إعلان

مقال بـ "بلومبرج": لماذا تتابع فرنسا مظاهرات الجزائر؟

11:00 م السبت 02 مارس 2019

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

نشرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، الجمعة، مقالًا للكاتب بوبي جوش بعنوان "أوروبا تلف صوابعها حول الجزائر".

ويقول الكاتب في بداية مقاله: "إن المظاهرات التي انطلقت الجمعة، اعتراضًا على ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، هي أكبر تحدٍ يواجه السلطة في السنوات الأخيرة".

وأوضح الكاتب، أن المظاهرات لن يتابعها فقط الجزائريون، ولكن دول البحر المتوسط أيضًا مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، والذين لديهم مصلحة كبرى في استقرار الجزائر، ولكن ليس لديهم تأثير كبير على الطبقة السياسية فيها.

الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري للجزائر، ويعتبره مصدرًا ثابتًا للهيدروكربونات. لكن الأهم من ذلك، أن الدول الأوروبية الساحلية تعتمد على الجزائر كحصن ضد التحدي المزدوج للإرهاب والهجرة غير الشرعية.

ويرى الكاتب، أنه بالنسبة للهجرة، يحتاج الأوروبيون إلى السلطات الجزائرية لمنع المهاجرين المحتملين من أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى أن يستقلوا قواربهم باتجاه أوروبا، وبالنسبة لمكافحة الإرهاب، فإن جهود الجزائر فيها تنقسم لشقين: فهي تساعد في مراقبة وإحباط مجموعات مثل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي العربي، كما أن أجهزة استخباراتها تعمل مع نظيرتها في أوروبا على مراقبة العناصر الإجرامية والراديكالية في الجزائر.

وأشار الكاتب، إلى أن هذا مفيد بشكل خاص بالنسبة لفرنسا، موطن عدد كبير من الجزائريين. ويقال إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعتبر الوضع في الجزائر (المستعمرة الفرنسية السابقة) أزمة خطيرة في السياسة الخارجية.

وعلى غرار أسلافه، كان ماكرون مضطرًا للقلق إذا ما مات بوتفليقة: فالزعيم الجزائري يعاني من ضعف شديد بعد أن تجاوز عمره 82 عامًا، وأصبح عاجزًا إلى حد كبير منذ إصابته بسكتة دماغية في 2013. وتحيط بحالة بوتفليقة، الذي لم يعط خطابًا للشعب الجزائري منذ 5 سنوات ويرقد حاليًا في مستشفى جنيف بسويسرا، سرية تامة.

وأثارت مظاهرات الجمعة، احتمالات بعدم الاستقرار. وتقول داليا غانم، وهي باحثة مقيمة في مركز كارنيجي للشرق الأوسط، الذي تركز أبحاثه على الجزائر: "إذا ازدادت المظاهرات، فستأتي نقطة يمكن للحكومة أن ترد فيها بعنف".

ويرى الكاتب، أن المتظاهرين يأملون أن تجبر احتجاجاتهم شقيق بوتفليقة، سعيد، والجنرال أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري على تغيير موقفهم من الرئيس، وتقول غانم: "إن هذا أمر ممكن، ففي نقطة معينة، سيضحون بمرشحهم مقابل حفظ الاستقرار والسُلطة".

لكن محللون آخرون يشككون في ذلك، مشيرين إلى أنه لم يتم الاتفاق على أي مرشح آخر يكون بديلًا لبوتفليقة، ورغم مرض بوتيفليقة الطويل، بدا الجنرال صالح متشائمًا، وقال في التلفزيون إن الاحتجاجات "تدفع باتجاه المجهول"، ووصف المظاهرات بأنها "استهزاء بالديمقراطية"، رافضًا مطالب المتظاهرين وقال إنها "مشكوك فيها".

ويرى الكاتب، أن الأوروبيين سيودون تقديم المساعدات للجزائر، ويقول جوناثان هيل، أستاذ العلاقات الدولية ومدير معهد دراسات الشرق الأوسط في كينجز كوليدج بلندن: "سيأخذ الاتحاد الأوروبي دوره من فرنسا، التي ستدعم أن يكون النظام هو المسيطر على عملية نقل السلطة"، لكن متحدثًا باسم الحكومة الفرنسية قال: "نريد إجراء هذه الانتخابات في أفضل الظروف الممكنة، وأن تكون لها الشفافية الكاملة".

وأشار الكاتب، إلى أن هذا دليل على أن نفوذ فرنسا محدود، وكسب ماكرون بعض النقاط عندما زار الجزائر العام الماضي، واعترف بالفظائع الفرنسية خلال حرب الاستقلال الجزائرية واعتذر عنها. لكن النخبة الحاكمة الجزائرية تريد الحفاظ على استقلاليتها بعيدًا عن التأثيرات الخارجية.

واختتم الكاتب مقاله قائلًا: "الآن، سيكون المسار الذي تتبعه أوروبا، أن تمضي المظاهرات بسلام".

فيديو قد يعجبك: