إعلان

"رئيس الأثرياء".. معاناة مدن الحدود تشعل احتجاجات فرنسا: نشعر هنا بالظلم

07:58 م الأحد 02 ديسمبر 2018

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن مفارقة كبيرة في المظاهرات المندلعة حاليًا في العاصمة الفرنسية، مؤكدةً أنه برغم اشتعال الأوضاع في باريس، إلا أن أنهم لا يتأثرون كثيرًا بارتفاع أسعار الوقود، على عكس المدن الصغيرة الهادئة التي تعتمد على السيارات الخاصة وحسب.

واندلعت المظاهرات وأعمال العنف في باريس، احتجاجًا على ارتفاع أسعار الوقود، ما أدى إلى إصابة العشرات من عناصر "السترات الصفراء"، والجيش الفرنسي.

لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن المدن الصغيرة الواقعة على سفوح الجبال بالقرب من الحدود السويسرية، يشعر سكانها بالغضب نتيجة أن السيارات الخاصة هي الوسيلة الوحيدة للمواصلات.

قال ماركو بافان، 55 عامًا، أحد القاطنين في المدن القريبة من سفوح الجبال، إن مدينته لا تعرف الشاحنات، أو سيارات الأجرة، ولا المترو، لافتًا إلى أن "الباريسيين"، يمكنهم استقلال وسائل نقل أخرى، وبالتالي معاناتهم من ارتفاع أسعار الوقود لا تقارن بالنسبة لهم.

وأوضحت "واشنطن بوست"، أن الناس في تلك المناطق يشعرون بالإحباط، وساخطون على الرئيس إيمانويل ماكرون لأنهم يرونه كجزء من زمرة النخبة التي لا تفهم أو تهتم بطريقة معيشتهم، أو كيف أن انهيار الصناعة التقليدية أفسد مدينتهم وقلص من إمكانياتهم.

أحد سكان تلك المناطق إيف رولت، قال إنه شارك في الاحتجاجات نهاية الأسبوع الماضي، لأنه ضاق ذرعًا لأن ماكرون لا يهتم بالفقراء في بلاده، مضيفًا: "لقد أطلقنا على ماكرون اسم رئيس الأثرياء".

واعترف ماكرون بأن السياسة الفرنسية لم تفعل الكثير لمعالجة تكاليف المعيشة في المدن الفرنسية الكبرى، بخلاف تشجيع الناس على العيش بشكل أكبر وشراء السيارات.

فيما قال المحلل السياسي الفرنسي، والكاتب الصحفي بصحيفة "لو فيجارو"، جان باتيست سيميردجيان، إن المتظاهرين أتوا من ضواحي المدن المتوسطة في فرنسا للتظاهر احتجاجًا على ارتفاع أسعار الوقود التي أقرتها الحكومة.

وأضاف "جان"، في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن التظاهرات لا تقتصر على طبقة الفقراء، فجميع طوائف الشعب من الطبقة الوسطى والأنراكيست، حضروا في شارع الإليزيه اليوم السبت، للاحتجاج.

ولفت جان باتيست إلى أن المتظاهرين يطالبون برحيل ماكرون، بعدما رفعوا لافتات مكتوب عليها بالفرنسية "ماكرون ديميسيون" أو "سقوط ماكرون"، ولن يتوقفوا حتى تتوقف زيادة الضرائب على النفط.

وأوضح أيضًا أن المظاهرات الحالية تأتي نتيجة ضعف الاقتصاد المحلي، حيث وصلت البطالة في فرنسا إلى 9.3 %، بالإضافة إلى أن القوة الشرائية للمواطنين أصبحت ضعيفة للغاية، بيد أن الأجور عادية وليست مرتفعة.

واستطرد جان سيميردجيان، قائلاً: "هذا الصباح سألت رجلاً عن سبب مشاركته بالمظاهرات، فأجابني أنه قادم من الشمال في ساعتين بالسيارة لأن ليس لديه المال لشراء هدايا عيد الميلاد"، مؤكدًا أن ذلك الشيء يكشف عما وصل إليه الشعب الفرنسي بسبب اقتصاد ضعيف.

فيما أضاف بافان نيلز، الذي يعمل كسائق: "يتعين على فرنسا أن تكون واعية للبيئة وتغيرات المناخ التي يهتم بها الرئيس كثيرًا، ولكن هذا لا يدفع ثمنه الأشخاص العاملين فقط".

واستكمل: "لماذا يضطر الصغار إلى الدفع، لكن الكلاب الكبيرة لا تدفع شيئًا؟ لدى الناس شعور بالظلم، ولا أدري كيف سينتهي هذا الأمر".

و‏نقلت قناة "العربية" عن مراسليها في فرنسا أمس، أن الحكومة أغلقت 19 محطة للمترو في العاصمة باريس مع استمرار الصدامات مع الأمن، والتى وصلت إلى منطقة دار الأوبرا إلى جانب مناطق سيادية وسياحية.

‏وأضافت أن الشرطة الفرنسية اعتقلت 194 شخصًا من المتظاهرين بجانب 92 جريحًا، بينهم 14 عنصرًا من الأمن، كما أن النيران أضرمت في عدة مبانٍ قرب قوس النصر وشارع الشانزلزيه.​

فيديو قد يعجبك: