إعلان

مجلة أمريكية: سقوط الرجل القوي في الجزائر

06:40 م الأحد 31 مارس 2019

الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

في خلال أسابيع انقلبت الأمور رأسا على عقب في الجزائر، بعد خروج مئات الآلاف- من بينهم طلاب الجامعات والأطباء والمحاميين- إلى الشوارع في فبراير الماضي مطالبين بحكم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، ورافضين توليه الحكم للمرة الخامسة بعد إعلان ترشيح نفسه في الانتخابات التي كان من المقرر إقامتها في أبريل المُقبل.

سلطت مجلة أتلانتيك الأمريكية الضوء على الاحتجاجات الجزائرية، والتي وصل عدد المشاركين فيها في بعض الأيام إلى ملايين، وتقول إن حاكمها القوي سقط، ما يعني انتهاء حُكم ما بعد الاستعمار.

ذكرت المجلة الأمريكية أن بوتفليقة فشل في احتواء الأزمة وإقناع المواطنين بالبقاء في بيوتهم والتوقف عن المشاركة في المظاهرات، حتى بإعلانه إرجاء موعد الانتخابات، ما دفع الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري إلى الدعوة إلى تطبيق المادة 102 من الدستور لإعفاء الرئيس الجزائري من منصبه لعدم أهليته للمنصب.

ومن جانبها، أكدت جبهة المستقبل، في بيان لها ، اليوم الأحد 31 مارس، أنه يجب التطبيق الصارم للمادة 102 من الدستور وللمواد ذات الصلة 7 و8 منه التي ترجع السيادة الوطنية الى صاحبها الشرعي وهو الشعب الجزائري، ودعت إلى ضرورة الوقوف مع المؤسسات الدستورية في وكه كل المحاولات التي من شأنها المساس بالأمن الوطني، والنظام العام ووحدة التراب الوطني.

وترى أتلانتيك أن هناك مجموعة من الأسئلة التي يجب طرحها الآن هو هل تمر الجزائر بمرحلة انتقال سلمي حقيقي للسلطة، أم أن بوتفليقة واتباعه سيتمكنون من الاحتفاظ بمقاليد الحكم، أم أن الفصائل السياسية الإسلامية ستستطيع الحصول على مكان في الحكومة؟

وللإجابة على هذه الأسئلة لجأت المجلة الأمريكية إلى الروائي والصحفي الجزائري كامل داوود، والذي يرى أنه من الصعب توقع ماذا سيحدث في الفترة المُقبلة ببلده.

قال داوود، للمجلة الأمريكية، إن النظام الجزائري لا يفعل شيئاً لاحتواء الأزمة ولكنه فقط يشتري وقتاً ويماطل من أجل العثور على حل، ومن جهة أخرى فإن المواطنين يواصلون الضغط على الحكومة.

وأشار الصحفي الجزائري إلى أن مئات الآلاف من الجزائريين قاموا باحتجاجات سلمية، لكي يثبتوا للعالم بأكمله وللنظام أنهم قادرين على التحرك والخروج في احتجاجات دون تدمير بلادهم.

حسب داوود، فإن الاحتجاجات والمظاهرات في الجزائر سوف تستمر وسيشارك فيها أعداد أكبر مما سبق، وفي الوقت نفسه لن يتوقف النظام عن الإشارة إلى أنه سيغير الحكومة ويتخلص من بعض القادة، مُشيراً إلى أنه يتبع النهج الذي سار عليه كافة الحكام الديكتاتوريين، فهم يحاولون بدء حواراً وإجراء إصلاحات، ولكنهم يفعلون ذلك بعد فوات الأوان.

وقال داوود إن هناك قوة لا يمكن الاستهانة بها في الجزائر وهي التركيبة السكانية، فحوالي نصف السكان الجزائريين تحت سن الثلاثين، وفي المقابل تتألف الحكومة الجزائرية من مجموعة من العجائز وكبار السن.

ويضيف: "عاجلاً أم آجلا قد يتسبب هذا الأمر في أزمة كبيرة، فهناك فجوة كبيرة بين الأجيال، واعتقد أن حكومة ما بعد الاستعمار وصلت إلى نهاياتها في جميع أنحاء أفريقيا، وكذلك وصلت إلى الجزائر أخيراً، ومقاومة الأمر سيكون له عواقب وخيمة".

فيديو قد يعجبك: