إعلان

"مُتهمة بقتل متظاهرين بالسودان".. تعرف على قوات الدعم السريع "الجنجويد" سابقًا

09:52 م الخميس 16 مايو 2019

جنود من قوات الدعم السريع - أرشيفية

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتب - هشام عبد الخالق:

شهد السودان أحداثًا دامية ليل الإثنين الماضي، عندما قُتل 6 أشخاص بينهم ضابط، وتم تبادل الاتهامات بين المجلس العسكري الانتقالي في السودان وتجمع المهنيين السودانيين الذي يمثل قوى المعارضة.

ويرى المجلس العسكري السوداني، أن الثورة فقدت سلميتها، وأن قوى الحرية والتغيير تمارس التصعيد والاستفزاز ضد القوات المسلحة، فيما جدد التجمع رفضه لتلك الاتهامات، وطالب بإجراء تحقيقات عاجلة حول ما وصفه بـ "المجزرة الدموية"، والتي ارتقى إثرها شهداء أعزاء من الثوار ومن القوات المسلحة الباسلة.

ويتهم حراك قوى الحرية والتغيير قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن قتل المتظاهرين، وقال عضو قيادة الحراك خالد عمر يوسف: "مهما كانت هناك جهات تستفيد من الفوضى، فإن قوات الدعم السريع هي من أطلقت الرصاص، لأن شهود العيان يقولون إن الجهة الثالثة، كانت على سيارات تابعة لهم، وبأزياء القوات المسلحة".

من جانبه، نفى نائب رئيس المجلس العسكري السوداني محمد حمدان دقلو حميدتي، اليوم الخميس، تورط قوات الدعم السريع في الأحداث الدامية التي شهدها السودان، ووجه اتهاماته لدول -لم يسمها- بإضرام الفتنة في الشوارع السودانية.

ولكن ما هي قوات الدعم السريع التي أثارت كل هذه البلبلة؟

قبل الثورة؛ كانت تعرف قوات الدعم السريع باسم "الجنجويد"، باعتبارها قوات ذات طبيعة قتالية خاصة في المناطق الوعرة، واستطاعت تحقيق انتصارات بارزة على حاملي السلاح الذين قاتلوا نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، خاصة في مناطق دارفور وجبال النوبة، وعُرف عن أفرادها إجادة القتال في الجبال وإدارة حروب العصابات بامتياز، الأمر الذي مكّنها من وأد التمرد في دارفور بعد سنوات قليلة من تشكّله.

وبعد اتهام قوات الجنجويد بارتكاب جرائم حرب في عدد من المناطق السودانية، اضطر البشير لإعادة هيكلة تلك القوات ونزع صفة القبلية عنها، وضمها تحت لواء أجهزة الأمن تحت مُسمّى قوات الدعم السريع في 2013، وذلك بقوه قوامها سبعة آلاف مقاتل طبقًا لتصريحات قائدها محمد حمدان دقلو حميدتي.

كان أبناء إقليم دارفور يشكلون النواة الأساسية لهذه المجموعة المسلحة، والتي سُرعان ما انضم إليها لاحقًا مجموعة من أبناء الولايات الأخرى، وتمكنت قوات الدعم السريع في وقت وجيز من هزيمة الحركات التي تقاتل نظام الخرطوم، وانتصرت في معركة (البعاشيم) في 2014، ثم في المعركة التي دارت بمنطقة قوز دنقو بجنوب دارفور في 2015.

ازدادت شهرة قوات الدعم السريع بعد ذلك، والتي كانت تستمد قوتها مباشرةً من الرئيس المعزول عمر البشير، الذي ظل يغض الطرف عمّا يتردد عن انتهاكات جنودها المستمرة، وتذمّر ضباط الجيش من قلة انضباط جنودها والتأثير السالب لهذه القوات على ميزان القوة واستقرار البلاد، وخلال العاميين الماضيين تمكن الدعم السريع من تخريج سبع دفعات عسكرية، تضم الدفعة الواحدة نحو ألف جندي.

دورها في الثورة

رسمت الاحتجاجات الأخيرة التي شهدها السودان، وما تلاها من أحداث وتقلبات سياسية في الخرطوم، التي أطاحت بالرئيس البشير، ومن ثم إقالة وزير الدفاع السابق عوض بن عوف، دورًا جديدا لقوات الدعم السريع، والتي سُرعان ما تمركزت، ومنذ اليوم الأول للاعتصام بالمواقع الاستراتيجية للدولة، ونجحت في تأمينها بامتياز دون استخدام عنفها المعهود في حسم الصراعات.

ورفضت قوات الدعم السريع المشاركة في فض الاعتصام بالقوة رغم التوجيهات الصادرة حينها من الرئيس المعزول عمر البشير، ليقرر قائدها، الفريق أول ركن محمد حمدان دقلو حميدتي، الانحياز للشارع السوداني.

بعد الثورة

بعد إسقاط البشير، أوكل المجلس العسكري الانتقالي لقوات الدعم السريع عددًا من المهام الحساسة، أبرزها تأمين العاصمة السودانية الخرطوم، واستدعى حميدتي آلاف المقاتلين من عناصر الدعم السريع من المناطق الحدودية بغرض تأمين العاصمة، ونُشرت عشرات السيارات المدججة بالسلاح عند مداخل الأنفاق والجسور بالخرطوم، وأيضًا مهمة تأمين هيئة الإذاعة والتلفزيون، وهي المهمة التي دائما ما كانت تحت إدارة الجيش السوداني.

كما تقوم قوات الدعم بتأمين القيادة العامة للقوات المسلحة، وذلك عبر نشرها لمئات من سياراتها وجنودها عند مداخل القيادة العامة، خاصة أمام أركان القوات الجوية والبحرية والبرية.

فيديو قد يعجبك: