إعلان

تركي الفيصل: حاولنا إعادة "بن لادن" إلى السعودية لكنه رفض

11:45 م الجمعة 03 أغسطس 2018

تركي الفيصل مدير المخابرات السعودية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

بعد ما يقرب من 17 عامًا منذ الحادي عشر من سبتمبر، تظل عائلة أسامة بن لادن جزءًا مؤثرًا من المجتمع السعودي، وتُذكر بأحلك اللحظات في تاريخ المملكة، ونشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، حوارًا مع العائلة بعد موافقة السلطات السعودية، وكذلك مع تركي الفيصل مدير المخابرات السعودية الذي ظل في منصبه لمدة 24 عامًا.

وبحسب الصحيفة، التقى المراسل مارتن تشولوف، بتركي الفيصل، الذي كان رئيسًا للاستخبارات السعودية في الفترة من 1977 وحتى 2001، قبل تنفيذ هجمات 11 سبتمبر بـ 10 أيام فقط، في فيلته بجدة، ويقول الكاتب عن هذا: "رجل مثقف يبلغ من العمر ما يقرب 75 عامًا الآن، وأخبرني أن هناك شخصيتين لأسامة بن لادن، واحدة قبل نهاية الغزو السوفيتي لأفغانستان، والأخرى بعدها، والشخصية التي كانت قبل الغزو، كان مجاهدًا مثاليًا لم يكن محاربًا، وباعترافات بن لادن الشخصية، أثناء الغزو على موقعه فقد الوعي، وعندما استيقظ وجد أنه تم التغلب على الهجوم الذي كان يستهدف موقعه".

ومع انتقال بن لادن من أفغانستان إلى السودان، وتوتر صلته بالمملكة العربية السعودية، كان تركي الفيصل هو من تحدث معه نيابة عن المملكة في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتعرضت هذه المعاملات المباشرة لتدقيق مكثف. ويرفض أقارب 2،976 قتيلاً وأكثر من 6000 جريح في نيويورك وواشنطن - بعد 17 عامًا - الاعتقاد بأن الدولة التي صدّرت مثل هذا الشكل المحافظ من الدين ليس لها علاقة بالنتائج التي تمثلت في تفجيرات 11 سبتمبر.

وتُشير الصحيفة إلى أن سفر بن لادن إلى أفغانستان، كان بمعرفة ودعم من الدولة السعودية، التي عارضت الاحتلال السوفيتي، وقام السعوديون جنبًا إلى جنب مع أمريكا، بتسليح ودعم الجماعات التي قاتلت الغزو السوفيتي. وقتها؛ أخذ المجاهد الشاب جزءًا صغيرًا من ثروة عائلته معه، واستخدم هذا الجزء في شراء النفوذ، وعندما عاد إلى جدة، بعد الهزيمة السوفييتية، كان رجلًا مختلفًا، حسب قول تركي، الذي أضاف: "لقد طور موقفًا سياسيًا أكثر منذ عام 1990، وأراد طرد الشيوعيين والماركسيين اليمنيين الجنوبيين من اليمن، واستقبلته وأخبرته أنه من الأفضل ألا يتورط في هذا، حيث كانت مساجد جدة تستخدم المثال الأفغاني"، وحسب الصحيفة، كان تركي يعني: "القراءة المحددة بدقة للدين، والذي اعتنقته طالبان، وكان يحرض المصليين السعوديين، وقيل له أن يتوقف".

ويكمل تركي الفيصل: "كان وجه بن لادن عابسًا، لم يكن يبتسم أبدًا، وفي 1992 و1993 كان هناك اجتماع ضخم في بيشاور نظمته حكومة نواز شريف"، وتلقى بن لادن في هذه المرحلة مأوى من زعماء القبائل الأفغان، وتابع تركي: "كانت هناك دعوة للتضامن الإسلامي، لإجبار قادة العالم الإسلامي على التوقف عن مناحرة بعضهم البعض، ورأيته هناك أيضًا، لكننا لم نتحدث، لم يعد إلى المملكة".

وازدادت دعوة بن لادن أثناء نفيه خارج السعودية، ويتابع تركي: "قام بإرسال رسائل الفاكس للجميع، كان حاسمًا جدًا، وكانت هناك جهود من قِبل العائلة لإقناعه بالعودة ولكنهم لم ينجحوا، وكان السبب في هذا - في الغالب - شعوره أن الحكومة لم تأخذه على محمل الجد".

بحلول عام 1996، عاد بن لادن إلى أفغانستان، ويقول تركي إن "المملكة عرفت أن لديه مشكلة وأرادت منه أن يعود، ولكنه ذهب إلى قندهار للقاء رئيس حركة طالبان الملا عمر الذي أوضح: "أنا لا أكره تسليمه للسعودية، لكنه كان مفيدًا جدًا للشعب الأفغاني، وأضاف الملا عمر "تم منح بن لادن ملجئًا وفقًا لتعاليم الإسلام".

بعد عامين، في سبتمبر 1998، ذهب تركي مرة أخرى إلى أفغانستان، ولكن تم صده بقوة هذه المرة، ويقول عن عمر: "في ذلك الاجتماع ، كان شخصًا آخر.. أكثر تحفظًا، يتعرق بغزارة. وبدلًا من أن يتحدث بلهجة معقولة، قال الملا عمر: "كيف يمكنك أن تضطهد هذا الرجل الجدير بالاهتمام الذي كرس حياته لمساعدة المسلمين؟" وقال تركي إنه حذر عمر من أن ما يفعله من شأنه أن يضر الشعب الأفغاني، ثم غادر.

في العام التالي، زارت العائلة قندهار، وجاءت بعد ضربة أمريكية صاروخية على أحد مجمعات بن لادن - والتي تمت ردًا على هجمات القاعدة على السفارات الأمريكية في تنزانيا وكينيا - ويبدو أن حاشية العائلة لم تجد صعوبة تذكر في العثور على رجلهم، في الوقت الذي لم تستطع شبكات المخابرات السعودية والغربية ذلك.

وتقول الصحيفة، وفقًا لمسؤولين في الرياض ولندن وواشنطن، فقد أصبح بن لادن آنذاك الهدف الأول لقوى مكافحة الإرهاب، وكان عازمًا على استخدام المواطنين السعوديين في شق إسفين بين الحضارات الشرقية والغربية، وقال ضابط مخابرات بريطاني للكاتب: "لا شك في أنه اختار المواطن السعودي عن عمد أثناء التخطيط لعملية 11 سبتمبر، كان مقتنعا بأنه سوف يجعل الغرب يتحول ضد بلده الأم (السعودية)، ونجح بالفعل في التحريض على الحرب، لكنها لم تكن على نفس المستوى الذي كان يتوقعه".

ويزعم تركي - بحسب الصحيفة - أنه في الأشهر السابقة على هجمات 11 سبتمبر 2001، أن الاستخبارات السعودية كانت على علم بأن هناك مشكلة يتم التخطيط لها، ويقول عن ذلك: "في صيف عام 2001، تلقيت تحذيرًا حول شيء على وشك أن يحدث للأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين والعرب، لم نكن نعرف أين، لكننا كنا نعلم أن هناك شيئًا ما يتم تحضيره".​

فيديو قد يعجبك: