كاتب أمريكي يتوقع: كيف ستكون الحرب بين السعودية وإيران؟

كتبت- هدى الشيمي:

توقع مايكل نايتس، عضو مركز ليفر في واشنطن، والمتخصص العسكري والأمني في العراق وسوريا وإيران، احتدام الصراع بين الرياض وطهران في الفترة المقبلة عبر الحروب بالوكالة.

ورجح، في مقالة بمجلة فورين بوليسي الأمريكية، أن تكون الحرب المرتقبة بين البلدين مشابهة إلى حد كبير لما يحدث الآن، وأن تزداد الأمور كثافة، وفي نهاية المطاف سيقع صراع مباشر قصير وحاد بين الدولتين، ثم تغرقان مرة أخرى في الحرب بالوكالة بين الأراضي الأخرى.

وقال ناتيس: عندما طُلب مني التطرق إلى مسألة الحرب السعودية والإيرانية وكيف يجب أن تبدو، دفعتني غريزتي إلى مطالبة القارئ بأن ينظر إلى ما يحدث حوله بالفعل.

وأوضح أن المستقبل أصبح موجودا بالفعل، فالسعودية وإيران تعملان على القضاء على وكلاء بعضهما البعض، وتقتل كل منهما بشكل غير مباشر مستشاري وقوات الأخرى، في اليمن والبحرين وسوريا، والمنطقة الشرقية الشيعية في المملكة.

وذكر المحلل الأمريكي أن الحرب بالوكالة كانت الطريقة المفضلة بين السعودية وإيران على مدار سنين طويلة، مُشيرا إلى أنه منذ حرب الثمانية أعوام ضد العراق، أظهرت القيادة في طهران ترحيبا واسعا باستخدام وكلاء عنها، وتمثل ذلك في حزب الله الشيعي اللبناني، ومليشيات الشيعة العراقية، وحركة حماس الفلسطينية.

وقال نايتس إن السعودية قررت استخدام الوكلاء لتوجيه ضربات قاسية لأعدائها، بسبب عدم امتلاكها جيش قوي، وبرز ذلك خلال الحرب الأهلية اليمنية في الفترة ما بين عام 1962 وحتى عام 1970، وضد السوفيت في أفغانستان.

ووفق المحلل الأمريكي، تعمل إيران الآن على تقديم الأسلحة والصواريخ لحلفائها، فوفرت لمليشيات الحوثي في اليمن صواريخ "سي- 802"، والتي استخدمتها في شن هجمات على عدد من السفن الحربية في الإمارات. وأشار إلى أن الحوثيين ألحقوا أضرارا جسيمة بالجيش السعودي، ودمروا عشرات الدبابات الرئيسية التي توفرها الولايات المتحدة، ومدرعات أخرى باستخدام صواريخ مضادة للدبابات، قدمتها لهم طهران.

وبحسب المحلل الأمريكي، فإن أكثر ما يقلق السعودية هو اظهار حلفاء إيران في المنطقة عدم الاكتراث للخطوط الحمراء التي تضعها المملكة بينها وبين البحرين ذات الأغلبية الشيعة.

"ماذا سيحدث لاحقا؟"

ويتوقع المحلل الأمريكي أن تحاول البلدان اختبار مدى قوة الأخرى، إلا أنهما لن يطلقا العنان لنفسيهما ويتورطان في حرب مباشرة، ففي البداية ستحاول إيران إشعال فتيل العنف في البحرين، وستبذل مجهودا كبيرا في منع وصول الامدادات إليها عبر اليمن عن طريق البحر، بتعزيز قوة الحوثيين.

وفي المرحلة الثانية من الحرب، يقول نايتس إن الحرب بالوكالة في سوريا ستصبح أكثر كثافة، حيث تقرر الرياض أن تخوض الكثير من المعارك ضد طهران هناك.

ورجح نايتس أن تختبر إيران صواريخ بالقرب من الحدود السعودية، وفي لحظة ما في السنوات القادمة، يتوقع المحلل الأمريكي أن يشهد العالم حربا شرسة بين السعودية وإيران. وستكون بمثابة تنبيه للجميع.

وذكر نايتس أن كل من إيران ودول الخليج العربي أكثر قوة من حيث العتاد والمهارات العسكرية، عما كانوا عليه خلال حرب العراق وإيران، مُشيرا إلى امتلاك السعودية الآن إلى طائرات عسكرية مُتقدمة، كما أنها تستطيع بالتعاون مع حليفتها الرئيسية الإمارات تدمير كافة المرافئ الأساسية لإيران، ومحطات شحن النفط، ومناطق الصناعة الرئيسية.

وفي المقابل، قال نايتس إن إيران تستطيع أن تقذف صواريخ لا حصر لها على الساحل الخليجي، ولكن بعد يوم أو يومين من نشوب هذه الحرب، ستعلم الدولتان أن عليهما التخلي عن فكرة الصراع المباشر والعودة مرة أخرى إلى الحروب بالوكالة.