إعلان

"وسط مخاوف من حمام دم جديد".. الجيش السوري يقاتل آخر فلول المعارضة في إدلب

10:38 ص الأربعاء 13 مارس 2019

الجيش السوري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

بنيما يشتد القتال في أراضي الشام للسيطرة على آخر معاقل تنظيم داعش بالقرب من بلدة الباغوز شرقي سوريا، يتصاعد العنف في مكان آخر جنوب غربي البلاد (إدلب) إثر اشتباكات بين إرهابيين على صلة بتنظيم القاعدة وقوات الحكومة السورية.

العنف في (إدلب) ينذر بالخطر ويهدد بخرق الهدنة التي توصلت إليها تركيا وروسيا العام الماضي، والتي أدت إلى تفادي هجوم دموي من قبل الحكومة لاستعادة المحافظة التي تعد آخر معقل رئيسي للمتمردين في سوريا. ويثير التصعيد الأخير المخاوف مرة أخرى من هجوم كبير تشنه قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

وتقول وكالة "أسوشيتدبرس" في تقرير الثلاثاء، إن إدلب كانت تحت سيطرة قوات المعارضة منذ سنوات، حتى في الوقت الذي نجحت فيه قوات الأسد في استعادة السيطرة على معاقل المعارضة واحدًا تلو الآخر، وأصبحت إدلب الآن موطنًا لما يقرب من 3 ملايين شخص أغلبهم نازحين من مناطق أخرى كانت تحت سيطرة المعارضة في وقتٍ ما.

وأضافت الوكالة الأمريكية، أنه في وقت سابق من العام الجاري سيطرت ميليشيا مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي على المحافظة، وطردت الفصائل الأخرى بعد اشتباكات مع مقاتلي قوات المعارضة التي تدعمها تركيا.

وأشارت الوكالة، إلى أنه منذ ذلك الوقت كثفت القوات الحكومية السورية غاراتها الجوية وقصفها على بلدات إدلب. ومنذ منتصف فبراير، تم تشريد حوالي 100 ألف شخص جراء القصف الحكومي، وتوغلوا إلى قرى داخل أراضي المحافظة يسيطر عليها المتمردون، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن حوالي 140 شخصًا، من بينهم 69 مدنيًا، لقوا مصرعهم.

وتقول الوكالة، إن العنف المتصاعد في إدلب يشير إلى أن الحرب الأهلية التي دامت حوالي 8 سنوات في سوريا، لا تزال لديها القدرة على أن تصبح حمام دماء مرة أخرى.

وانصب تركيز الولايات المتحدة والدول الأخرى في الفترة الأخيرة على هزيمة تنظيم داعش، الذي كان ذات يوم مسيطرًا على شرق وشمال سوريا، وهدأ الصراع بين الأسد وخصومه في الأشهر الأخيرة، بعد انتصارات الحكومة والهدنة. لكن جذور الصراع لا تزال قائمة.

من ناحية أخرى، زادت هيئة تحرير الشام التابعة لتنظيم القاعدة من هجماتها أيضًا، وهذا -كما يقولون- ردًا على القصف العنيف الذي تقوم به الحكومة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، هاجم أفراد تابعون لهيئة تحرير الشام، عدة مواقع وتمركزات للجيش السوري على أطراف إدلب، وقتلوا ما يقرب من 24 شخصًا في أحد أكبر الهجمات ضد الحكومة السورية منذ التوصل للهدنة في سبتمبر الماضي. وأدى هذا الهجوم لرد فعل عنيف تمثل في عدة ساعات من القصف والقتال شهدتها إدلب وخلفت عشرات القتلى والمصابين.

بعد ذلك، حذرت وزارة الخارجية السورية، من أن الجيش "مستعد بشكل كامل" للتعامل مع الانتهاكات المتكررة للهدنة.

وأعرب نائب المبعوث الأمريكي في الأمم المتحدة، جوناثان كوهين، الشهر الماضي عن قلق الولايات المتحدة من زيادة الغارات الجوية التي تشنها قوات الأسد وغيرها من أعمال العنف في إدلب، وقال في إشارة إلى سيطرة جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة على المنطقة: "لا يمكن استخدام الإرهاب كذريعة لاستهداف المدنيين".

وأضاف كوهين، أن "أي عملية عسكرية كبرى في إدلب ستكون تصعيدًا طائشًا للنزاع وستؤدي إلى كارثة إنسانية تتجاوز ما شهدناه".

وتقول الوكالة، إن الهدف الرئيسي المباشر من العمليات الحكومية هو فتح الطرق السريعة الرئيسية التي تمر عبر إدلب بالقوة، وهما الطريق السريع M5 الذي يربط جنوب وشمال سوريا، والطريق السريع M4 الذي يربط مدينة اللاذقية الساحلية مع مدينة حلب الشمالية، وذلك بحسب تصريحات أكرم اللبان، وهو ناشط معارض سوري مقيم في تركيا ويرأس مجموعة مراقبة تسمى مركز الصحافة السوري.

وأضافت الوكالة، أن المدن التي تستهدفها قوات الحكومة السورية بالقصف تكون عادة، خان شيخون، سراقب، ومعرة النعمان، والتي تتحكم في الطريق السريع M5.

أحد قادة هيئة تحرير الشام، والمعروف باسم أبو خالد الشامي، أصدر بيانًا الأربعاء الماضي، أعرب فيه عن اعتزازه بقتل جنود الحكومة، وتعهد بمزيد من الهجمات، وقال: "هيئة تحرير الشام ستنتقم بقوة إذا ما حاولت قوات النظام التقدم نحو المناطق المحررة".

وأعلنت تركيا الجمعة الماضية، أن أنقرة وموسكو ستبدأن دوريات مشتركة في المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، على الرغم من استمرار العنف بوجود الدوريات.

وبحسب رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، يبدو أن هناك انشقاقات بين قائدة هيئة تحرير الشام، فعلى جانب يوجد قائدها أبو محمد الجولاني الذي صنع علاقات قوية مع تركيا، وفي الجانب الآخر، القائد المصري أبو اليقظان الذي يمثل المجموعة المتشددة في التنظيم ويعارض دور تركيا، وفي فبراير انشق أبو اليقظان عن التنظيم مع بعض المتشددين الآخرين.

وكانت سوريا قد تعهدت عدة مرات بأن قواتها ستسيطر في النهاية على الدولة كاملة، وقال المبعوث السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري: إن "الحكومة مصممة أكثر من أي وقت مضى على استعادة السيطرة على أراضيها، وتحريرها من الإرهاب والوجود الأجنبي غير الشرعي".

فيديو قد يعجبك: