إعلان

مجلة أمريكية: ترامب لن يعتمد على الحكومات المستبدة في الشرق الأوسط

06:50 م السبت 26 نوفمبر 2016

دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن (أ ش أ):

قالت مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي ‏المنتخب، دونالد ترامب، انتقد حرب العراق وأعلن رفضه لمثل هذه التدخلات المكلفة، مشيرة إلى أنه ألمح إلى أنه سيسير ‏على نهج إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فيما يتعلق بعدم الانخراط العميق في المنطقة.

وتابعت في تقرير لها، اليوم السبت: "لكن موقفه ‏المعلن من تنظيم داعش الإرهابي وإيران قد يضع الولايات المتحدة في نفس الطريق الذي قاد إلى حرب ‏العراق". ‏

ولفتت المجلة إلى أن ترامب تعهد بتعاون أوثق مع الحلفاء العرب التقليديين الذين يرغبون في أن تقدم الولايات ‏المتحدة لهم يد العون للقضاء على نظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ لكن هذا لا يتفق مع أولويات الرئيس ‏الروسي فلاديمير بوتين الذي ألقى بدعمه تماما وراء نظام الأسد، والذي يبدو أن ترامب يرغب في ‏التوصل إلى صيغة توافق معه.

‏وأشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة لن تستطيع هزيمة داعش في العراق وسوريا - وهي أولوية ‏لترامب - إن قررت المواجهة مع روسيا و إيران اللتين تدعمان القتال ضد داعش، ولن يكون بوسع الولايات المتحدة أيضا الجمع في الاختيار بين الحلفاء ‏العرب وروسيا في سوريا أو أن تقاتل داعش في العراق، وفي التوقيت نفسه تختار خيار الحرب ضد ‏إيران. ‏

ومضت المجلة تقول إن هزيمة داعش في معقليها في الموصل والرقة خطوة أساسية وفي الواقع هي ‏خطوة أولى. وبالنسبة لترامب فإن منع صعود وريث جديد لداعش سيتطلب جهدا دبلوماسيا يرمي إلى ‏التوصل إلى تسويات سياسية في كل من العراق وسوريا. وهذا يعني النظر بتمحيص شديد في ‏الاحتياجات المتغيرة للمنطقة.

وأردفت المجلة: "منذ آخر مرة وصل فيها الجمهوريون إلى البيت الأبيض، اختفى النظام الإقليمي ‏الذي ظل قائما لفترة طويلة والذي اعتمدت عليه واشنطن لعقود، وحلت محله سلسلة من النزاعات التي ‏غذتها الاحتجاجات الشعبية ضد الأنظمة المستبدة المتصلبة، وقتال طائفي وقبلي على قصاصات الدول ‏المنهارة، كل هذا بينما تتنافس إيران والسعودية وتركيا على النفوذ لحماية مصالحها في مناطق يتعين ‏عليها ذلك فيها وتعزيز مصالحها في مناطق أخرى تستطيع فعل ذلك فيها". ‏

وتابعت: "إن أوباما تفادى إلى حد كبير التعامل مع ذلك، وركز بدلا من ذلك على هزيمة داعش، ‏ملقيا ما يمكن أن يحدث بعد ذلك على كاهل من سيخلفه. وقالت المجلة إن ترامب لا يملك ترف التعامل ‏بمثل هذه اللامبالاة وأنه يتعين عليه أن يتوصل إلى نظام إقليمي جديد يصلح الخريطة الملتهبة في ‏الشرق الأوسط ويدعم حكومات المنطقة". ‏

وذكرت المجلة أنه لعقود اعتمدت الولايات المتحدة على الحكومات المستبدة لضمان الاستقرار في ‏المنطقة، مشيرة إلى أن هذه الصيغة لم يعد بالوسع الاعتماد عليها، حيث أن الانتفاضات الشعبية لما يطلق ‏عليه الربيع العربي‎ ‎ضربت مؤسسات الدول، الصراعات الاجتماعية التي تحولت في بعض الدول إلى ‏حروب أهلية، وشعرت بعض الطوائف والقبائل بالتهديد ورأت أنه من المصلحة إذكاء الشغب وهو ما ولّد ‏نوبة من العنف قادت إلى مزيد من الاضطراب. ‏
وقالت المجلة إن التنافس الأكثر احتداما قائم بين السنة والشيعة وهذه منافسة سياسية منصوص ‏عليها في تقاسم السلطة في دول المنطقة من لبنان وسوريا والعراق شمالا إلى البحرين واليمن جنوبا ‏وبشكل أوسع تؤثر هذه النافسة على السعودية وباكستان وأفغانستان.

وقالت المجلة إن القوة في الشرق الأوسط انتقلت من قلب العالم العربي إلى تركيا وإيران، مشيرة إلى ‏أن تركيا صمدت أمام محاولة انقلاب عسكري فاشلة ولكنها لم تتراجع أبدا عن مطاردة أهدافها الإقليمية. ‏

وأردفت "ذي أتلانتك"، إنه في تكرار للتقاسمات العثمانية - الصفوية في الشرق الأوسط تبدو تركيا وإيران الآن ‏متأهبتان لملء الفراغ في المنطقة. وأردفت الصحيفة تقول إن الجانبين الآن ينسقان مواضعهما في ‏مناطق الأكراد وأبديا استعدادهما لتحمل بعض من العبء الذي لم يعد بوسع واشنطن تحمله أو ربما لم ‏يعد ذلك في رغبتها. ‏

وقالت المجلة إن جهود تركيا لكسب مزيد من النفوذ في المنطقة نجح بصورة متفاوتة فآمالها لتغير ‏السلطة في عدد من دول المنطقة سرعان ما تحطمت لكن طموحات الرئيس التركي العثمانية ما زالت ‏قوية.

وأشارت المجلة إلى أنه في الوقت الذي تجنب فيه حلفاء أمريكا العرب الانخراط العسكري المباشر ‏في العراق وسوريا سعت تركيا إلى الحصول على دور أعظم في العمليات لطرد داعش من معاقله في ‏الموصل والعراق وهدفها الأساسي هو احتواء القومية الكردية مرتأية نفسها حامية لمصالح السنة في ‏العراق وسوريا. ‏

وأوضحت المجلة أن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب صور -طوال حملته الانتخابية- المغامرات ‏العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط على أنها مهمات حمقاء مكلفة؛ ومع ذلك تعهد بإلحاق الهزيمة ‏بداعش، وهو ما يعني أنه إذا لم يتراجع عن هذا النهج في طريق التدخلات المكلفة فسوف يتعين عليه ‏التحالف مع الحلفاء العرب وتركيا وإيران.

وأشارت المجلة إلى أن روسيا تتبع بالفعل مثل هذه الاستراتيجية وتشرك إيران وتركيا في التخطيط لنهاية ‏اللعبة في سوريا.. موضحة أنه إذا تعاونت الولايات المتحدة عن قرب مع بوتين بشأن سوريا فيتعين عليها ‏الانضمام إلى إطار العمل هذا.

وقالت المجلة إنه من الأفضل أن تكون الولايات المتحدة وليس روسيا هي ‏المهندسة لإطار العمل وأنه من الممكن أن توسع هذا الإطار ليشمل العراق أيضا، وبفعل ذلك فستحد ‏من قدرة روسيا على المناورة في المنطقة وأن تسخر هذه النتائج لصالحها في أوروبا. ‏

وقالت المجلة إن تركيا هي دولة عضو في حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، وحليفة لواشنطن يمكن أن تعمل معها، لكن العلاقات بين ‏أنقرة وواشنطن باتت مهترئة، ويجب على ترامب أن يعمل على إصلاح هذا الضرر، موضحة أن سياسات ‏تركيا الداخلية ربما تكون نقطة مواجهة؛ لكن الاستثمار الأعظم في الدبلوماسية وإجراءات بناء الثقة ربما ‏يسهل اتفاقا بشأن الوضع المستقبلي للمنطقة الكردية في سوريا، وهو ما يمهد الطريق لتعاون أوثق ‏لإطلاق عمليات ضد داعش وهذا قد يشكل أساس الاتفاق الأوسع بشأن الوضع النهائي في سوريا. ‏
وقالت المجلة إن إيران ليس مرجحا أن تظهر كشريك في العمل للولايات المتحدة في أي وقت قريب، ‏وربما تكون الدولتان قد خفضتا التوترات بينهما عبر الاتفاق النووي؛ غير أن إلغاء الاتفاق لن يساعد في ‏البناء على هذه المكاسب في سبيل تحقيق هدف استقرار المنطقة بل انه قد يزيد من زعزعة استقرار ‏المنطقة. ‏

وأكدت المجلة أنه يتعين على إدارة ترامب أن تقبل الاتفاق النووي مع إيران وأن تطبقه، مشيرة إلى أن ‏عزل إيران ربما يرضي منتقدي الاتفاق النووي لكنه لن يخدم مصالح أمريكا الأوسع في منطقة الشرق ‏الأوسط وهذه المصالح تتجسد في استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وليس توسيع نطاق ‏نزاعاته. ‏

وقالت المجلة إن نفوذ واشنطن مع تركيا والحلفاء العرب والاتفاق النووي مع إيران والتقدم المحرز ‏ضد داعش في العراق قد يكون أساسا لتحقيق تسويات سياسية واسعة في العراق وسوريا وفي المنطقة ‏كهدف نهائي.

وأشارت المجلة إلى أن هذا ربما لا يكون هدفا سهل المنال لكن التعايش مع البديل المتمثل ‏في حروب كارثية ولاجئين وارهاب سيكون بالتأكيد أكثر صعوبة. ‏

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان