إعلان

دماء في السودان.. قتلى وجرحى في محاولات فض للاعتصامات و"العسكري" يتبرأ

12:38 ص الثلاثاء 14 مايو 2019

اعتصام السودان

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتب – محمد الصباغ:

شهد السودان يومًا عصيبًا شد سقوط عشرات الجرحى بجانب مقتل متظاهر وأحد ضباط القوات المسلحة، بعد محاولة لفض اعتصام القيادة العامة بالعاصمة الخرطوم، وإطلاق نار على المتظاهرين من طرف مجهول.

يأتي ذلك بعد بداية ليوم تفاءل فيه السودانيون خيرًا مع بيان للنيابة العامة تتهم فيه الرئيس المخلوع عمر البشير وآخرين بالتحريض وقتل المتظاهرين خلال الأحداث الأخيرة التي مرت بها البلاد.

وجهت النيابة العامة اتهاما للبشير وآخرين، وذلك في بلاغ مقتل بابكر عبد الحميد الذي استشهد بمنطقه بري، كما وجهت النيابة العامة بالإسراع في إكمال التحريات في كافة بلاغات القتل في الأحداث الأخيرة.

ووجهت النيابة العامة في بيانها، الذي نشرته وكالة الأنباء السودانية، بالإسراع في إكمال التحريات في كافة بلاغات القتل في الأحداث الأخيرة.

وكان البشير زعم في يناير الماضي في خطاب جماهيري بولاية النيل الابيض، إن "الطبيب (بابكر عبد الحميد) الذي قتل في بري الخميس الماضي، قتل من داخل المظاهرات بسلاح غير موجود لدى قوات الشرطة ولا الجيش ولا السودان".

لكن على مدار ساعات النهار وبعد الإفطار، استمرت الاعتداءات على الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني، واتهمت قوى إعلان الحرية والتغيير بقايا "النظام الساقط" بالقيام بمحاولات أخيرة لفض الاعتصامات في الخرطوم وعدة مناطق أخرى، للقضاء على الثورة التي أطاحت برئيس استمر حكمه قرابة 30 عامًا.

وقالت قوى الحرية والتعبير في بيان إن الاعتداءات الأخيرة تأتي في وقت تتقدم فيه قوى الثورة نحو الانتقال إلى سلطة مدنية انتقالية تضطلع بتحقيق أهداف الحراك السوداني المستمر منذ ديسمبر الماضي.

وبعد إطلاق النار على المعتصمين ومنع المتضامنين معهم من الوصول عبر الاعتداء عليهم من أشخاص بزي مدني في محيط الاعتصام بالعاصمة الخرطوم، أصدر المجلس العسكري الانتقالي بيانًا يتبرأ فيه من التورط في الأحداث، متهمًا "المتربصين بالثورة" بمحاولة إجهاض أي اتفاق بين المجلس وقوى الحرية والتغيير.

"متربصين بالثورة"

قال المتحدث باسم المجلس العسكري السوداني، شمس الدين كباشي في بيان عقب إطلاق نار أسفر عن عشرات الإصابات أن ضابطا بالقوات المسلحة قتل خلال أحداث إطلاق النار والانفلات الأمني في منطقة الاعتصام ومواقع أخرى بالبلاد. وأشار أيضًا إلى وجود عدد كبير من الجرحى والمصابين من المعتصمين.

وأضاف: "دخلت هذه المجموعات إلى منطقة الاعتصام وعدد من المواقع الأخرى وقامت بدعوات مبرمجة لتصعيد الأحداث من إطلاق للنيران والتفلتات الأمنية الأخرى في منطقة الاعتصام وخارجها و التحرش والاحتكاك مع المواطنين و القوات النظامية التي تقوم بواجب التأمين والحماية للمعتصمين" .

كما أكد أنه "لابد من تنبيه الجميع للانتباه لهذه المجموعات التي تحاول النيل من القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وتعمل على منعنا من الوصول لتحقيق أهداف الثورة ونؤكد أننا نعمل مع الإخوة في الطرف الآخر ( قوى إعلان الحرية والتغيير) لاحتواء الموقف بكل تفهم وتعاون ونطمئنكم جميعا علي سلامة الأوضاع في كافة أنحاء البلاد و السيطرة عليها وسنتخذ من الإجراءات والتدابير اللازمة مايحول دون وصول هؤلاء المتربصين بالثورة والثوار إلي مراميهم"

وجاء البيان العسكري سريعًا بعد مطالبته من قبل قوى التغيير بالقيام بواجباته وحماية المتظاهرين والمعتصمين السلميين.

كان المجلس العسكري السوداني أعلن وقوى إعلان الحرية والتغيير المعارضة، الإثنين، التوصل إلى اتفاق بشأن هياكل السلطة السيادية والتنفيذية والتشريعية للحكم الانتقالي. وأكد الطرفان استمرار التفاوض خلال اليوميين المقبلين لحسم نقاط الخلاف بشكل كامل.

جاء ذلك بعدما استأنف الطرفان ظهر الإثنين مباحثات التفاوض والتي امتدت لنحو خمس ساعات متواصلة، بحثا خلالها نقاط الخلاف الثلاثة بين الطرفين والمتعلقة بالمجلس السيادي وسلطاته وتكوينه بجانب مدة الفترة الانتقالية.

وقال الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري إن المفاوضات جرت في أجواء سادها روح التفاؤل بالوصول إلى اتفاق، مشيرا لتوصل الطرفين لاتفاق حول هياكل السلطة السيادية والتنفيذية والبرلمان والمفوضيات وسلطات القضاء.

كما أكد أن التفاوض سيستمر للاتفاق على النسب في المجلس السيادي ومدة الفترة الانتقالية. لكن الأحداث تطورت وشهدت محاولة لفض الاعتصام في الخرطوم ومناطق أخرى من البلاد، خرج سريعًا المجلس العسكري وتبرأ منها.

يشار إلى أن المجلس العسكري بدأ منذ الإطاحة بالبشير في الحادي عشر من الشهر الماضي محادثات مع قوى الحرية والتغيير، التي تضم تجمع المهنيين، من أجل نقل السلطة لمدنيين ولكن هناك خلافات بين الطرفين.

"الضحايا"

أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، عن مقتل مواطن في العشرين من عمره لم يتم التعرف على هويته، وذلك إثر إصابة بطلق ناري في الصدر وذلك خلال محاولات فض الاعتصام في الخرطوم.

كما أعلن المجلس العسكري عن مقتل ضابط بالجيش خلال المواجهات مع من وصفهم بالمتربصين بالثورة السودانية، أمام مقر الاعتصام بالقيادة العام للقوات المسلحة بالخرطوم.

وعلى مدار اليوم ناشدت لجنة أطباء السودان المركزية المواطنين التبرع بالدم في المستشفيات القريبة من محيط الاعتصام، وذلك بعد استمرار سقوط المصابين والجرحى.

كما نظمت اللجنة التابعة لقوى الحرية والتغيير المعتصمين بضرورة تنظيم أنفسهم وإفساح الطريق أمام سيارات الإسعاف لنقل المصابين جراء عمليات إطلاق النار.

ونشرت قائمة بالإصابات كان أصغر من جاء بها شاب عمره 19 سنة مصاب في بجرح قطعي بالقدم، وأكبرهم رحل عمره 45 عاما مصاب في الرأس نتيجة الضرب بعصا. فيما كانت أخطر الإصابات بالرصاص بعد إطلاق النار نحو المتظاهرين.

فيديو قد يعجبك: