إعلان

"تايم": ترامب خسر أكثر من الإغلاق الحكومي في معركته الأولى مع بيلوسي

09:37 م الأحد 27 يناير 2019

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبدالخالق:

نشرت مجلة "تايم" الأمريكية، تقريرًا حول خسائر الرئيس دونالد ترامب من إنهاء الإغلاق الحكومي وإعادة فتح الحكومة الأمريكية.

ويقول التقرير في بدايته: "إن ترامب خسر في أول معركة في حربه الطويلة ضد رئيسة مجلس النواب الجديدة الديمقراطية نانسي بيلوسي، وهي المعركة التي كان يتعلق بها مصير الإصلاحات الخاصة بالمهاجرين، وأمن الحدود ونفقات الحكومة خلال فترة رئاسة ترامب".

وتضيف المجلة، أن ترامب تراجع عن مطالبه بتوفير 5.7 مليار دولار لبناء جدار حدودي مقابل إعادة فتح الحكومة، ووافق على قانون مؤقت يسمح بإنهاء الإغلاق الحكومي دون توفير أموال لبناء الجدار، ولكن لمدة 3 أسابيع فقط تنتهي في 15 فبراير المقبل.

وبحسب المجلة، فإن هذا التراجع قد يكون له آثار أخرى تتعدى الجدال حول الجدار الحدودي، مما يضع نموذجًا لأي مواجهة مستقبلية بين الرئيس ترامب ونانسي بيلوسي، مثل الرعاية الصحية والبنية التحتية والهجرة.

ورأت المجلة أن ترامب خسر وتراجع عن موقفه بعد استخدامه لكل الأسلحة في جعبته، مثل التهديد باستخدام حق النقض (فيتو)، والتغريدات العنيفة، خطاب تلفزيوني من المكتب البيضاوي، وزيارة إلى الحدود، الانسحاب من المفاوضات مع الديمقراطيين، ولكن كل هذا لم يجدِ نفعًا.

صورة 2

وقال ترامب يوم الجمعة الماضية من حديقة الورود بالبيت الأبيض: "لقد توصلنا لاتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي وإعادة فتح الحكومة، وبعد 36 يومًا من الجدل والحوار، واستمعت لكثير من الديمقراطيين والجمهوريين وأرى أنهم على استعداد لوضع الأحزاب جانبًا ووضع أمن الشعب الأمريكي أولًا".

وبعد خطاب ترامب، كانت بيلوسي ونشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، حريصان على عدم السخرية من الرئيس، وبدلًا من ذلك أعلنا أن هذا القرار (بإنهاء الإغلاق الحكومي) لمصلحة العمال الفيدراليين، وقالت بيلوسي: "من المؤسف أن الأمر استغرق كل هذا الوقت للتوصل إلى حل.

ولكن، بحسب المجلة، فإن بالنسبة للديمقراطيين والجمهوريين، ترامب خسر في أول مواجهة كبرى بينه وبين الديمقراطيين.

قبل الإغلاق الحكومي، كان ترامب يرى أن الشعب يقف إلى جانبه، ولكن أرقام الاستطلاعات تظهر أن أغلبية الأمريكيين يعارضون بناء الجدار والإغلاق الحكومي، ودخل في نقاش حاد مع بيلوسي حول "خطاب حالة الاتحاد" والذي تفوقت فيه بيلوسي، وكان يرى أن الجمهوريين يقفون جنبًا إلى جنب ولكن صوت 5 أو 6 جمهوريين ضد قرار يتعلق بالجمهوريين يوم الخميس، كما أنه تعهد أكثر من مرة بعدم التراجع عن تمويل الجدار، ولكن كان هذا ما فعله في النهاية.

وبغض النظر عن ما ظهر خلال مؤتمر حديقة الورود الجمعة، فإن مؤيدي ترامب حتى يرون حقيقة الوضع الذي أصبح فيه الرئيس الآن.

ويقول دان كاي إيبرهارت، أحد المتبرعين الجمهوريين، إن ترامب لا يتعلم من أخطائه، ويقوم بحركات كبيرة ومتهورة، وفي بعض الأحيان يُكتب لهذه الحركات النجاح، ولكن إغلاق الحكومة الفيدرالية بسبب الجدار الحدودي كان حركة غير ناجحة على الإطلاق.

وهذا ما اتفق عليه الديمقراطيون، حيث قال أحد المساعدين الديمقراطيين: "هذا بلا شك أقرب شيء إلى استسلام كامل دون مشروط".

وبعيدًا عن الجمهور العام، فإن الصراع بين ترامب وبيلوسي امتد تأثيره إلى ما خلف الجدار بالنسبة لقاعدة ترامب العريضة من المؤيدين، وبحسب استطلاع لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، كان العديد من الذين استطلعت آرائهم مهتمين أكثر بالإغلاق الحكومي بشكل أكبر من أمن الحدود. وقال 75% منهم إنهم يرون الإغلاق الحكومي حالة طوارئ أو مشكلة كبرى، فيما رأى 59% الشيء نفسه عن أمن الحدود.

ووجد نفس الاستطلاع أرقام قبول ترامب عند أدنى أو بالقرب من المستويات القياسية وذلك في أجزاء حيوية من قاعدة جماهيره الأساسية. وأظهر الاستطلاع أيضًا انخفاض أرقام قبول ترامب 10 نقاط بين النساء الجمهوريات (إلى 83٪)، وانخفض 7 نقاط بين المسيحيين الإنجيليين البيض (إلى 71 ٪).

صورة 3

وتأثرت أرقام قبول ترامب أيضًا بسبب أمن الحدود، وهي نفس القضية التي بدأ الإغلاق الحكومي بسببها، حيث توصل استطلاع أجراه مركز "كوينيبياك" في الفترة من 9 حتى 13 يناير، إلى أن الناخبين الأمريكيين يثقون بالديمقراطيين في الكونجرس أكثر من ترامب بشأن أمن الحدود، وذلك بنسبة 49% إلى 45%.

وفي الوقت الذي أضر فيه الإغلاق الحكومي بناخبي ترامب في الوقت الذي تبدأ فيه الاستعدادات لحملة 2020، فهي أضعفت موقفه التفاوضي أيضًا، في الوقت الذي يبدأ فيه عامين كاملين من المواجهات مع بيلوسي. وحدد رؤساء اللجان الديمقراطية في مجلس النواب بالفعل نهجًا عدوانيًا للتحقيق مع الرئيس في كل شيء بداية من صفقاته التجارية القديمة إلى الطريقة التي منحت إدارته التصاريح الأمنية بها.

وأوضحت المجلة، أن الرئيس الأمريكي قد يواجه حاليًا طلبات بعرض وثائق ومذكرات استدعاء وجلسات الاستماع بمجلس الشيوخ وربما حتى إجراءات عزل، وتعرض ترامب لانقسامات داخل حزبه الجمهوري.

على الجانب الآخر، رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، أصبحت في موقف أقوى بكثير بعد إنهاء الإغلاق الحكومي، فبعد أن جادل الكثيرون في مدى قدرتها على الحكم الصحيح على الأمور، اتضح بعد انتهاء الإغلاق الحكومي أنها كانت على حق وأنها تستحق منصبها.

كواليس إنهاء الإغلاق الحكومي

الخميس الماضي، صوت مجلس الشيوخ على مشروعي قرارين لإنهاء الإغلاق الحكومي، تقدم الرئيس بأحدهما والديمقراطيون بالآخر، وعلى الرغم من عدم تمرير أي من المشروعين، إلا أن التصويت نفسه أظهر إلى أي مدى يدعم مجلس الشيوخ ترامب، حيث حصد المشروع الذي تقدم به الرئيس أصواتًا أقل من المشروع الذي تقدم به الديقمراطيون، والذي كان يقضي بإعادة فتح الحكومة بدون تمويل الجدار الذي يطلبه ترامب.

صورة 1

بعد التصويت وفشل المشروعين، استدعى ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر إلى مكتبه، وعرض عليه -بحسب تصريحات مسؤول ديمقراطي بارز رفض ذكر اسمه- صفقة لإنهاء الإغلاق الحكومي مقابل تمرير جزء من تكلفة بناء الجدار، ولكن شومر رفض وقال إن الديمقراطيين لن يقبلوا بأي تمويل للجدار، وعرض خطة تتفق بشكل كبير مع إعلان ترامب يوم الجمعة، والتي عرضها ماكونيل على ترامب في البيت الأبيض.

ماكونيل، بعد إعلان ترامب، قال: "الطريقة الوحيدة التي سيحصل بها موظفو الحكومة الفيدرالية على الأمن بعد الأسابيع الثلاثة المقبلة، هي بتوقف الديمقراطيين عن الألعاب الحزبية، وأن يصبحوا جادّين في التفاوض مع الرئيس للتوصل إلى تسوية طويلة الأمد".

وعلى الرغم من أنه من الواضح أن هناك شيء ما كان يجري على قدم وساق قبل إعلان ترامب، ظل ماكونيل وشومر صامتين، وقالا للصحفيين فقط بأنهم "كانوا يتحدثون".

ووقع ترامب الجمعة على قانون ينص على استئناف عمل الحكومة الأمريكية لمدة 3 أسابيع تنتهي يوم 15 فبراير.

 

فيديو قد يعجبك: