إعلان

أطباء بلا حدود: جرحى غزة يواجهون خطر الإعاقة

02:33 م الخميس 29 نوفمبر 2018

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن عدد الفلسطينيين الذين يُصابوا بالعيارات النارية ذوي الإصابات الخطيرة والمُعقدة في قطاع غزة المُحاصر، يفوق قُدرة النظام الصحي على الاستجابة لها، ما يجعلهم عُرضة لخطر الالتهابات والإعاقة.

وأضافت –في بيان وصل مصراوي نسخة منه- أنه مع ارتفاع الاحتياجات المُتراكمة للجرحى الذين تلقوا إصابات بالغة في المظاهرات برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، تتكشف بالحركة البطيئة "فصول أزمة صحية في غزة".

بدأ الفلسطينيون معركتهم على السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المُحتلة، يوم 30 مارس الماضي، في "مسيرات العودة" التي لم تنته بعد، لكنها أشعلت المواجهات بين الجانبين ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات، بالإضافة إلى ما يقوم به الاحتلال من قصف على أراضيهم بزعم ضرب أهداف لحركة المُقاومة الفلسطينية؛ حماس.

وأوضحت المُنظمة الإنسانية الدولية، أن غالبية الجرحى الذين عالجتهم والبالغ عددهم 3117 مُصاب فلسطيني، في الفترة ما بين 30 مارس، و31 أكتوبر من العام الجاري، من بين إجمالي من أفادت وزارة الصحة أنهم أصيبوا بالرصاص الحي وعددهم 5866 -أصيبوا في منطقة الساق- ونتيجة لذلك يعاني نصفهم من كسور مفتوحة، وكثيرون آخرون يعانون من ضرر بالغ في الأنسجة الرخوة.

وأكدت أن هذه الإصابات حرجة وخطيرة ولا تشفى بسرعة، مضيفة "خطورتها من ناحية وعدم توفر العلاج الملائم في النظام الصحي المشلول في غزة، تعني أن خطر الالتهاب عالٍ لا سيما لمصابي الكسور المفتوحة".

تفتقر غزة حاليًا لإمكانية تشخيص التهابات العظام، إلا أن أطباء بلا حدود ومن خلال خبرتها تتوقع أن نحو 25 في المئة من مصابي الكسور لديهم التهابات، وبالتالي فمن بين نحو 3000 مصاب بكسور مفتوحة، يحتمل أن أكثر من 1000 منهم يعانون من التهابات.

وبناءً على تحليل أولي للجرحى الذين عالجهم أطباء المُنظمة في غزة، قدرت أن ما لا يقل عن 60 في المئة من إجمالي عدد الجرحى الذين عولجوا من قبل جميع مقدمي الرعاية الصحية –وعددهم 3520 شخصًا– سيحتاجون إلى المزيد من العمليات الجراحية والعلاج الفيزيائي والتأهيل..

نسبة كبيرة من هؤلاء الجرحى سيحتاجون إلى جراحة تقويمية من نوع ما كي تلتئم إصاباتهم جيدًا، إلا أن الالتهابات غير المعالجة ستحول دون ذلك، بحسب المُنظمة.

هذا العبء يفوق قدرة النظام الصحي في غزة بوضعه الحالي وبسنوات الحصار العشرة التي تركته ضعيفًا.

وقالت المُنظمة، إن عددا كبيرًا كهذا من الإصابات لا يؤثر فقط في المصابين، بل يُجهد كذلك القدرة على تقديم الرعاية الصحية في غزة، وستؤدي هذه الجروح لا سيما إذا لم تعالج إلى إعاقة مدى الحياة لدى الكثيرين، وإذا لم تتم معالجة الالتهابات فقد تكون النتيجة البتر أو حتى الموت.

وبالرغم من أن أطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات تعمل جاهدة لتقديم العلاج لهؤلاء الجرحى فإن حجم الاحتياجات يتنامى بسرعة متخطيًا ومتحديًا استمرار القُدرة على الاستجابة، كما أن الوضع يزداد سوءًا مع إصابة المزيد من الناس بالعيارات النارية "فيموت اللحم والعظم المصاب، ويزيد خطر الالتهاب"، على حد قول المُنظمة.

وأشارت المُنظمة إلى أن الاستجابة الملائمة عشرات ملايين اليوروهات، ويجب تأمين هذا التمويل على وجه السرعة.

وفي هذا السياق قالت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في فلسطين ماري إليزابيث إنجريس: "لقد زادت أطباء بلا حدود قدراتها في غزة ثلاثة أضعاف، إلا أن حجم الاحتياجات هائل؛ من عمليات جراحية وعلاج حذر بالمضادات الحيوية ورعاية تمريضية مركزة وعلاج فيزيائي وتأهيل طويلا الأمد". مؤكدة "العدد الكبير من الجرحى لَتَنُوءُ بهِ حتى أفضل أنظمة الرعاية الصحية في العالم. أما في غزة فهو يشكل ضربة قاضية".

وأضافت إنجريس: "ما هو مطلوب الآن من السلطات الإسرائيلية والفلسطينية هو أن تقوم بكل ما في وسعها لتسهيل وصول وعمل جميع مقدمي الرعاية الصحية في غزة الذين يحاولون بناء قدرات مطوَّرة للعناية بهؤلاء الجرحى؛ ومطلوب من الدول الأخرى في المنطقة وفي العالم المبادرة وتقديم التمويل وتوفير المجال في مستشفياتها التي تحوي قدرات جراحية متطورة؛ ومن السلطات في فلسطين وإسرائيل تسهيل نقل هؤلاء الجرحى إلى الخارج".

"أما البديل – أي أن يُترَك آلاف الجرحى ليداووا جراحهم بأنفسهم، وقد أصبح الكثيرون منهم معوَّقين وعالة على أسرهم – فهو أمر يعافه الضمير لا سيما عندما يكون العلاج في متناول يد عالمنا".

فيديو قد يعجبك: