"ذا أتلانتك": هل تتدخل الولايات المتحدة عسكريًا في فنزويلا؟
كتب - هشام عبد الخالق:
نشرت مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية، تقريرًا اليوم الخميس، حول تداعيات إعلان الرئيس دونالد ترامب، للمهندس خوان جاويدو زعيمًا شرعيًا لفنزويلا.
وقالت المجلة الأمريكية، في مستهل تقريرها: "تأتي حركة واشنطن كآخر خطوة في سلسلة من التصعيدات ضد نظام نيكولاس مادورو، ولم تكن الولايات المتحدة وحيدة في هذا التصرف، حيث اعترفت كندا وعدة دول من أمريكا اللاتينية بجاويدو رئيسًا، وجاويدو نفسه أدى اليمين الدستورية رئيسًا مؤقتًا للبلاد في الوقت الذي يتظاهر فيه مئات الآلاف ضد حكم مادورو".
وأشارت المجلة إلى أن إعلان واشنطن جاويدو رئيسًا للبلاد، يضع إدارة ترامب في مأزق، وهو ما قد يحدث إذا اعتقل النظام الفنزويلي جاويدو وقمع المظاهرات؟ وأيضًا كيف ستعبر الإدارة عن دعمها لجاويدو؟ وكيف سيتعامع المجتمع الدولي مع طرفي النزاع في كاراكاس (العاصمة الفنزويلية)؟
وأعلن مادورو أمس الأربعاء قطع جميع العلاقات مع الولايات المتحدة، وأمهل الدبلوماسيين الأمريكيين فرصة 72 ساعة لمغادرة البلاد، ولكن رد وزير الخارجية مايك بومبيو على تويتر، وقال إن واشنطن لا ترى أن مادورو لا يملك السلطة الشرعية لفعل ذلك.
وترى المجلة أن هذا التصعيد قد يؤدي لخيار من اثنين: إما بقاء مادورو في السلطة وإضعاف جاويدو، أو مواجهة متصاعدة بين واشنطن وفنزويلا وتساؤل واشنطن عما قد يحدث لاحقًا.
كانت واشنطن سريعة في استخدام الكلمات لمهاجمة مادورو، لكنها لم توفر دليلًا على ما قد تقوم به بعد ذلك، وقال مسؤول كبير بالإدارة للصحفيين -رفض ذكر اسمه-: "إذا اختار نظام مادورو طريق العنف وسعى إلى اغتصاب النظام الدستوري والديمقراطية، فلنكن واضحين.. ليس لديهم مستقبل. ولن يكون لديهم مصدر رزق. وبالتالي، فإن أيامهم ستكون معدودة".
ترامب نفسه قال للصحفيين: "نحن لا نفكر في شيء الآن، ولكن كل الخيارات مطروحة على الطاولة".
ولكن، بحسب المجلة، فإن الولايات المتحدة لا تفكر حاليًا في اتخاذ رد فعل عسكري في فنزويلا، خاصة أن ترامب أعلن سحب القوات العسكرية من سوريا الشهر الماضي فقط، وفيما يبدو أن الولايات المتحدة ستلتزم في الوقت الحالي بفرض العقوبات ووسائل المعاقبة الدبلوماسية فقط.
باتريك دودي، الذي عمل سفيرًا للولايات المتحدة في فنزويلا خلال إدارتي جورج دبليو بوش وباراك أوباما، قال: إن التحدي الذي يواجهه جوايدو هو الحفاظ على قوة الدفع والاستفادة من الدعم الدولي، مضيفًا أن "على المجتمع الدولي أن يجد سبلًا لجعل وضع السيد جوايدو دائمًا وليس مجرد رمزًا".
وتابع دودي، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها التوقف عن التعامل مع مادورو، والضغط على الحلفاء لتجنب الزعيم الفنزويلي.
لا يزال مادورو مقربًا من الصين وروسيا، اللتين لديهما استثمارات كبيرة في فنزويلا، وكلاهما يدعم الرئيس الفنزويلي الذي -منذ انتخابه في 2013- أدى إلى انهيار الديمقراطية بشكل مطرد وخنق المعارضة، وقبل أسبوعين، أعلن نفسه رئيسا لفترة ثانية عقب انتخابات العام الماضي والتي وصفت على نطاق واسع بأنها مخجلة، ولكن اعترفت كلًا من موسكو وبكين بنتائج التصويت.
ويقول مويسيس ريندون، خبير بالشأن الفنزويلي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: سيتعلق الأمر كالعادة بالجيش الفنزويلي، فهو الوحيد القادر على استخدام القوة لإزاحة نيكولاس مادورو عن منصبه".
ويأتي هذا في الوقت الذي حذر فيه القائد العام للقوات المسلحة الفنزويلية، من خطر الحرب الأهلية، بسبب ما وصفها بـ "الخطة المجرمة التي تدعمها الولايات المتحدة" لإزاحة نيكولاس مادورو من منصبه.
وفي خطاب على الهواء مباشرة، اليوم الخميس، اتهم وزير الدفاع فلاديمير بادرينو، المعارضة، والولايات المتحدة والحلفاء الإقليميين مثل البرازيل، بإطلاق محاولة انقلاب ضد مادورو، والمخاطرة بجلب الفوضى للبلاد.
وقال: "الحوار هو السبيل الوحيد"، مشيرًا إلى "دعمه الكامل للرئيس نيكولاس مادورو".
فيديو قد يعجبك: