إعلان

"لعبة كبيرة ومسرحية ممنهجة".. ماذا قال سودانيون عن بيان الجيش؟

08:23 م الخميس 11 أبريل 2019

احتجاجات السودان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - رنا أسامة:
حالة من الغضب المشوب بخيبة الأمل تُسيطر على الشارع السوداني، بعد إعلان القيادة العامة للقوات المُسلحة بالسودان عزل الرئيس عُمر البشير والتحفّظ عليه في مكان آمن وتأسيس مجلس عسكري لإدارة البلاد لمدة عامين، الأمر الذي عدّه سودانيون "انقلابًا عسكريًا" ومحاولة شكلية من قِبل نظام البشير لإعادة إنتاج نفسه.

احتج آلاف السودانيين على بيان القوات المسلحة الذي خرج بعد ساعات من تنحّي البشير، الخميس، مُعلنًا اقتلاع رأس النظام والتحفظ عليه في مكان آمن -في إشارة إلى البشير- وتأسيس مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد لمدة عامين، وإغلاق الأجواء والمنافذ لمدة 24 ساعة، وحظر التجوال لمدة شهر في عموم البلاد.

وردّد المُحتجون هتافات "تسقط تاني" و"ما بنبدل كوز بكوز"، في إشارة إلى رفضهم تسلم أحد رجال النظام السلطة، وهو وزير الدفاع السوداني، عوض بن عوف، المعروف بأنه الذراع اليُمنى للبشير.

"مسرحية مُمنهجة"

بدوره اعتبر راشد النبطي، رئيس تحرير مجلة "جيل جديد" السودانية المعنية بالشأن الثقافي، تسليم السلطة للجيش "مسرحية مُمنهجة" تم الإعداد لها مُسبقًا لإبعاد البشير ومرتزقته عن الواجهة، بحسب قوله.

وقال النبطي -في تصريحات لـ مصراوي- إن السيناريوهات التي حدثت حولنا في بعض دول الربيع العربي والمحاولات العنيفة لفضّ الاعتصام تشير إلى توصيفين لا ثالث لهما، إما أنه انقلاب عسكري أو أنها مسرحية، وكلاهما مرفوضان بالنسبة للثوار".

وأشار إلى أن بيان الجيش خلق مشكلة ثقة؛ لأن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف الذي أذاع البيان من أتباع النظام السابق، مؤكّدًا أن البيان لم يُلبِ طموحات الشعب، بدليل تمسك الثوار بالبقاء في الشارع حتى تشكيل حكومة مدنية.

وتوقّع النبطي أن تدخل البلاد مرحلة جديدة من الثورة، لحين تحقيق المطالب، فيما لا يزال الحماس داخل الثوار مُشتعلًا.

يأتي ذلك على خلفية موجة احتجاجية ضخمة انطلقت السبت الماضي، تزامنًا مع ذكرى انتفاضة ثورة أبريل التي أطاحت بالرئيس الأسبق جعفر النميري، شهدت اعتصامات مليونية في محيط مقر القيادة العامة للقوات المُسلحة بالخرطوم، في حماية الجيش الذي تصدّى لمحاولات قمع الاعتصام وتفريق المتظاهرين بالقوة من قِبل قوات الشرطة.

انقلاب عسكري

ووصف مُجتبى زكريا، وهو طبيب سوداني، ما يحدث بأنه "انقلاب عسكري". فكتب عبر تويتر "دا انقلاب عسكري فقط لا غير والمؤتمر الوطني ما زال حاكمًا"، مُتابعًا "بيان الجيش السوداني ضحك على البشر".

1
وكذلك أعلن تجمع المهنيين السودانيين -الذي يقود الحِرك الشعبي منذ بدء الاحتجاجات في ديسمبر الماضي- رفضه لما وصفه بـ"البيان الانقلابي"، وقال إنه لا يُلبي مطالب المتظاهرين.

وبعد دقائق من البيان، كتب على تويتر: "لا يمكن مخاطبة هذه الأزمة من خلال انقلاب عسكري آخر، يؤدي لإعادة انتاجها وتعقيدها المجيدة مستمرة ولن تطفئ جذوتها محاولات شكلية من قبل النظام لإعادة انتاج نفسه".

وأكّد أنه "لا سبيل سوى تسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية وطنية بناءً على ما تواثقت عليه جماهير شعبنا في إعلان الحرية والتغيير"، داعيًا إلى "مواصلة الاعتصام لكل فئات الشعب حتى تحقيق الثورة المُعلنة تفصيلاً في إعلان الحرية والتغيير والقصاص لدماء الشهداء"، بحسب البيان.

وبحسب بيان إعلان الحرية والتغيير السوداني، تتمثّل مطالب الشعب في "تنحي البشير ونظامه، وتسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية تعبر عن مكونات الثورة، وتنفذ بنود إعلان الحرية والتغيير كاملة غير منقوصة".

لعبة كبيرة

وتحت هاشتاجات "#لم تسقط_ بعد، و#نسقطها_ تاني"و"#الشارع_تاني"، طالب نشطاء سودانيون بتنحّي الفريق بن عوف، مُعتبرين أن إدارته شؤون البلاد في هذه المرحلة الانتقالية ما هي إلا "لعبة كبيرة".

كتب نزار مبارك، وهو محامي سوداني ناشط في مجال حقوق الإنسان، عبر تويتر: "الأفعى تبدل جلدها". وتابع "#تسقط_بس لازالت مستمرة حتى يتنحى الفريق ابن عوف".

2
ووصف ناشط سوداني آخر الأمر بأنه "مجرد لعبة كبيرة". وكتب عبر تويتر: "خدعوكم بالاعتقالات الوهمية دي وأعلنوا التنحي ومسكوها لابن عوف.. دا كذب في كذب، ارجعو الشارع، دي سرقة للثورة".

أما الراضي عبدالله، وهو ناشط سوداني من الخرطوم، فكتب بالإنجليزية عبر تويتر: "المتظاهرون السودانيون ليسوا أغبياء لاستبدال حاكم مجرم بآخر مثله"، في إشارة إلى بن عوف.

وتابع "لم تُسرق ثورتنا. قررنا مواصلة الكفاح. وصحيح أنه لا يُمكننا الآن الاحتفال بعزل البشير، لكن قريبًا سنحتفل بالإطاحة بكافة المجرمين قريبًا".

3

ويستمر توافد السودانيين على ميدان الاعتصام، وسط حالة من الضبابية حول إمكانية تنفيذ حظر التجوال في العاشرة مساء اليوم الخميس، حسب التوقيت المحلي، أم لا.

ويشهد السودان احتجاجات شعبية بُمشاركة مختلف فئات الشعب، منذ ديسمبر الماضي، انطلقت بادئ ذي بدء للتنديد بنقص المواد الغذائية وارتفاع الأسعار، ثم تحوّلت إلى تظاهرات شعبية تُطالب في المقام الأولى إلى تنحّي البشير الذي تتهمه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب.

وقُتل 49 منذ بدء الاحتجاجات وتم توقيف آلاف المتظاهرين، بحسب أحدث إحصاء حكومي. لكن منظمة العفو الدولية تُقدّر عدد القتلى بـ51.

فيديو قد يعجبك: