إعلان

حرب أهلية أمريكية ثانية؟.. لا مزاح!

محمد حسن الألفي

حرب أهلية أمريكية ثانية؟.. لا مزاح!

محمد حسن الألفي
07:00 م الأربعاء 30 سبتمبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

سؤال مباشر ومختصر؛ لأن الوضع مباشر ومختزل: هل سيمتنع الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب عن تسليم السلطة إلى جو بايدن منافسه الديمقراطي إذا فاز بايدن في انتخابات الثالث من نوفمبر المقبل؟

امتنع ترامب في أكثر من مناسبة عن القطع بأنه سيسلم السلطة، مرة واحدة قبل أسبوعين أعلن أنه ضد التصويت بالبريد؛ لأن احتمالات التزوير أعلى من الصدق المطلوب، وبالتالي لن يسلم السلطة إذا جرى التصويت إلكترونيًا وبريديًا، مع الهجوم الكاسح إزاء هذا التهديد غير المسبوق من أي رئيس أمريكي، تراجع ترامب، وقال إنه سيقبل بتسليم السلطة إلى الديمقراطيين إذا... إذا... كان عد الأصوات صحيحًا.

علق موافقته على شرط العد الصحيح. وهو ما تكرر أمس في المناظرة الأولى من ثلاث مناظرات بين المرشحين السبعينيين!.

كانت مناظرة فضيحة بكل المقاييس، ولم ترق أبدًا إلى مستوى المناظرات الرئاسية. وبقيت مناظرتان يوم ١٥ اكتوبر، ثم ٢٢ أكتوبر.

تدور المناظرات عادة حول السياسات الاقتصادية والبرامج الاجتماعية الداخلية، والاقتصاد والبطالة، وخطط كل مرشح تجاه الضرائب، يضاف إليها هذه المرة "جائحة كورونا"، اتهم بايدن ترامب بأنه فشل في مواجهتها، حيث توفي بسبب الفشل أكثر من ٢٠٠ ألف أمريكي، وأصيب أكثر من 7 ملايين، تبادل الرجلان، بايدن ٧٧ عامًا، وترامب ٧٤ عامًا الردح العلني، تبادلا الشتائم: "اخرس، أنت كذاب، وأنت مهرج، أنت عنصري، وأنت سيسيطر عليك الاشتراكيون".

مدير المناظرة والاس إعلامي محترف من محطة فوكس نيوز عجز عن إدارة التسعين دقيقة نتيجة المقاطعات المستمرة للرجلين بعضهما البعض، ترامب لم يمكن بايدن من إكمال جملة، قال له الأخير: ممكن تخرس يا رجل؟.

استطلاعات الرأي الفورية لصالح بايدن، وهو متقدم على ترامب بعشر نقاط، لكن لا تزال أمام يوم الحسم ٣٥ يومًا، ومن المرجح جدًا أن تضيق المسافات، ويقع انقلاب في المواقف، مع تعديلات في أداء ترامب في مناظرتي الخامس عشر والثاني والعشرين من أكتوبر، لكن الإيكونوميست البريطانية توقعت هزيمة ترامب بنسبة ٩١٪.

ووقع تطور خطير موازٍ للمناظرة، وهو ظهور الجماعات العرقية القومية المنحازة للبيض، وهي جماعات يمينية متطرفة، لا تخفي مناصرتها لترامب.

كلنا نتذكر أن الشعبوية كانت بوابة الفوز للمرشح الجمهوري ترامب في سباق الرئاسة مع المرشحة الديمقراطية الإخوانية الهوى هيلاري كلينتون عام ٢٠١٦.

الانطباع الأول الذي تركه السباق الحالي للمرشحين العجوزين أن الديمقراطية الأمريكية سقطت إلى أوحال النظم المتخلفة، وأن الصراع على السلطة بات مكشوفًا. ولعل هذا من الوضوح إلى حد أن المحلل والكاتب الصحفي الأمريكي الشهير توماس فريدمان قال أمام محطة فوكس نيوز الخميس الماضي، إن بلاده قد تكون مقبلة على حرب أهلية ثانية (الحرب الأهلية الأولى كانت عام ١٨٦١ إلى ١٨٦٥ بسبب انفصال ١١ ولاية)، وعزا فريدمان سبب تشاؤمه إلى غموض موقف ترامب من تسليم السلطة إلى منافسه الفائز في الثالث من نوفمبر المقبل، حين قال سيكون هناك استمرار في البيت الأبيض!

ما موقف الجيش الأمريكي؟ هل يتدخل رئيس الأركان؟

دستوريًا الرئيس والكونجرس يسيطران على حركة الجيش.

ماذا لو رفض ترامب في تمام الساعة الثانية عشرة ودقيقة واحدة ظهير يوم العشرين من يناير الخروج، وحرك جيشه الخاص من اليمين المتطرف كما كتب ضابط متقاعد رسالة بهذا المعنى ويحث رئيس الأركان على التدخل الفوري عندئذ لحماية الدستور؟ نتابع.

إعلان