إعلان

صورة ومعها تمثال في طهران

سليمان جودة

صورة ومعها تمثال في طهران

سليمان جودة
07:00 م الأحد 08 أكتوبر 2023

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

ألغى نادي الإتحاد السعودي لكرة القدم ، مباراه له مع نادي سيباهان أصفهان الإيراني ، وقد كان من المقرر لها أن تجري يوم ٢ أكتوبر ضمن البطولة الأسيوية للساحرة المستديرة .

أما سبب الإلغاء فهو وجود تمثال لقاسم سليماني في الملعب ، فلما طلب النادي السعودي إزالة التمثال من المكان لم يصادف الطلب هوىً لدى الإيرانيين ، ولم يكن أمام الإتحاد إلا أن ينسحب ، وإلا أن تتأجل المباراة إلى وقت لاحق ، وقال أمير عبد اللهيان ، وزير الخارجية الإيراني ، إنها ستجري في موعد يتفق عليه الطرفان .

كان قاسم سليماني قائداً لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ، وقد ظل في هذا الموقع إلى يناير ٢٠٢٠ حين اصطاده الأمريكيون بصاروخ بينما كان خارجاً من مطار بغداد .

يومها كان دونالد ترمب على رأس الإدارة الأمريكية ، ويومها اعترف بأن إدارته استهدفت سليماني ، وأنها فعلت ذلك بسبب ممارسات الفيلق في أنحاء المنطقة ، وأن هذه الممارسات قد آن لها أن تتوقف .

ولم يكن من المناسب أن تنعقد المباراه بين الفريقين ، بينما تمثال سليماني يطل على اللاعبين والمشاهدين والمتابعين في الخلفية ، فما قام به صاحب التمثال في حياته ، وما مارسه الفيلق تحت قيادته يجعل التمثال في غير مكانه .

وقبل ثلاثة أشهر كان قد تم تغيير مكان مؤتمر صحفي بين وزير الخارجية السعودي ، ووزير الخارجية الإيراني ، وكان السبب مشابهاً لما جرى في ملعب الكرة .. ففي خلفية مكان انعقاد المؤتمر في طهران كانت صورة لسليماني معلقة على الجدار ، ولم يكن من المناسب أن يتابع المهتمون وقائع المؤتمر ، بينما الصورة في مكانها على الحائط .

وهكذا ما بين تمثال وصورة لقائد فيلق القدس ، تتأجل مباراه ويتغير موقع انعقاد مؤتمر صحفي لوزيرين ، لأن الإيرانيين لا يزالون يتمسكون بالصورة والتمثال ، ولا يزالون غير قادرين على مراعاة ما يجب مراعاته إذا تعلق الأمر بالعلاقات مع دولة جارة ، سواء كانت هذه العلاقات على مستوى الرياضة أو كانت على مستوى السياسة !

وليست هذه هي المرة الأولى التي توضع العلاقات بين ايران ودولة أخرى ، أمام ما يمكن أن يعكر صفوها ، أو يعيدها إلى المربع الأول ، أو حتى يشوّش على خطواتها التي تمشي على استحياء كما في الحالة الإيرانية السعودية على سبيل المثال .

ففي وقت سابق كانت العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وطهران مرشحة للعودة إلى مستواها الطبيعي ، وكانت في كل مرة تتعطل لأسباب غير مرئية ، ولكن هذا لا يمنع وجود أسباب مرئية ، وكان من بينها وجود شارع في إيران يحمل اسم خالد الإسلامبولي ، الذي قتل السادات في ذكرى يوم انتصاره أثناء العرض العسكري الذي أقيم ٦ أكتوبر ١٩٨١ .

ولا يزال وجود شارع بهذا الاسم في العاصمة الإيرانية أمراً باعثاً على الحيرة ، لأنه لا معنى لوجوده سوى أن حكومة المرشد خامئني في طهران تحتفي بالقتلة .. والغريب أن المعنى نفسه يمكن أن تجده في حالة الصورة والتمثال !

إعلان