إعلان

بعد 37 عامًا.. كيف استعادت إسرائيل الجندي المفقود في حرب لبنان؟

01:57 م الخميس 04 أبريل 2019

زكريا بوميل

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتبت – إيمان محمود:

37 عامًا جاهدت خلالها سلطات الاحتلال الإسرائيلي واستخباراتها، لاستعادة جثامين جنودها الذين فقدوا بمعركة "السلطان يعقوب" في سهل البقاع اللبناني قرب الحدود السورية، لتحقق ما اعتبرته "انتصارًا سياسيًا" بالعثور على رفات الرقيب الإسرائيلي زكريا بوميل.

استعادة جثمان بوميل، الذي فُقد عام 1982، أثارت ضجّة كبيرة في الأوساط الإسرائيلية، وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن هذا الحدث "إنجاز رائع ومثير للإعجاب لجيش الدفاع الإسرائيلي، ووكالات الاستخبارات الأخرى، وأيضًا على المستوى السياسي".

يوم الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن جثمان بوميل أعيدت عبر رحلة جوية لشركة العال بمساعدة دولة ثالثة لم يتم الكشف عن هويتها، مضيفًا أن عملية استعادة رفاته نُفِّذت في عملية أجرتها وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، لكنها لم تكن جزءًا من صفقة مع دول أخرى.

واستعاد الاحتلال رفات بوميل قبل أربعة أيام على متن طائرة إسرائيلية من الدولة الثالثة، التي لم يذكرها الجيش بشكل رسمي.

حتى الآن، لم تصدر أي تصريحات رسمية من الجانب السوري أو اللبناني حول مشاركة أي منهما في هذه العملية أو حتى علمهم بها.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان بثه التليفزيون الاربعاء عن استعادة رفات الجندي، "اليوم يتحقق اليقين ونغلق القضية."

وأضاف "هذه واحدة من أكثر اللحظات العاطفية التي مررت بها طوال سنوات عملي كرئيس للوزراء، هذه العملية هي نتيجة لجهود دبلوماسية كبرى سنتحدث عنها يومًا ما".

صورة 1

معركة السلطان يعقوب

في 10 يونيو 1982، كانت الاحتلال الإسرائيلي تمكن من احتلال البقاع الغربي، ويخطط لاحتلال بلدة عيتا الفخار والتمدد عبرها نحو البقاع الأوسط وصولاً إلى بعلبك ليصبح لبنان بشكل كامل تحت سيطرته، لكن المعركة العنيفة التي دارت بين وحدات الجيش السوري الذي كان ينتشر في لبنان وقتذاك، حالت دون ذلك.

وتعتبر معركة السلطان يعقوب من أكبر المعارك التي خاضها الجيش السوري ضد جيش الاحتلال، في بداية اجتياح لبنان، حيث دمرت فيها الوحدات السورية ثماني دبابات إسرائيلية.

فشلت قوات الاحتلال في المعركة، ولم تستطع تدمير دبابتين التي تركتهما وراءها وفرّت، فيما استطاعت القوات السورية الاستيلاء عليهما وعرضت واحدة منهما في متحف بالعاصمة دمشق.

وفي عام 2016، سلمت روسيا الاحتلال واحدة من الدبابتين، والتي نقلها الجيش الروسي ليتم عرضها في متحف سلاح المدرعات في موسكو.

كان زكريا بوميل أحد ستة جنود إسرائيليين فقدوا في معركة السلطان يعقوب، التي قتل فيها 20 جنديا إسرائيليًا.

عرض الاحتلال مبلغ 3 مليون دولار على من يساعده من بلدتي عيتا الفخار والسلطان يعقوب للعثور على الجثث، إلا أن أهالي البلدات لم يستجبوا له.

وعقب المعركة تمكن الاحتلال من استعادة جنديين أسيرين، وعُثر على جثة جندي ثالث مفقود بين عامي 1984 و1985، في حين لا يزال جنديان في عداد المفقودين، هما زفي فيلدمان ويهودا كاتز.

صورة 2

دور روسيا

الإعلان الرسمي لجيش الدفاع الإسرائيلي وما بعده، تصريحات نتنياهو ورئيس الأركان، لم تقدم سوى القليل من التفاصيل. ولم يذكروا مكان العثور على الجثمان وكيف تم نقلها إلى إسرائيل وأي دولة أخرى ساعدت في إكمال العملية.

ونقل المراسل السياسي للقناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية، باراك رافيد، عن مسؤول إسرائيلي تأكيده أن روسيا ساعدت إسرائيل على تحديد موقع جثة بوميل واستعادتها، فيما رفض مكتب رئيس الحكومة التعليق على الموضوع.

ولفت رافيد إلى أن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، كشف في مؤتمر صحافي عقد في أعقاب سقوط الطائرة الروسية "إيليوشن 20" في سوريا، في سبتمبر الماضي، إن الحكومة الإسرائيلية، طلبت من روسيا مساعدتها في تحديد موقع جثث الجنود الإسرائيليين الثلاثة الذين فُقدت آثارهم في أعقاب معركة السلطان يعقوب في سوريا، ما وصفه حينها بـ"النكران الإسرائيلي للجميل".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قطع الشك باليقين، وأعلن رسميًا اليوم، إن الجنود الروس مع السوريين، هم الذين عثروا على رفات الجندي الإسرائيلي.

جاءت تصريحات بوتين خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي وصل إلى موسكو اليوم، في زيارة مفاجئة قبل أيام من الانتخابات العامة.

وأكد نتنياهو –خلال اللقاء- أنه طلب من بوتين شخصيًا قبل عامين أن يساعد إسرائيل في الكشف عن رفات جنودها المفقودين، وأن الرئيس الروسي قبل الطلب على الفور.

كما شكر نتنياهو الدولة الروسية نيابة عن شعب إسرائيل، مؤكدًا أن الجنود الروس تعرضوا للخطر في السعي لتحديد مكان جثة بوميل.

صورة 3

بوميل ومكاسب نتنياهو

ويرى مراقبون أن توقيت استعادة الجثة، يعتبر هدية انتخابية من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لنتنياهو، ويأتي ضمن محاولات الأخير، في الذخر بانتصار سياسي أو أمني يُسوّق على أنه إنجاز كبير يستغله في حملته الانتخابية، فمن شأن استعادة جثة الجندي أن توفر فرصة استعراضية ومنصة خطابية لنتنياهو قبل الانتخابات الإسرائيلية.

واعتبرت صحيفة "هآرتس" أن استعادة الجثمان سيُنظر إليها باعتبارها "إنجازًا سياسيًا" حققه نتنياهو على المستوى الانتخابي، إذ أنها دليلاً على علاقته الشخصية القوية مع القادة الأجانب.

وأشارت إلى أن العلاقة بين نتنياهو وبوتين ساعدت إسرائيل على دفع تفاهمات مهمة وساعدت في قضية الجنود المفقودين، مضيفة "قبل بضع سنوات، أعطى بوتين لإسرائيل دبابة كانت محتجزة في موسكو. اتضح أن هذه لم تكن واحدة من الدبابات التي قاتلت فيها القوات المفقودة ولكن دبابة أخرى تعرضت للقصف خلال المعركة ذاتها".

وأكدت الصحيفة: "بما أننا في الأسبوع الأخير قبل الحملة الانتخابية للكنيست، لا يمكننا أن نتجاهل الأهمية السياسية لما حدث".

فيديو قد يعجبك: