إعلان

في 2018: كيف غير "آبي أحمد" إفريقيا؟

07:45 م الإثنين 31 ديسمبر 2018

رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

كان عام 2018 استثنائيًا بالنسبة إلى افريقيا، ولكن أبرز التأثيرات التي شهدتها القارة السمراء، بحسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، كانت أن يصبح رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، بعد أن شق طريقه عبر الخلافات والانقسامات الطائفية في إثيوبيا ليصبح أول رئيس وزراء من طائفة الأرومو يقود البلاد.

وتقول الشبكة الأمريكية في تحليل على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين، إن طائفة الأرومو، أكبر الطوائف العرقية في إثيوبيا، لم تكن من قبل في موضع قوة أو حكم، وهو ما أدى إلى مظاهرات واحتجاجات مناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد استقال على إثرها رئيس الوزراء السابق هايلي مريام ديسالين.

انضم آبي إلى منظمة أرومو الديمقراطية الشعبية عندما كان مراهقًا وظل قريبًا من قبيلته وشعبه حتى عندما أعلن فوزه في تصويت الجبهة الديمقراطية الشعبية الاثيوبية الداخلية في 27 مارس وأصبح رئيسًا للحزب الحاكم وضمن هذا الانتصار أن يصبح رئيسًا للوزراء في أبريل.

وتضيف "سي إن إن"، أنه قبل عصر آبي، كان السياسيون المتنافسون والصحفيون غير المؤيدين للحكومة إما في المنفى أو في سجون إثيوبيا، بما في ذلك سجن ماكيلاوي الشهير في أديس أبابا، حيث وقعت العديد من الانتهاكات، وكذلك الحرب التي أزهقت أرواح الكثيرين مع إريتريا، لكن تغير ذلك عندما أصبح آبي رئيسًا للوزراء.

بعد أن حلف آبي اليمين الدستورية، أصبح من الواضح أن أجندته تغيير كل ما حدث قبل ولايته، إذ أغلق سجن ماكيلاوي وأطلق سراح الصحفيين ودعى جميع المنفيين السياسيين للعودة للبلاد.

في شهر يونيو، عندما تم إطلاق سراح السجناء بناء على أوامر آبي، سأل مُشرع في البرلمان الإثيوبي رئيس الوزراء إذا كان دستوريًا إطلاق سراح الأشخاص الذين سجنوا بتهمة الإرهاب والفساد، وأجاب آبي: "إن السجن والتعذيب الذي قمنا به ليسوا دستوريين أيضًا. هل ينص الدستور على أنه يمكن تعذيب أي شخص تم الحكم عليه من قبل محكمة أو وضعه في غرفة مظلمة؟ إن التعذيب ووضع الأشخاص في غرف مظلمة هو إرهاب من جهتنا".

وكان هذا اعترافًا غير متعارف عليه في العصر الحديث من رئيس وزراء دولة إفريقية.

وتؤكد الشبكة الأمريكية، أنه تحت حكم آبي، تحولت إثيوبيا من كونها واحدة من أسوأ الدول التي تسجن الصحفيين في العالم، لخلو سجونها من الصحفيين لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن.

"سي إن إن" تحدثت مع إسكندر نيجا، أحد أوائل الصحفيين والمعارضين البارزين الذين تم إطلاق سراحهم كجزء من تعهد الحكومة بتوسيع حرية التعبير، وقال في ديسمبر: "على الرغم من مرور 100 يوم على وجود آبي في الحكم، فإن فترة شهر العسل لا تزال موجودة، ولكن سنضمن سلامتنا إذا كان لدينا نظام ديمقراطي. ولسوء الحظ، ليس لدينا إطار ديمقراطي يضمن استقلالنا".

في يوليو، انتهت الحرب الباردة مع إريتريا بعد سلسلة من اجتماعات التفاهم والدبلوماسية اللافتة للنظر، وذلك بعد وصول الزعيم الإريتري أسياس أفورقي إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وإعلان الزعيمين انتهاء الحرب العصيبة التي استمرت 20 عامًا، وهو ما أبرز الاختلاف في تحول إثيوبيا تحت قيادة آبي إلى دولة جديدة، وأعاد تعريفها كقوة إقليمية في منطقة القرن الإفريقي.

وكانت كينيا أكبر اقتصاد في شرق إفريقيا، لكن إثيوبيا تفوقت عليها في 2017. ومن المتوقع أن يصل إجمالي الناتج المحلي إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2020.

وبحسب الشبكة الأمريكية، فمن المتوقع أن يفتح آبي المجال أمام الاستثمارات الأجنبية في الشركات التي كانت تحت سيطرة الدولة في يوم من الأيام مثل الاتصالات والكهرباء وحتى شركة الطيران الوطنية.

وتخطى تأثير حكم آبي في إثيوبيا حدود الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، حيث شعرت بها كلًا من إريتريا وجيبوتي والصومال، حيث هبطت الخطوط الإثيوبية في مقديشو عاصمة الصومال لأول مرة منذ 41 عامًا، كما أن جيبوتي تجري محادثات لبحث إمكانية وصول إثيوبيا خدمات مينائها. وفكرة إحلال السلام في هذه المنطقة أمر مثير.

وتختتم "سي إن إن" تحليلها بالقول: "في عام 2019، ينتظر آبي وظيفة حقيقية واحدة وهي تعزيز مكانته كمرشح في انتخابات إثيوبيا لعام 2020".

 

 

فيديو قد يعجبك: