمائية الأمريكية.

خلافات مهمة

استأنف الجانبان محادثاتهما في منتصف أبريل على المستوى الثنائي، رغم التحفظات الأولية لطوكيو التي أرادت محادثات متعددة الأطراف.

ومنذ ذلك الحين، لم يرشح الكثير عن تقدّم المحادثات، لكن النبرة بين الطرفين ودية جداً، اذ يتحدث ترامب مراراً عن علاقة الثقة التي تجمعه بآبي.

مع ذلك، فإن عوامل الخلاف حاضرة وتتركز على قطاعين هما الزراعة والسيارات.

وتبلغ قيمة المبادلات التجارية بين أول وثالث قوة اقتصادية في العالم نحو 280 مليار دولار، لكن الولايات المتحدة تندد بعجز في الميزان التجاري بين البلدين لصالح اليابان (67,6 مليار دولار في عام 2018 بدون احتساب الخدمات). وتعزو الولايات المتحدة هذا العجز إلى "عدم انفتاح السوق (اليابانية) بما يكفي امام بضائع المصدرين الأمريكيين".

ويؤكد مارتن شولتز من معهد فوجيتسو للأبحاث أن في هذا الإطار، "الأفضلية لواشنطن، فهي قادرة في أي لحظة على استهداف اليابان" برسوك جمركية عقابية على السيارات المستوردة، وهو ما تنظر إليه طوكيو على أنه تهديد لأمنها القومي و"تريد تفاديه بأي ثمن".

ويلفت في المقابل إلى أن استخدام "هذا السلاح ليس أمرا سهلا"، لأن "الصانعين اليابانيين هم من بين أكبر المستثمرين وأصحاب العمل" في الولايات المتحدة.

ويمكن لذلك أن يتساهل المفاوضون الأمريكيون مع اليابانيين، مقابل تنازلات منهم في قطاع الزراعة.

ويشير الباحث إلى أن المزارعين ومربي الماشية الأميركيين "يخسرون من حصصهم في السوق اليابانية على حساب أستراليا والاتحاد الأوروبي" اللذين يستفيدان من رسوم مخفضة في إطار اتفاقات تجارية مع اليابان دخلت حيز التنفيذ منذ مدة قصيرة.

جني ثمار الإطراء

من المقرر اجراء محادثات السبت بين وزير الاقتصاد الياباني توشيميتسو موتيغي وممثل التجارة الأمريكي روبرت لايتهايزر، لكن ليس من المرجح أن يتوصلا لاتفاق، بحسب ما نقلت الصحافة عن مسؤولين.

وتهدف زيارة ترامب قبل كل شيء إلى الاحتفاء بالحلف الذي يجمع البلدين، في وقت تدخل فيه اليابان في حقبة امبراطورية جديدة سمّيت "ريوا" أو "الانسجام الجميل".

ويبقى السؤال عما إذا كانت اليابان ستنجح في جني ثمار توطيد العلاقات مع الأمريكيين.

ويرى تاكاهيدي كيوشي الاقتصادي من مركز أبحاث نومورا "حتى لو نجح آبي في إقامة علاقة شخصية مع الرئيس الأمريكي، فإن هذا لا يعني أن اليابان ستحصل على أفضل نتيجة".

ويضيف "هذا الملف خاضع لتأثير العديد من الأشخاص، كما أن ترامب معتاد على التصرف بشكل مباغت".

ويؤكد الباحث يوشينبو ياماموتو على أنه "لا يمكن التنبؤ بأسلوب ترامب في التفاوض"، متابعاً "صديقه اليوم قد لا يبقى على هذا النحو غداً".

ورغم ذلك، يبقى من المؤكد ان الخلافات التجارية اليابانية الأمريكية لن تصل إلى مستوى حدّة الحرب بين واشنطن وبكين، بحسب كيوشي.

ومقارنة مع ثمانينات القرن الفائت حين كانت اليابان، في ذروة قوتها، التهديد الأبرز بالنسبة إلى الرئيس الأمريكي الاسبق رونالد ريغان، فالأرخبيل اليوم "لم يعد يمثل بالنسبة للولايات المتحدة تهديداً كبيراً"، وفق كيوشي.

ويضيف "المفاوضات اليوم بحت تجارية، ليس لقضية السيطرة على العالم أو المنافسة التكنولوجية، كما مع الصين، دور فيها".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: