إعلان

"محادثات السويد" .. هل تشهد الأزمة اليمنية انفراجة قريبة؟

05:11 م الخميس 06 ديسمبر 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

للمرة الأولى منذ عام 2016؛ انطلقت المحادثات اليمنية، اليوم الخميس، بين وفد عن الحكومة، وممثلين عن جماعة أنصار الله "الحوثيين"، في السويد، برعاية الأمم المتحدة، وسط حالة من الإحباط بحدوث انفراجة في الأزمة المُستمرة منذ عام 2015.

وتجرى المحادثات في قلعة جوهانسبيرغ التي أعيد ترميمها خارج ستوكهولم، وسط حضور مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، وتشديدات أمنية واسعة لمقر الاجتماع.

وقال مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، إنه تم الاتفاق على تبادل الأسرى والمعتقلين بين الطرفين المتنازعين في اليمن، مشيرا إلى أن المحادثات تبعث الأمل بخصوص التوصل لحل سياسي.

وقدم شكره للسعودية والتحالف العربي على الدعم الذي قدماه لتسهيل مفاوضات السلام، مؤكدا على أنه سيتم العمل خلال الأيام القادمة على التوصل لاتفاق يخفف معاناة اليمنيين.

ونجح جريفيث في تحقيق بعض إجراءات لبناء الثقة وإطلاق المحادثات في السويد، قبيل المحادثات التي ستركز على سبل الاتفاق وتحديد خطوات أخرى لبناء الثقة وتشكيل هيئة حكم انتقالية في اليمن.

وسبق أن رتب وسطاء سابقون من الأمم المتحدة سلسلة من مساعي السلام الفاشلة منذ تدخل تحالف تقوده السعودية في اليمن عام 2015 لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا، التي أطاحت بها حركة الحوثي المتحالفة مع إيران من العاصمة صنعاء في 2014.

وقد تسبب الارتياب الشديد لدى كل الأطراف في صعوبة بدء عملية سياسية لتسوية النزاع الذي أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى ودفع بالملايين إلى حافة المجاعة والمرض.

وكتب جريفيث في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن المحادثات تقدم "بصيص أمل" وقال إن الاجتماع سيعلن عن اتفاق رسمي على تبادل للأسرى.

وأضاف "لم يحدث من قبل مثل هذا الحث الدولي الواضح على أن تتوصل الأطراف المتحاربة في اليمن إلى حل".

وتابع "لكن من سيجلسون حول الطاولة في بقعة هادئة نائية بالسويد هم فقط من يمكنهم تحقيق هذه الآمال. من أجل أطفال اليمن نأمل أن يتوصلوا لشيء".

وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أنّ الأزمة الإنسانية في اليمن ستتفاقم في 2019، محذرة من أن عدد المحتاجين إلى مساعدات غذائية سيرتفع بنحو أربعة ملايين شخص.

وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 80% من سكان اليمن البالغ عددهم الإجمالي حوالي 24 مليون نسمة "بحاجة الآن إلى شكل من أشكال الرعاية والمساعدة الإنسانية".

أزمة الحُديدة

تُعتبر أزمة ميناء الحُديدة الذي يُسيطر عليه الحوثيين، ضمن أهم الأزمات المطروحة على طاولة النقاض بين الطرفين، ويسعى المبعوث للاتفاق على إعادة فتح مطار صنعاء وضمان هدنة في الحُديدة.

وقد يؤدي ذلك إلى وقف أوسع لإطلاق النار وتوقف الغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي، والتي يقال إن آلاف المدنيين قتلوا فيها وكذلك توقف الهجمات الصاروخية التي يشنها مقاتلو الحوثي على مدن سعودية.

وطالبت الحكومة اليمنية، اليوم، بانسحاب كامل للحوثيين من ميناء الحُديدة، وذلك قبل ساعتين من بدء المحادثات.

ونقلت وزارة الخارجية اليمنية عن وزير الخارجية خالد اليماني، الذى يرأس وفد بلاده الى المحادثات حول النزاع اليمنى، في تغريدة على موقع "تويتر"، أنه "طالب بخروج الحوثيين من الساحل الغربي بالكامل، وتسليم المنطقة للحكومة الشرعية"، في إشارة إلى مدينة الحديدة ومينائها الذى يشكل شريان حياة رئيسيا لملايين اليمنيين.

وفى نفس الوقت، هدد الحوثيين بإغلاق مطار صنعاء أمام طائرات الأمم المتحدة في حال عدم توصل المحادثات إلى قرار بفتح المطار أمام الطيران المدني.

وكتب الحوثي في تغريدة على موقع "تويتر"، "إذا لم يتم فتح مطار العاصمة اليمنية للشعب اليمني في مشاورات جولة السويد، فأدعو المجلس السياسي والحكومة إلى إغلاق المطار أمام جميع الطيران".

تقدم مشروط

من جانبها؛ رأت محللة الأمن القومي لدىCNN، سامانثا فينوجراد، أن المحادثات اليمنية في السويد "لن تصل إلى أي مكان" إلا إذا "قام السعوديون والإيرانيون على الاتفاق فيما بينهم على هدنة لوقف إطلاق النار أو لإجراء مباحثات أو نقاشات".

وشددت فينوجراد خلال لقاء مع CNN على أهمية "أخذ الظروف التي تغيرت بعين الاعتبار، إذ تحتدم الحرب في اليمن ويموت الأطفال وينزح الناس والمجاعة على وشك أن تحدث"، مضيفة: "السعوديون تحت المزيد من الضغط للتوصل إلى اتفاق اليوم مقارنة بالحال قبل 3 أشهر أي قبل مقتل جمال خاشقجي".

وفي شهر سبتمبر الماضي، فشلت محاولة لعقد جولة مفاوضات برعاية الأمم المتحدة، بعدما رفضت مليشيات الحوثي في اللحظة الأخيرة التوجه الى جنيف من دون الحصول على ضمانات بالعودة سريعاً إلى صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، وإجلاء مصابين من صفوفهم إلى سلطنة عُمان.

كما انهارت جولة سابقة من محادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية عام 2016، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق حول التشارك بالسلطة عقب 108 أيام من المفاوضات في الكويت.

وبقي ممثلون عن الحوثيين عالقين في السلطنة لثلاثة أشهر، بسبب منع التحالف بقيادة السعودية الذي يسيطر على الأجواء اليمنية عودتهم للعاصمة.

فيديو قد يعجبك: