إعلان

لن يُغلَق الأزهر مهما ارتفع عويلهم

حسين عبد القادر

لن يُغلَق الأزهر مهما ارتفع عويلهم

حسين عبد القادر
09:01 م السبت 08 يونيو 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

أصبح الأزهر غصة في حلق البعض من هؤلاء الذي يدعون زورا أنهم من المستنيرين.. استغل هؤلاء تصاعد المواجهة مع الإرهاب فكرًا وسلوكًا إجراميًا ليصدعونا بأفكارهم وآرائهم بحجة علاج ظاهرة الإرهاب، ألا وهي إغلاق الأزهر وحديث إفكهم يدعي أن الأزهر هو الوعاء الذي يتربى، ويترعرع فيه الإرهاب، من خلال أفكار مشايخه وعلمائه مدعين كذبا أنها تدعو للتكفير، وأنها الحضانة التي خرجت منها رموز الإرهاب، الذين ارتكبوا كل الويلات التي عانتها مصر في الحقبة الأخيرة.

هؤلاء الذين يحلو للبعض منهم أن يقدم نفسه باعتباره من كبار المفكرين يستغلون تلك الفترة القصيرة الماضية التي شهدت تسلل عناصر الجماعة بين صفوف طلابها وبين هيئة التدريس، وبالرغم من عملية التطهير الضخمة التي قام بها الأزهر لتطهير البيت من داخله، ورغم أن فترة تغلغل أعضاء الجماعة داخله لا تعد شيئا بالنسبة لتاريخ الأزهر الشامخ عبر قرونه الطويلة، فإنهم مصرون على غيّهم وافتراءاتهم ويتناسون عن عمد أن هناك عوامل عديدة اجتماعية وثقافية وراء شيوع ظاهرة التطرف والإرهاب.

نسوا أن الأزهر الذي أنشئ ليكون مركزا لنشر الفكر الشيعي أصبح منارة المذهب السني والفكر الوسطي، ليس في مصر فقط، بل في معظم بلاد العالم، وكانت وسطيته سببا في القبول والترحيب بالإسلام في دول كثيرة، بل إنه كان المقاتل الذي يحارب كل الأفكار المتشددة التي حاولت أن تلصق بالإسلام، فأقام علماؤه كتبهم، وقادوا كل المواجهات مع عناصر التطرف المعروفة باسم المراجعات والتي كان آخرها الشهور الماضية داخل بعض السجون، وأثمرت نجاحا في تراجع الكثيرين عن أفكارهم، وكانت سببًا في الإفراج عنهم مؤخرًا.

ليت هؤلاء الطاعنين يتذكرون المواقف الوطنية للأزهر دفاعًا عن الوطن، عبر تاريخه ضد الاحتلال والطغاة؛ فكلنا يتذكر دوره في قيادة ثورة الشعب المصري أيام الحملة الفرنسية، ثم دوره في ثورة 1919 والذي قدم خلالها أروع نموذج للوحدة الوطنية، عندما اعتلى القسيس منبر الأزهر ليخطب للشعب في مواجهة الاحتلال وفي الأوقات التي تلتهب بأفكار التخلف، وتحدث الفتنة يسارع الأزهر، ويضع يده مع الكنيسة، ويخمدان نار الفتنة.. هذا قليل من كثير يحسب للأزهر، فهل من يتبني أفكار الوسطية يجد الإرهاب والتطرف لديه حاضنا؟!
لن يغلق الأزهر أبوابه، وسيظل منارة الوسطية ومصدر إشعاعها للعالم أجمع.

إعلان