إعلان

هل نجاح الجزائريين يشجع السودانيين على مواصلة انتفاضتهم ضد البشير؟

11:30 ص السبت 06 أبريل 2019

مظاهرات الجزائر والسودان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

في عددها الخاص بشهر أبريل، خصصت مجلة "نيو أفريكان" غلافها للإشارة إلى انتهاء "عصر الديناصورات" ووضعت عليه صورة للرئيسين الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والسوادني عُمر البشير، اللذان شهدت بلديهما حركة احتجاجات شعبية واسعة النطاق، تسببت في استقالة الأول بعد استمراره في الحكم حوالي 20 عامًا، وأجبرت حكومة الأخير على تقديم العديد من التنازلات دون أن تتمكن من احتواء المسيرات والتظاهرات التي دخلت شهرها الرابع.

بعد استقالة بوتفليقة من منصبه وطلبه الصفح والغفران من شعبه عن أي خطأ ارتكبه بالفعل أو بالقول خلال فترة رئاسته، أشاد الجميع بالحراك الجزائري السلمي والاحتجاجات التي شهدتها الجزائر على مدار ستة أسابيع متواصلة اعتراضاً على إعلان رئيسهم المُستقيل نفسه في الانتخابات مرة أخرى، رافعين شعار "لا للعهدة الخامسة".

شاركت أعداد كبيرة من الجزائريين، أمس الجمعة، في احتجاجات للمطالبة بضرورة رحيل "الباءات الثلاث"، أي رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز ورئيس الحكومة نور الدين بدوي الذين يُعدّون شخصيات محورية ضمن البنية التي أسس لها بوتفليقة، وينص الدستور على توليهم قيادة المرحلة الانتقالية.

على الجانب الاخر في السودان، وفي الساعات الأولى من صباح السبت انطلقت احتجاجات ليلية في عدة تظاهرات بأحياء في العاصمة الخرطوم، وعملت الشرطة السودانية على تفريقها بالغاز المسيل للدموع.

وبعد تراجع كثافة التظاهرات خلال الأسابيع الأخيرة، دعا الناشطون إلى المشاركة في مظاهرة كبيرة أو "مليونية"، اليوم السبت، لإحياء ذكرى انتفاضة 1985 التي أطاحت بنظام الرئيس آنذاك جعفر النميري، فيما يرى محللون أن الاحتجاجات التي يشهدها السودان تحولت إلى أكبر تهديد يواجهه البشير حتى اليوم. ليبقى السؤال هنا هل يُشجع نجاح الحراك الجزائري في تحقيق أولى مطالبه السودانيين في مواصلة احتجاجاتهم رغم تعنت نظامهم الحاكم؟

نجاح الحراك الجزائري له مردوده المعنوي على السودانيين حسب مزمل عبدالمولى "زوما"، سوداني يعيش في القاهرة، مؤكدًا أنه سيبث الأمل في نفوس مواطنيه وسيدفعهم دفعة قوية من أجل مواصلة ما بدأوه في ديسمبر الماضي.

تمامًا كما حدث عقب ثورة الياسمين في تونس والتي انطلقت شرارتها إلى باقي البلدان العربية وخلقت ما يُسمى بثورات الربيع العربي، يقول اباذر عثمان، ناشط سوداني مدني ومدافع عن حقوق الإنسان، إن نجاح الحراك الشعبي الجزائري سيؤدي إلى رفع وتيرة الاحتجاجات، رغم اختلاف العوامل والمُعطيات التي تدفع كل شعب إلى الاحتجاج والنزول إلى الشوارع.

ترى إسراء خيال، ناشطة سودانية ومدافعة عن حقوق الإنسان، إن ما حققه الشعب الجزائري يعطي دفعة لكل الشعوب الإفريقية والعربية الطامحة للتغيير على وجه العموم بلا شك، أما بالنسبة لاستمرار الثورة في بلادها فتقول إن دوافعها معزولة تمامًا عن أي محركات خارجية.

وتضيف الخيال: "المراقب لمايجري في بلدنا يعلم أن السودانيين يعلمون أن من يصنع نصف ثورة يكون قد حفر لنفسه قبر، وهو ما يفسر استمرار الثورة للشهر الرابع من أجل مستقبل الاجيال القادمة ولان كل سوداني يعلم ان افضل ايام وطننا لم تأتي بعد".

56196801_2207104176036854_1368732534510190592_n

تضامن مُتبادل

بدأ الحراك السوداني بدأ قبل الجزائري بشهران، وفي المسيرات الاحتجاجية التي وصل عدد المشاركين فيها إلى ملايين في بعض الأحيان، أعرب الجزائريون عن تضامنهم الكامل مع أشقائهم السودانيين، وهتفوا باسمها خلال احتجاجاتهم، ورفعوا شعار الثورة السودانية "تسقط بس" ورددوه في مسيرتهم. وفي الخرطوم وغيرها من المدن السودانية، رفع السودانيون لافتات ورددوا شعارات "لا للعهدة الخامسة" مُعربين عن تضامنهم الكامل للجزائريين.

ثوار السودان يتضامنون مع ثوار الجزائر

الثورة مُستمرة

ويفترض أن يتجه المتظاهرون، في مليونية السبت، لمقر القيادة العامة للجيش السوداني بقلب الخرطوم لتسليم مذكرة تطالب بإسقاط النظام، مع تظاهرات متزامنة في ولايات السودان المختلفة تتجه صوب الوحدات العسكرية هناك، وسط مخاوف من وقوع أعداد كبيرة من القتلى والمصابين في حال لجوء القوات الأمن إلى العنف كما المعتاد.

وعلى مدار الأشهر الأربع السابقة، حاول نظام البشير اجهاض الحركة الثورية في بلاده بكافة السبل، فحسب منظمات وجماعات حقوقية دولية، فإن قوات الأمن قتلت 60 شخصًا وأصيب ما يقرب من 2000 على الأقل من المشاركين في الاحتجاجات، وأشار أطباء إلى أن قوات البشير هاجمت ما لا يقل عن سبعة منشآت طبية، واعتقلت ما لا يقل عن 136 من العاملين الصحيين، وأطلقت الغاز المسيل للدموع وغيره من الأسلحة على المستشفيات. وحاولت قوات الأمن قمع المظاهرات باستخدام الغاز المُسيل للدموع والرصاص المطاطي والذخيرة الحية.

ورغم دموية النظام السوداني وقمعه في التعامل مع الاحتجاجات، يؤكد زوما، سوداني بالقاهرة، إن الثورة مُستمرة حتى تبلغ مقصدها مقصدها وحتى إذا سقط النظام الحالي بأكمله، لن تتوقف الاحتجاجات السودانية إلا بعد تغيير سياسي يبدأ بذهاب حكومة وإتيان بأخرى تمثل الشعب وتحل مشكلاته.

فيديو قد يعجبك: