إعلان

"فيسك" و"عطوان" أذرع "بن لادن" الإعلامية في أوروبا

01:05 ص الثلاثاء 12 ديسمبر 2017

أسامة بن لادن وروبرت فيسك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - مصراوي:

مع انكشاف أسرار تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، فيما عرف بــ "وثائق أبوت آباد"، ظهر لغز جديد حيث كشفت الوثائق إستخدام زعيم القاعدة للصحافي البريطاني روبرت فيسك ، وعبدالباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي ، لتمرير رسائله الأعلامية ومخاطبة أوروبا .

ووفقا لموقع "العربية نت" أن الوثائق سجلت وقعة مثيرة للغاية وهى توجيه بن لادن أتباعه، مع اقتراب الذكرى العاشرة لهجمات سبتمبر، تكليفا بأن يرسلوا إلى عبد الباري عطوان وفيسك، باقتراب الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر، وأنها فرصة جيدة لإيضاح دوافع التنظيم لمواصلة هذه الحرب التي تعود على العالم الإسلامي بالأضرار.

بالفعل نشر روبرت فيسك في صحيفة الإندبندنت البريطانية الجمعة 2 سبتمبر 2011، مقالا مطولا تجاوز الـ 1000 كلمة، بعنوان: "لـ 10 سنوات كذبنا على أنفسنا لنتجنب توجيه السؤال الحقيقي الوحيد"(For 10 years, we've lied to ourselves to avoid asking the one real question).

زعم "فيسك" في مقاله أنه يأتي تعليقا على بعض الكتب والآراء والمقالات والتقارير الكثيرة، التي نُشرت بأنحاء العالم، حول أسرار اعتداءات الحادي عشر سبتمبر 2001، في الولايات المتحدة.

وقال بن لادن وفقا للوثائق : "كما أرى أن ترسلوا إلى عبد الباري عطوان وروبرت فيسك بأن الذكرى العاشرة لأحداث الحادي عشر ستكون قريبة، وهي حصاد عشر سنين من الحرب الضروس بين المجاهدين وأميركا، وأنتم ترفعون شعار الرأي والرأي الآخر". مضيفا أن "هذه فرصة لإيضاح دوافعنا لمواصلة الحرب التي تعود أضرارها علينا كعالم إسلامي وعلى البشرية، إذ المفترض لدى العقلاء في ظل هذه الظروف البيئية الخطيرة أن تُعاد الحقوق إلى أصحابها ويتفرغ العالم للسعي في إنقاذ البشرية، بالقيام بكل ما من شأنه أن يخفف انبعاث الغازات.. فنحن ليس أمامنا إلا خيار مواصلة القتال للدفاع عن أمتنا، والخيار لدى من يواصل العداء عليها، فهذا صراع بين حضارتين من أكبر حضارات الأرض في أوضاع مناخية خطرة ومما يساعد على استدراكها نقل الصورة الحقيقية للصراع"

واستطرد بن لادن في رسالته: "أفيدوهم (يقصد فيسك وعطوان) بأن دورهم أكبر من نقل المعلومة في الصحف، واقتراحنا بأن يقوموا بإعداد فيلم وثائقي في هذه الذكرى العاشرة، وسنزودهم بالمعلومات مقروءة ومسموعة ومرئية، على أن يفيدونا برؤيتهم، لوضع تصور للفيلم، وتسليط الضوء فيه على أن المجاهدين هم السبب الرئيسي للأزمة المالية التي تعاني منها أميركا".

الصحافي البريطااني وقاعات المطبوعات

ويبدو أن مقال الصحافي البريطاني في مقاله بالإندبندنت (2 سبتمبر 2011) كان استجابة لما جاء في رسالة بن لادن. إذ قال فيسك (في المقال): "أتحدث هنا عن المجلدات وعن المكتبات، لا، بل عن قاعات المطبوعات، التي ولدت من رحمها الجرائم الدولية ضد الإنسانية في الحادي عشر سبتمبر 2001.

برز الكثير منها نتيجة الشعور بوطنية زائفة وحب الذات، بينما أصاب الأخرى عفن ترهات عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والموساد الإسرائيلية، وقلة منهم (للأسف من العالم الإسلامي)، لدرجة الإشارة إلى القتلة بأنهم صبية، ولكنها كلها تقريبا تتحاشى شيئا واحدا، يبحث عنه أي شرطي بعد اكتشاف جريمة في الشارع: ألا وهو الدافع".

أضاف "فيسك" في المقال: "وهكذا فإنني أسأل نفسي لماذا بعد عشر سنوات من الحروب هناك مئات الآلاف من القتلى الأبرياء، والأكاذيب والنفاق والخيانات والتعذيب السادي على أيدي الأميركيين، وطالبان، فيما رجالنا في المخابرات المحلية قد وصل إلى سمعهم، وأدركوا، وربما شاهدوا من دون أن ينتابهم شعور سريع بالغضب. هل أمكننا أن نكتم الكلمة في أنفسنا والعالم بمشاعر الخوف لدينا؟ ألا نزال غير قادرين على أن نتفوه بالأسئلة الثلاثة التالية: يقول الذين ارتكبوا جريمة الحادي عشر من أيلول إنهم مسلمون، وإنهم قدموا من مكان يطلق عليه اسم الشرق الأوسط، ما هي المشكلة في تلك المنطقة؟"

واختتم "فيسك" مقاله: "نحن لم نقل الحقيقة بعد عن الجريمة، التي يفترض الاعتقاد لدينا بأنها غيرت العالم إلى الأبد. لكنني، وبعد مشاهدتي أوباما على ركبتيه أمام نتنياهو في مايو الماضي، لا أشعر بالدهشة، وعندما يرغم رئيس الوزراء الإسرائيلي حتى الكونجرس الأميركي على التذلل له، فإن الشعب الأميركي لن يتلقى الجواب عن أكثر الأسئلة حساسية وأهمية بشأن 11 سبتمبر ولماذا؟".

ووفقا لموقع "العربية" ظهر حرص بن لادن على متابعة ما يكتبه ويدونه روبرت فيسك، الذي يتكرر ذكر اسمه، وفقا لوثائق أبوت آباد. ففي رسالة من بن لادن لأتباعه قال موجها: "حبذا أن يترجم الأخ عزام كتاب روبرت فيسك".

وتظهر الوثائق تخصيص لجان إعلامية بالتنظيم، ترصد وتحلل ما ينشر عبر وسائل الإعلام العربية والغربية من تقارير ومقالات مؤيدة وداعمة لأيديولوجيا التنظيم، وإعداد تقارير عنها لتزويد بن لادن بها.

وأظهرت إحدى الوثائق (أبوت آباد)، ترجمة لمقال آخر، لروبرت فيسك نشر في ذات صحيفة الإندبندنت في 1428هـ، جاء في أعقاب التسجيل الصوتي الذي بثته قناة الجزيرة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في ذلك الوقت.

وكان مما جاء هذا المقال لـ"فيسك"، قوله: "لقد كان بن لادن منذ أشهر قليلة يطل علينا بالتفسيرات التي تشرح أسباب الهجمات التي تنفذها حركته، وكان يقول لماذا لم يتساءل أحد عن السبب في عدم تعرض السويد لهجمات؟ ومن ثم فأنا أفترض أننا يمكن أن نخاف بالفعل من مزيد من الهجمات على الولايات المتحدة، والمزيد من الهجمات التفجيرية في فصل جديد قادم من الحرب على الإرهاب".

وأردف فيسك "المسلمون في هذه المنطقة من المرجح أنهم راغبون في بعض الديمقراطية الحقيقية التي نقول إننا نحاول تصديرها إليهم، إنهم يحبون أن يستفيدوا من حقوق الإنسان التي توجد لدينا في الغرب، لكنهم في الوقت نفسه يحبون نوعا آخر من الحرية وهي التحرر منا، ويبدو أن هذا النوع من الحرية لن نعطيه لهم ومن ثم فإن الحرب مستمرة، والأشرطة الصوتية ستتواصل والتهديدات الأكثر ستظهر والموت سيستمر".

وفي الختام كان مثيرا للمفارقة أن يشيد بن لادن، حسب وثائق أبوت آباد، بروبرت فيسك ، وهو الذي دأب على جعل القاعدة وبن لادن منتجا سعوديا - وهابيا خالصا.

إذ وبحسب سؤال طرحه فيسك في مقال له هو: هل يمكن أن تصبح إيران القوية شرطي الولايات المتحدة في الخليج؟.

وقال فيسك "إن إيران ستبرز كقوة في الشرق الأوسط بموافقتها على الحد من طموحها النووي. ورغم أن الحرس الثوري الإيراني قد يحاول عرقلة الاتفاق، أو أن تقوم إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن الاتفاق المبدئي الذي عقدته إيران يمكن أن يجعلها قوة عظمى في المنطقة، كما كانت أيام الشاه".

واختتم فيسك قائلا: "آنذاك ستعيد الولايات المتحدة تقييم علاقاتها مع السعوديين، الذين أنتجوا للعالم أسامة بن لادن و15 من بين 19، قاموا بالهجوم على برجي التجارة في 11 سبتمبر".

فيديو قد يعجبك: