إعلان

مجلة أمريكية: قطر من "أقذر الأيادي" التي تدعم المتشددين في المنطقة

12:17 م السبت 05 أغسطس 2017

قطر والولايات المتحدة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - علاء المطيري:

قالت مجلة "ناشيونال ريفيو" الأمريكية إن دعم قطر للحركات الإسلامية في الشرق الأوسط لا مثيل له، مضيفة: "عندما يتعلق الأمر بدعم الحركات المتشددة في تحركاتها ضد حكومات المنطقة سيكون اكتشاف أن قطر من أقذر الأيادي التي تلعب دورًا في ذلك؛ أمر لا يحتاج إلى كثير من الجهد".

وأضافت، في تقرير لها، "بينما تنعقد جلسة استماع بمجلس النواب الأمريكي حول علاقات واشنطن بالدوحة؛ كان وزير الخارجية ريكس تيليرسون ونظيره القطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يتصافحان ويتبادلان الابتسامات لالتقاط صورًا تذكارية بمقر وزارة الخارجية الأمريكية أثناء زيارة الأخير لواشنطن في 26 يوليو الماضي".

وعقدت اللجنة الفرعية - الخاصة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا - بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، جلسة الاستماع من أجل تقييم ازدواجية الدور القطري في الشرق الأوسط.

التحركات القطرية

وإضافة إلى التحركات الدبلوماسية القطرية للتقارب مع واشنطن؛ تعاقدت الدوحة مع مؤسسة "أفنيو ستراتيجيز جلوبال" المتخصصة في العلاقات العامة لتحقيق تقارب أكبر مع أعضاء وموظفي الكونجرس ومسؤولين تنفيذيين وشخصيات إعلامية"، وفقًا لوثائق وزارة العدل الأمريكية التي تشير إلى أن التعاقد ينص على أن تدفع قطر 150 ألف دولار شهريًا للمؤسسة الأمريكية نظير خدماتها.

وإلى جانب دورها كمؤسسة علاقات عامة؛ فإن التعاقد في ذاته يعد خطوة للتقارب مع البيت الأبيض، وفقًا للمجلة التي أشارت إلى أن مؤسس الشركة هو ليفاندوفسكي، المدير السابق لحملة ترامب في الانتخابات الرئاسية التي أوصلته إلى البيت الأبيض العام الماضي.

ولفتت المجلة إلى أن قطر ترى أن مصلحتها تكمن في إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتغيير توجهه فيما يخص أزمتها مع دول المقاطعة وسحب دعمه للكتلة التي تقودها السعودية ضد الدوحة.

وفي أول تعليق له على قرار المقاطعة في يونيو الماضي، كتب ترامب تغريدة على حسابه على تويتر، قال فيها: "خلال رحلتي الأخيرة إلى الشرق الأوسط، ذكرت أنه لم يعد من الممكن تمويل الفكر المتطرف. وحينها أشار القادة إلى قطر. انظروا!"

وتقول المجلة: "عندما قال ترامب ذلك في قمة الرياض أشار القادة إلى قطر"، مضيفة: "إذا لم يكن ذلك، فإن قطر تأمل في قدرتها على إقناع المحيطين بترامب والكونجرس لتغيير مواقفهم تجاهها".

أزمة ممتدة

"تلك هي حالة الأزمة بين دول المقاطعة وقطر؛ التي اندلعت في 5 يونيو الماضي، لتتحول المواجهة إلى حرب باردة مكتملة الأركان"؛ تقول المجلة، التي أشارت إلى أن أفق الأزمة لا يظهر أي بوادر لانحسارها.

ويخوض طرفا الأزمة الحالية بين قطر ودول المقاطعة صراعًا امتد خارج فضاء الشرق الأوسط ليصل قاعات واشنطن بصورة تعد مثالاً آخر للدور الذي تقوم به إدارة ترامب في صراعات الشرق الأوسط التي تعد إيران وإسرائيل وقطر ضمن أطرافها.

وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي السناتور بوب كوركر، قال في 26 يونيو الماضي، أنه سيوقف بيع الأسلحة المميتة لدول مجلس التعاون الخليجي حتى تستطيع اللجنة أن تفهم تستوعب مسار حل الأزمة بين الدول الأعضاء فيه.

في ذات الأثناء أقرت إليانا روس ليتنن، رئيسة اللجنة الفرعية الخاصة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس النواب بأن الأزمة بين قطر ودول المقاطعة تدفع نحو نقاشات مطولة حول "تساهل" الأمم الخليجية بشأن تمويل الإرهاب والروابط بينها وبين الجماعات المتشددة.

"دعم المتشددين"

ولفتت المجلة إلى أن قائمة المناطق التي توجد بها مشكلة تمويل الإرهاب طويلة؛ وأن قطر دعمت العديد من الجماعات والحركات المتشددة ماليًا وسياسيًا بصورة لا مثيل لها في المنطقة، مشيرة إلى أن هذا الدعم كان يتم في العلن وبطريقة فجة خلال السنوات الماضية.

وتابعت: "خلال حكم آل ثاني قدم آثرياء قطر - الدولة الغنية بالنفط - الدعم لجماعات تابعة لتنظيم القاعدة، وللإخوان المسلمين، وطالبان، وحماس، وجماعات سنية أخرى".

كما واصلت الدوحة استخدام شبكة قنوات الجزيرة لتعزيز الدعاية الخاصة بالإسلاميين المتشددين ونشر خطاب الكراهية وزعزعة استقرار المنطقة.

وتقول الأمريكية إن " هذا الدعم القطري للمتشددين تسبب في إثارة جيرانها بالمنطقة، لأنه يسمم عقول الجيل التالي من الشباب العربي ويمنع أي معتدلين فلسطينيين بتقليل احتمالات حدوث سلام بين إسرائيل وجيرانها، مضيفة أن "قطر ترعى متشددين إسلاميين يمكن أن يحلوا محل تنظيم داعش بمجرد انهزامه في القتال.

قطر وإيران

ولسوء الحظ، لا تنتهي ازدواجية الدور القطري عند هذا الحد؛ بل تمتد لأبعد من ذلك بمشاركة إيران دعم الإرهابيين الشيعة الذين يخوضون حروب وكالة لصالح أعداء الدول السنية بالمنطقة، وفقًا للمجلة، التي أوضحت أن ما تقوم به قطر يقوض المصالح المشتركة بين أمريكا و55 دولة ذات أغلبية مسلمة تحدث عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء قمة الرياض - "العربية الإسلامية الأمريكية" - في مايو الماضي.

وأوضحت المجلة أن وجود روابط بين قطر وإيران يقوض مساعي أمريكا للسيطرة على نفوذها في المنطقة أو الوقوف أمام مساعيها لامتلاك أسلحة نووية.

تفكك مجلس التعاون الخليجي

ترى المجلة الأمريكية أن الخلاف الدبلوماسي الحالي يهدد بتفكيك مجلس التعاون الخليجي الذي يعد رمزًا للاستقرار النسبي في منطقة تموج بالاضطرابات التي تتقاطع مع المصالح الأمريكية الحيوية.

ولفتت المجلة إلى أن المجلس الذي تم تشكيله عام 1981 وضم السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت وسلطنة عمان؛ كان يمثل درعًا لحمايتها من إيران أثناء الحرب الإيرانية العراقية.

وظل مجلس التعاون الخليجي منذ ذلك الحين يمثل ما يطلق عليه حلفاء أمريكا التقليديين في المنطقة الذين يعتمدون على واشنطن كضامن لأمن منطقة الخليج.

تقول مجلة "ناشيونال ريفيو" إنه في ضوء ما يتضمنه الوضع الحالي من مخاطر كبيرة وحرب إعلامية دائرة؛ لن يكون مفاجئًا أن يشير طرف - يتوق لتشتيت الانتباه - إلى السعودية والإمارات ودول أخرى على أنها السبب في زعزعة استقرار المنطقة.

وعندما يتعلق الأمر بدعم الحركات المتشددة في تحركاتها ضد حكومات المنطقة لن يتطلب الأمر الكثير من البحث عن أقذر الأيادي التي تلعب دورًا في ذلك، تقول المجلة، مضيفة: "إنها قطر؛ وهو أمر لا يحتاج اكتشافها إلى كثير من الجهد".

وقالت المجلة إن السؤال الأساسي الذي ظهر عند اندلاع أزمة هو "ألم يكن التهديد الإيراني لدول الخليج كافيًا لبقائها متحدة؟" لمواجهة طموحات إيران التوسعية وتكوين جبهة مضادة لها.

وتابعت: "لكن سواء اتفقنا أو اختلفنا يبدو أن قطر تمثل تهديدًا على المدي القريب أكبر من إيران وداعش"، مشيرة إلى أن تلك الأزمة منحت ترامب فرصة للضغط في اتجاه التغييرات التي تحدث عنها في قمة الرياض خلال شهر مايو الماضي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان