إعلان

20 صورة ترصد "مشاهد الحرب" في باريس خلال تظاهرات "السترات الصفراء"

03:51 م الأحد 02 ديسمبر 2018

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتبت- رنا أسامة:

اشتباكات دامية شهدتها أنحاء العاصمة الفرنسية باريس، أمس السبت، في أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد منذ سنوات، بعد نحو أسبوعين على مظاهرات مماثلة تقودها حركة "السُترات الصفراء" الشعبية، تخلّلتها أعمال عنف واعتقالات وصفها الرئيس ايمانويل ماكرون بأنها "مشاهد حرب".

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، إلى اجتماع طارئ للحكومة على أعلى مستوى غداة الفوضى التي شهدتها باريس. وسيجتمع ماكرون مع رئيس الوزراء إدوار فيليب ووزير الداخلية كريستوف كاستانير و"الأجهزة المختصة" لإيجاد حل لتحرّك "يبدو أنه خرج عن السيطرة".

خلال تظاهرات أمس، نُهِبت بنوك عِدة وأضرم بعض مُحتجي "السُترات الصفراء" النار في السيارات وأشعلوا بعض العبوات في وسط باريس. وأظهرت لقطات تلفزيونية سيارات مخترقة ومحتجين يلقون بالحجارة وزجاجات المياه الفارغة والمُعلّبات تجاه رجال الأمن في الشانزليزيه، حسبما قالت صحيفة "لو باريسان" الفرنسية.

وأوقعت مشاهد الفوضى والعنف، التي تركّزت في جادة الشانزليزيه- أحد أشهر المناطق السياحية في العالم- ما لا يقل عن 133 مُصابًا، واعتُقِل 412 مُحتجًا ممن وصفتهم الشرطة بمثيري الشغب، حسبما أعلنت شرطة العاصمة في بيان، الأحد.

وأظهرت لقطات تلفزيونية الجزء الداخلي من "قوس النصر"، حيث تحطم جزء من تمثال ماريان، وهو رمز للجمهورية الفرنسية، كما كتب المحتجون على القوس، الذي يعود تاريخه للقرن الـ19، شعارات مناهضة للرأسمالية ومطالب اجتماعية ودعوات باستقالة ماكرون.

بدوره ندّد ماكرون بأعمال العنف والتخريب التي أثمرت عنها الاحتجاجات، وقال إن "مرتكبي أعمال العنف هذه لا يريدون التغيير، لا يريدون أي تحسن، إنهم يريدون الفوضى، إنهم يخونون القضايا التي يدعون خدمتها ويستغلونها. سيتم تحديد هوياتهم وسيحاسبون على أفعالهم أمام القضاء".

وقال رئيس الوزراء الفرنسي، إدرارا فيليب، للصحفيين في المقر الرئيسي لشرطة باريس مساء السبت، إن السلطات قدّرت عدد المحتجين في جادة الشانزليزيه وحولها بأكثر من ٥ آلاف شخص.

وأضاف أن "بعض الأفراد المصممين المجهزين تجمعوا صباح السبت لإثارة الاشتباكات مع الشرطة"، معربا عن صدمته من العنف قرب قوس النصر.

وبدأت احتجاجات "السُترات الصفراء" غير السياسية قبل 3 أسابيع، تنديدًا بغلاء المعيشة ورفع الحكومة الضرائب على مُشتقات البترول.

وكانت أسعار الوقود قد ارتفعت في الأسواق العالمية ثم عادت للانخفاض، لكن حكومة ماكرون رفعت ضريبة الهيدروكربون هذه السنة بقيمة 7.6 سِنت للتر الواحد للديزل و 3.9 سنت للبنزين، في إطار حملة لتشجيع استخدام السيارات تلويثًا للبيئة.

وينظر المحتجون إلى قرار فرض زيادة أخرى بقيمة 6.5 سِنت على سعر الديزل و2.9 سنت على سعر البنزين على أنه "القشّة التي قصمت ظهر البعير"، وفق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وتحاول الحكومة الفرنسية دون جدوى حتى الآن فتح حديث مع ممثلين عن حركة "السترات الصفراء"، إذ دعا رئيس الوزراء 8 ممثلين عن الحركة للقائه في مكتبه. لكن اثنين فقط حضرا.

وسُميت الحركة بهذا الاسم لارتداء المحتجين سترات صفراء عاكسة للضوء ينبغي على كل سائق سيارة ارتداؤها إذا ما تعرض لحادث وفي حالات الطوارئ، بموجب قانون فرنسي دخل حيّز التنفيذ عام 2008.

والثلاثاء الماضي، أعلن ماكرون عن آلية تسمح أن تكون الضريبة "أكثر ذكاء وليونة"؛ بحيث تُراجع قيمتها على الوقود كل ثلاثة أشهر للتوافق مع أسعار النفط، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات الشعبية.

ودعا ماكرون في حوار مُطوّل من باريس نقلته وكالة فرانس برس، إلى وضع آلية من شأنها تقديم حلول ملموسة وفقًا للمناطق الفرنسية وخصوصية كل منها، قائلًا: "يحب أن يتفاعل الجميع في وضع هذه الآلية، بما في ذلك محتجو السترات الصفراء".

وينظر وزير الداخلية الفرنسية في إمكانية فرض حالة الطوارئ على البلاد لتعزيز الأمن. وقال كريستوف كاستانير مساء السبت "لا محرمات لديّ ومستعد للنظر في كل شيء".

وكانت حالة الطوارئ فرضت بعد الاعتداءات الإرهابية في باريس في 2015. وقبل ذلك فرضت أيضا بعد الاضطرابات التي شهدتها الضواحي في نوفمبر 2005.

فيديو قد يعجبك: