إعلان

نيويورك تايمز تكشف وثائق حول علاقة حكومة فنزويلا بحزب الله والمخدرات

09:52 م الخميس 02 مايو 2019

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

في الوقت الذي تتركز فيه الأنظار على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، خاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة قبل يومين، إلا أن نائبه السابق طارق العصامي دخل دائرة الضوء مؤخرًا بعد التحقيقات التي تجريها الاستخبارات الفنزويلية حول صلاته بعالم الجريمة في البلاد.

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقريرٍ لها إن العصامي وعائلته ساعدوا في تغلغل تنظيم حزب الله في فنزويلا، وبحسب ملف سري جمعه عملاء للاستخبارات الفنزويلية، فقد اشترك المسئول الحكومي مع أحد أباطرة المخدرات في العمل وأدخل ما يقرب من 140 طن من المواد الكيميائية التي يعتقد أنها تستخدم في تصنيع الكوكايين إلى البلاد، مما ساعده على تكوين ثروة ضخمة في الوقت الذي تعاني فيه كاراكاس اقتصاديًا.

وفي الوقت الذي تشهد فيه البلاد أزمة سياسية طاحنة بين كلًا من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وبين المعارضة بقيادة خوان جوايدو الذي اعترفت به عدة دول غربية رئيسًا مؤقتًا، تعاني البلاد من أزمة اقتصادية أيضًا، دفعت الملايين للهرب منها بحثًا عن الطعام والدواء.

كانت اشتباكات مسلحة اندلعت الثلاثاء في محيط قاعدة عسكرية بالعاصمة كاراكاس في محاولة للإطاحة بمادورو، وذكرت وكالة "رويترز"، أن رجالًا يرتدون الزي العسكري رافقوا جوايدو، تبادلوا إطلاق الرصاص مع أفراد من الجيش.

وبحسب الصحيفة، فإن الوثائق السرية تظهر مدى الإحباط الذي أصاب الاستخبارات الفنزويلية بسبب الفساد في أعلى مستويات الحكومة، ومن بينهم طارق العصامي النائب السابق للرئيس ووزير الصناعة الحالي، والذي كان محل اهتمام الاستخبارات الأمريكية أيضًا منذ وقت طويل.

وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على "العصامي" منذ عامين واتهمته بالعمل مع تجار المخدرات، إلا أنه جنبًا إلى جنب مع مادورو وصفا تلك الاتهامات بأنها جزءا من الحرب الإعلامية التي تشنها إدارة الرئيس دونالد ترامب.

ولكن، بحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الاستخبارات الفنزويلية نفسها تنظر في أمر "العصامي" وعائلته منذ أكثر من عقد من الزمان، ووضعت شكوكها على هيئة ملف جمعت فيه نتائج تحقيقاتها ونصوص مقابلاتها مع مهربي المخابرات.

صورة 1

ونوهت الصحيفة إلى أنها حصلت على الملف بواسطة أحد كبار عملاء المخابرات الفنزويلية، وتأكدت منه من عميل آخر، الذي اطلع على شهادات بشأن العصامي ووالده اللذان جندا أعضاء من حزب الله للمساعدة في توسيع شبكات التجسس وتهريب المخدرات في المنطقة.

وبحسب الملف، فإن المخبرين صرحوا لعملاء الاستخبارات بأن والد طارق العصامي، كارلوس زيدان، كان مشتركًا في خطة لتدريب أعضاء حزب الله في فنزويلا، وذلك بهدف "توسيع شبكات المخابرات في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية والعمل في الوقت نفسه على تهريب المخدرات".

وساعد طارق العصامي نفسه في استكمال الخطة، وذلك من خلال استغلال سلطته والحصول على وثائق لصالح أعضاء حزب الله تمكنهم من البقاء في الدولة، وتؤكد الوثائق أن تنظيم حزب الله تمكن من الاستمرار في فنزويلا بسبب مساعدة العصامي لهم.

وتقول الصحيفة، إن العصامي كان أيضًا بمثابة عامل مساعد لأباطرة المخدرات في عالم الجريمة، وإن شقيقه فراز، دخل في عمليات تجارية مع وليد مقلد أحد أكبر أباطرة المخدرات في فنزويلا والذي يمتلك ثروة تقدر بـ 45 مليون دولار في البنوك السويسرية.

وتشير الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة، إلى أن طارق العصامي حصل على عدة عقود حكومية لصالح إحدى الشركات التابعة لمقلد، وأصبح العصامي من الأغنياء في فنزويلا في الوقت الذي تتجه فيه البلاد نحو انهيار اقتصادي أجبر الملايين على الفرار من منازلهم بسبب نقص الطعام والدواء.

وعلى الرغم من كل هذه الادعاءات والتحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن الفنزويلية، إلا أنه لم يتم توجيه أي اتهامات ضد العصامي، ولكن كشفت الولايات المتحدة في 8 مارس عن لائحة اتهام خاصة بها ضده تشمل تهريب المخدرات، ليصبح ثان وزير في حكومة مادورو يتم توجيه هذا الاتهام إليه بعد وزير الداخلية نيستور ريفيرول في 2017.

صورة 2

وتقول الحكومة الأمريكية في لائحة الاتهام الخاصة بها، إن العصامي متورط بشكل عميق في تجارة المخدرات، وتم تجميد أمواله هو ومدير أعماله. كما ذكرت أن العصامي كان مشرفًا أو شريك في ملكية شحنة مخدرات تزن أكثر من طن، وإنه أدار شبكة دولية من الشركات للمساعدة في غسل الأموال وتحالف مع مقلد، مهرّب المخدرات، ولكن لم تكشف الولايات المتحدة أبدًا عن أدلة هذا الاتهام.

وتختتم الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة، بشهادة أحد المخبرين الذي كشف عن صلات عائلة العصامي بحزب الله، وأوضح الجهود التي بذلتها العائلة في تجنيد أعضاء التنظيم لإنشاء شبكة لتبادل المعلومات والمخدرات في أمريكا اللاتينية.

فيديو قد يعجبك: