إعلان

روسيا تريد إعمار حلب بعد دعم الجيش السوري في معركة السيطرة عليها

03:41 م الأربعاء 13 سبتمبر 2017

أطفال يتجمعون قرب عناصر من الشرطة العسكرية الروسية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حلب (سوريا) – (أ ف ب):
بعد سيطرة الجيش السوري على كامل مدينة حلب، أراد مفتي المحافظة محمود عكام أن يساهم أهلها في إعادة إعمار الجامع الأموي الكبير، لكن عرضاً قدمه الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف كان مغرياً الى درجة يصعب رفضه.

ويقول عكام لصحفيين شاركوا في جولة نظمها الجيش الروسي الثلاثاء في مدينة حلب وبينهم فريق وكالة فرانس برس "كان مصراً جداً، وعلى اعتبار اننا ننتمي للديانة ذاتها ويفهمنا، فقبلنا".

وتمكن الجيش السوري بدعم من حليفته روسيا من السيطرة على الأحياء الشرقية لمدينة حلب نهاية العام الماضي، بعد أربع سنوات من معارك دمرت خلالها المدينة القديمة حيث الجامع الأموي والمصنفة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) للتراث العالمي.

وتحول الجامع الأموي من معلم أثري إلى ساحة متاريس، إذ دمرت في العام 2013 مئذنته العائدة إلى القرن الحادي عشر، وتساقطت أحجاره المنقوشة وتضررت أبوابه الخشبية.

وإلى جانب كونه حليفاً وفياً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقدم الرئيس الشيشاني نفسه على أنه طرف مؤثر في العالم الإسلامي.

وأرسل قاديروف باسم والده أحمد مبلغاً قدره 14 مليون دولار لإعادة ترميم الجامع الأموي.

ويقول عكام إنهم تبلغوا أنه في حال كان المبلغ المرسل غير كاف، "سيرسلون أكثر"، منتقداً في الوقت ذاته منظمة "يونيسكو" التي لم تقم بواجبها الكامل إزاء تراث المدينة، بحسب قوله، في وقت مدّ قاديروف يده "للمساعدة في وقت صعب".

وسبق لقاديروف أن ساهم في إعادة إعمار أكبر مسجد في روسيا، لكنه تعرض لانتقادات من جريدة "نوفويا غازيتا" المعارضة التي اعتبرته التمويل "الأقل شفافية".

وكانت مدينة حلب مقسومة إلى جزئين منذ صيف العام 2014. وانتهت المعارك بإجلاء المقاتلين المعارضين من الاحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرتهم.

"بلا دعم أوروبي"

ومنذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في سبتمبر العام 2015، لعبت موسكو دوراً رئيسياً في استعادة الجيش السوري زمام المبادرة ميدانياً ومكنته من تحقيق انتصارات عدة أبرزها في مدينة حلب.

وبعد انتهاء المعارك، تبدي روسيا اليوم اهتماماً بإعادة اعمار المدينة حيث تنتشر صور ضخمة للرئيس السوري بشار الأسد.

وإذا كانت الزحمة وأبواق السيارات تسيطر على المشهد في الأحياء الغربية من المدينة، يطغى الهدوء على أحيائها الشرقية الغارقة بالدمار والخالية بمعظمها من سكانها.

ويقول محللون إن المؤسسات المالية السورية غير قادرة حاليا على تمويل إعادة الإعمار في البلاد، ومن المستبعد أن تساهم في هذه العملية دول سبق أن نادت بإسقاط الأسد.

وعما إذا كانت الدول الغربية ستساهم في إعادة إعمار حلب، يجيب نائب محافظ حلب فارس فارس أن أوروبا "أعطتنا فقط مقاتلين لقتل الشعب السوري".

ويضيف "علينا أن نعيد إعمار البلاد بأنفسنا بمساعدة الحكومة ومن دون دعم أوروبي".

وتحاول روسيا وايران، أبرز حلفاء دمشق، ملأ هذا الفراغ.

ووقعت سوريا وإيران اتفاقا الثلاثاء في طهران، ينص على "توريد خمس مجموعات غازية الى مدينة حلب" لتامين الكهرباء.

وأعلنت موسكو بدورها الاأربعاء نيتها إرسال أربعة آلاف طن من مواد ومعدات البناء إلى سوريا للمساعدة في "إعادة إعمار البنية التحتية الأساسية في المناطق المحررة من الإرهابيين".

وتتضمن تلك المساعدات الفي طن من أنابيب المياه الحديدية ومئات الكيلومترات من كابلات التوتر العالي التي يتم نقلها حاليا عبر القطار الى ميناء في جنوب روسيا تمهيدا لإيصالها إلى سوريا.

حليفة "منذ زمن"

ويتوقف مسؤولون محليون في حلب عند الدعم الذي قدمته روسيا لترميم مدرسة الفرقان وتوفيرها لوازم العودة الى المدرسة للتلاميذ.

ويقول نائب محافظ حلب حامد كينو "روسيا موجودة هنا منذ فترة طويلة"، موضحاً أن القوات الروسية تضمن سلامة قوافل المساعدات إلى حلب كما تساهم في إعادة نازحين الى بلداتهم في ريف حلب.

ويوضح "يومياً، يعود مواطنون الى تلك البلدات، بعضهم يمتلك سيارات والبعض الآخر نجد لهم حافلات لنقلهم، فيما تؤمن روسيا شاحنات من طراز +كماز+ لنقل حاجياتهم".

وبحسب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا الجنرال ايغور يمليانوف، عاد نحو 3500 شخص خلال الشهر ونصف الشهر الأخير الى بلدات استعادها الجيش السوري.

وفي أنحاء المدينة، نشرت موسكو شرطة عسكرية روسية لمنع نهب المنازل الخالية وللحفاظ على النظام.

وغالبية عناصر هذه الشرطة من الشيشان وبعضهم من منطقة القوقاز ذات الغالبية المسلمة في روسيا، وفق ضابط شيشاني.

ويضيف "لدينا الايمان ذاته"، ما يسهل التفاهم مع المواطنين.

ويرتدي عناصر الشرطة قبعات حمراء ويعلقون شارات كتب عليها "الشرطة العسكرية" باللغة الروسية، ويقودون آليات عسكرية من طراز "تايغر".

ويقول الضابط الشيشاني "عندما كنا هنا في يناير كانت هناك عمليات نهب كثيرة. لكنها توقفت الآن".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان