إعلان

اللورد بلفور: بريطانيا لن تعتذر عن الإعلان

11:18 ص الخميس 02 نوفمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة- (مصراوي):
قال اللورد رودريك بلفور، إن "إعلان بلفور" الذي أصدره عمّ والده، اللورد آرثر بلفور عام 1917، لم يكن وعدا بأن بريطانيا ستقيم دولة لليهود في فلسطين، بل كان عبارة عن رسالة تعبّر عن التضامن مع آمال اليهود في إقامة وطن لهم، بشرط عدم المس بحقوق غير اليهود في الأرض المقدسة في فلسطين.

ودعا بلفور، في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط بمناسبة الذكرى المئوية التي تحل اليوم، إلى ضرورة النظر إلى إعلان بلفور من وجهة نظر تاريخية تأخذ في الاعتبار ظروف الحرب العالمية الأولى.

وأعرب عن رفضه للدعوات إلى إصدار بريطانيا اعتذاراً عن إعلان بلفور. قائلا: "أعتقد أن هذا ما أسميه مراجعة كلية للتاريخ. إنها عودة إلى هدم النصب التذكارية لشخصيات".

وتابع قوله: "الإعلان صدر بالطريقة التي صدر فيها، وأعتقد أن الحكومة البريطانية لم يكن في إمكانها سوى أن تصدر هذا الإعلان في ضوء الاضطهاد الواسع لليهود. لا أعتقد أن العرب عانوا من اضطهاد مماثل عندما ذهبوا إلى أراضي أناس آخرين. انظر إلى بريطانيا، فنحن متقبلون جدا للإسلام أكثر من تقبلنا لليهود في ظل ارتفاع اللاسامية ضدهم".

وأشار بلفور إلى تفهمه لمشاعر العالم حيال الإعلان، وخاصة الفلسطنيين، الذين يشعرون بالإجحاف، وقال: "إذا عدنا إلى عام 1917 كانت الإمبراطورية العثمانية تحكم غير اليهود واليهود في فلسطين حتى نهاية الحرب الأولى. إذن لم تكن هذه أرضهم (الفلسطينيين) حتى في ذلك الوقت".

وتابع: "كما أنهم لم يكونوا يطلقون عليهم فلسطينيين آنذاك، أعتقد أنه كان يُطلق عليهم عرب، لذلك أعتقد أن جزءا كبيرا من الإشكالية الحالية هو نتيجة مفهوم حديث لأمور تاريخية".

وذكر بلفور أن البريطانيين أصبحوا في هذه الفترة الحكّام الفعليين لتلك الأرض، بعد ارتكاب الأتراك اخطاء فاضحة، ومساندتهم للألمان، أعداء الحلفاء خاصة الإنجليزي والفرنسيين، ومن ثم خسروا الحرب، فطردهم الإنجليز من الأراضي الفلسطينية.

وأضاف: "لقد اعتقدنا دائما أننا جيدون في إدارة الأراضي التي نشرف عليها. والتاريخ يقول فعلا إننا كنا جيدين جدا في ذلك، ولكن بالطبع هناك من سيقول إننا كنا جيدين في استغلال الأراضي التي نحكمها. غير أن التقدير العادل يجب أن يقر بأننا جلبنا حكم القانون والديمقراطية إلى كل مكان استعمرناه".

وذكر أن إعلان بلفور جاء في ظرف تاريخي كان اليهود يواجهون فيه الاضطهاد في أوروبا لا سيما في روسيا، ودفع ذلك باليهود إلى الاعتقاد بألا أحد يريدهم. العرب لم يشعروا بالمضايقات التي واجهها اليهود في أوروبا، رغم أن اليهود لم يفعلوا شيئا لإزعاج أحد. تعرضوا للاضطهاد لمجرد أنهم يهود.

ونوه إلى انتقادات إسرائيل له لقوله إن إعلان بلفور لا يُطبق بشكل صحيح، لأنه يتجاهل النص الوارد فيه الذي يرفض المس بحقوق الأديان غير اليهودية في فلسطين.

وقال: "لقد تم انتقادي في الأوساط اليهودية، ولم تتم دعوتي إلى الاحتفالات في القدس بذكرى الإعلان، لأنني قلت إن جزءا أساسيا من الرسالة لم يطبق. لقد تمت إساءة فهم الإعلان. بعد إبداء التعاطف والوعد ببذل أفضل الجهد، تقول الرسالة (إعلان بلفور) إن لا شيء يجب أن يحصل ويخل بالحقوق الدينية لغير اليهود في فلسطين. هذه هي الجملة الأقوى في كل الإعلان، ولا يتم احترامها".

فيديو قد يعجبك: